يحدث الجفاف عندما تستخدم أو تفقد سوائل أكثر من التي تتناولها ولا يوجد ماء كافٍ أو سوائل أخرى كافية في جسدك لأداء وظائفه الطبيعية، إذا لم تعوض السوائل المفقودة فستُصاب بالجفاف، وأي شخص مُعرض للإصابة بالجفاف، ولكن لا تكون الحالة خطيرة إلا لدى الأطفال الصغار وكبار السن.
ويخشى كثيرون من جفاف الجسم خلال فصل الصيف، نتيجة تقاطع العديد من العوامل، ومنها درجة الحرارة العالية وزيادة التعرق، ما يؤثر على حيوية الشخص بشكل واسع.
ولتفادي جفاف الجسم، يُركّز الخبراء على أهمية الماء، الذي يُعتبَر من العناصر الأساسية للحياة، فكلّ خلية في الجسم تعتمد عليه للعمل بشكل سليم. ويُشكّل الماء حوالي 50 إلى 70% من وزن الجسم، وتتلخّص أهميته للصحة في أنّه يدعم جهاز المناعة، ويعزّز عملية الهضم، ويحسّن الذاكرة والمزاج ونوعية النوم، ويحمي المفاصل، وينظّم درجة حرارة الجسم، ويطرد الأوساخ من الجسم.
وبحسب موقع “مايو كلينك” الطبي، فإن الإسهال والقيء الحادان يعتبران أكثر أسباب حدوث الجفاف شيوعًا بين الأطفال الصغار، حيث من الطبيعي أن يمتلك البالغين الأكبر سنًا كمية أقل من الماء في أجسامهم، وقد يعانون من حالات مرضية أو يتناولون أدوية تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالجفاف، وهذا يعني أن حتى الأمراض البسيطة، مثل العدوى التي تصيب الرئتين أو المثانة، يُمكن أن تؤدي إلى الجفاف لدى كبار السن.
كما يُمكن أن يحدث الجفاف لأي فئة عمرية، إذا لم يتناول الشخص كمية كافية من الماء في أثناء الطقس الحار؛ خاصة إذا كان الشخص يمارس تمارين رياضية قوية.
وقد تتمكن من معالجة الجفاف البسيط أو المعتدل من خلال شرب المزيد من السوائل، أما الجفاف الشديد فيحتاج إلى علاج طبي فوري.
الأعراض
لا يعد العطش دائمًا مؤشرًا مبكرًا على حاجة الجسم إلى المياه. لا يشعر العديد من الأشخاص، ولا سيما كبار السن، بالعطش حتى يُصابوا بالجفاف بالفعل. لذلك، من المهم أن تزيد من شرب المياه في الطقس الحار، أو عندما تكون مريضًا.
قد تختلف علامات الجفاف وأعراضه أيضًا وفقًا للعمر وذلك على النحو التالي:
الرضع أو الأطفال الصغار
- جفاف الفم واللسان
- عدم نزول دموع عند البكاء
- جفاف الحفاضات ثلاث ساعات
- عينان وخدان منخمصان
- انخماص البقعة الرخوة أعلى الجمجمة
- الفتور أو التهيج
البالغون
- العطش الشديد
- انخفاض عدد مرات التبول
- بول داكن اللون
- الإرهاق
- الدوخة
- التشوش
متى تزور الطبيب
عليك بزيارة إذا أصبت بالحالات الآتية:
- الإسهال 24 ساعة أو أكثر
- بهياج، أو شعور بالتيهان وكثرة النعاس، أو قلة النشاط عن المعتاد
- عدم القدرة على منع تقيؤ السوائل
- إخراج براز دموي أو أسود اللون
الأسباب
في بعض الأحيان يحدث الجفاف نتيجة أسباب بسيطة: عدم الشرب الكافي للسوائل بسبب المرض أو الانشغال، أو بسبب نقص الحصول على مياه الشرب الآمنة عند السفر أو الذهاب للتجول أو المخيمات.
تتضمن الأسباب الأخرى للجفاف ما يلي:
- الإسهال، القيء. الإسهال الحاد البالغ، بما يعني الإسهال الذي يخرج فجأة وبقوة، يمكن أن يؤدي إلى فقدان بالغ للماء والكهارل في وقت قصير للغاية. وفي حالة الإصابة بالقيء مع الإسهال، يفقد المريض المزيد من السوائل والمعادن.
- الحمى. وبشكل عام، كلما ارتفعت درجة الحمى، زادت حالة الجفاف. وتتفاقم المشكلة في حالة الإصابة بالحمى بالإضافة إلى الإسهال والقيء.
- فرط التعرُّق. يفقد الإنسان الماء عن التعرُّق. في حالة ممارسة النشاط القوي وعدم استبدال السوائل المفقودة في أثناء استمرار الممارسة، يُصاب الشخص بالجفاف. كما يزيد الطقس الحار والرطب مقدار التعرُّق ومقدار فقدان السوائل.
- التبول الزائد. قد ينتج هذا بسبب الداء السكري غير الخاضع للتشخيص أو العلاج. كما أن بعض الأدوية، مثل مدرات البول وبعض أدوية ضغط الدم، يمكن أيضًا أن تؤدي إلى الجفاف وبشكل عام بسبب أنها تؤدي إلى التبول الزائد.
عوامل الخطورة
يمكن أن يصاب أي شخص بالجفاف، لكن بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة للإصابة:
- الرضع والأطفال. إن المجموعة التي من المرجح أن تصاب بالإسهال والقيء الشديد هي الرضع والأطفال، حيث يكونون معرضين بشكل خاص للإصابة بالجفاف. ولأن سطح المعدة يكون أعلى من حجم المعدة في حالتهم، فهم يخسرون أيضًا نسبة كبيرة من السوائل بسبب الإصابة بالحمى الشديدة أو الحروق. لا يستطيع الأطفال الصغار عادةً إخبارك بأنهم يشعرون بالعطش ولا يستطيعون الحصول على المياه لأنفسهم.
- كبار السن. كلما تقدمت في العمر، يصبح مخزون السوائل في جسمك أصغر، وتقل قدرتك على الاحتفاظ بالمياه، ويصبح الشعور بالعطش أقل حدة. تتفاقم هذه المشاكل بالأمراض المزمنة مثل داء السكري والخرف وباستخدام أدوية مُعينة. قد يصاب كبار السن أيضًا بمشاكل في الحركة التي تقلل من قدرتهم على الحصول على المياه لأنفسهم.
- الأشخاص المصابون بالأمراض المزمنة. تضعك الإصابة بداء السكري الذي لا يمكن التحكم فيه أو لم يتم علاجه في خطر أعلى للإصابة بالجفاف. يزيد مرض الكلى من خطر إصابتك أيضًا، وكذلك الأدوية التي تسبب التبول الزائد. تجعلك حتي الإصابة بالبرد أو التهاب الحلق أكثر عرضة للجفاف لأنه من المرجح ألا تريد تناول أو شرب أي شيء عندما تكون مريضًا.
- الأشخاص الذين يعملون أو يمارسون التمارين في الخارج. عندما يكون الجو حارًا ورطبًا، يزيد خطر إصابتك بالجفاف ومرض الحرارة. وذلك لأنه عندما يكون الجو رطبًا، لا يمكن أن يتبخر العرق ويبردك بسرعة كما يحدث عادةً، ويمكن أن يؤدى ذلك إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم والحاجة إلى سوائل أكثر.
المضاعفات
يمكن أن يؤدي الجفاف إلى مضاعفات خطيرة، تشمل:
- الإصابة الحرارية. إذا لم تتناول القدر الكافي من السوائل عند ممارستك التمارين الرياضية بقوة والتصبب عرقًا بشدة، فقد ينتهي بك الأمر بإصابة حرارية، تتراوح في شدتها بين التشنجات الحرارية البسيطة وحتى الإنهاك الحراري أو ضربة حرارة من المحتمل أن تشكل تهديدًا على الحياة.
- المشكلات البولية ومشكلات الكلى. يمكن أن تسبب النوبات الطويلة أو المتكررة من الجفاف التهابات الجهاز البولي وحصوات الكلى، بل يمكن أن تتسبب في فشل كلوي.
- النوبات. تساعد الكهارل (مثل البوتاسيوم والصوديوم) في نقل الإشارات الكهربائية من خلية إلى خلية أخرى. إذا كانت الكهارل غير متوازنة، فقد تصبح الرسائل الكهربائية الطبيعية مختلطة، الأمر الذي قد يؤدي إلى انقباضات لاإرادية للعضلات وأحيانًا فقدان للوعي.
- صدمة انخفاض كمية الدم (صدمة نقص حجم الدم). تُعد هذه أحد أكثر مضاعفات الجفاف خطورة، وفي بعض الأحيان، تكون مهددة للحياة. يحدث عندما يتسبب انخفاض كمية الدم في انخفاض ضغط الدم وانخفاض كمية الأكسجين في جسمك.
الوقاية
للوقاية من الجفاف، ينبغي شرب الكثير من السوائل وتناول الأطعمة الغنية بالماء مثل الفواكه والخضراوات، ويكون جعل الشعور بالعطش المؤشر المثالي اليومي الدليل الإرشادي الملائم لدى الأصحاء.
وقد يحتاج الأفراد لتناول المزيد من السوائل في حالة الإصابة بالحالات مثل ما يلي:
- القيء أو الإسهال. إذا كان الطفل مصابًا بالقيء أو الإسهال، ينبغي إعطاؤه المزيد من الماء أو محلول معالجة الجفاف الفموي عند ظهور أول علامات المرض. ولا يجوز الانتظار إلى حدوث الجفاف.
- التدريبات الشاقة. بشكل عام، يُعد بدء ترطيب الجسم وترويته قبل التدريبات الشاقة إجراءً مثاليًا، كما أن إخراج الكثير من البول الصافي الخفيف مؤشر جيد على جودة تروية الجسم. وفي أثناء التدريبات، يمكن تناول السوائل على فترات منتظمة والاستمرار في تناول الماء أو غيره من السوائل بعد انتهاء التدريبات.
- الطقس الحار أو البارد. يحتاج الإنسان إلى شرب المزيد من الماء في الطقس الحار أو الرطب للمساعدة في تقليل درجة حرارة الجسم واستبدال ما يفقده في أثناء التعرُّق، وقد يحتاج الإنسان لمزيد من الماء أيضًا في الطقس البارد لمقاومة فقدان الرطوبة بسبب الهواء الجاف وخاصةً مع الارتفاعات الكبيرة.
- المرض. يُصاب البالغون الكبار في معظم الحالات بالجفاف بسبب الحالات المرضية البسيطة، مثل الإنفلوانزا والتهاب الشعب الرئوية أو عدوى المثانة، ينبغي التأكد من شرب المزيد من السوائل عند عدم الشعور بحالة صحية جيدة.
اترك تعليقاً