بعد اختتام مؤتمر المصالحة يوم الخميس الموافق 12 يناير 2023م أكيد وبدون خلاف عامة الشعب الليبي يبارك جهود الرئاسي في دعوته للمصالحة على أمل أن يكون من المدعوين المهجرين والأمازيغ الذين عانوا كثيراً ومازالوا يعانون، ويظل الأمل معقوداً مع حضور المبعوث الأممي إلى ليبيا السيد عبدالله باتيلي، وربما! كعامل مساعد مشاركة الاتحاد الأفريقي في الملتقى الذي لا يُستغرب عوضاً من أن يكون عاملاً مساعدً يُرى عامل هدم بدعمه اللامحدود للسبتمبرين، إذا وصلت الجرأة بالمؤتمر تفكيك مواد قانون العدالة الانتقالية رقم 29 لسنة 2013 أحد مكتسبات وصياغة أحرار فبراير بمختلف توجهاتهم فالآمال المعلقة ستظل معلقة.
كلام المبعوث الأممي:
إذا كان هناك من رسالة أممية فهي عن طريق مبعوثها السيد باتيلي والتي كانت واضحة لمن يريد فهمها: “لن تكتمل المصالحة إلا بحكومة موحدة ونظام اقتصادي واجتماعي وسياسي موحد، ويجب على الجميع أن يتحملوا مسؤولياتهم للتوصل لحلول”. كلمات جامعة وشاملة وعملية وباعثة للأمل لمن أراد التوافق بالعمل وتنفيذ المصالحة والاستقرار لليبيا. بل أكد معالي المبعوث باتيلي بأنه: “لا يمكن أن تكون مصالحة في ليبيا دون عدالة ودون إصغاء الليبيين لبعضهم” إلا أن الفوضى السبتمبرية “التصعيدية الشعبية” لا تدخر جهداً في إفساد مؤتمر المصالحة وزعزعته.
كلمة التيار الملكي:
كلمة م. أسامه محمد عثمان الصيد عبرت عما يجول بخواطر الكثير من أبناء وبنات ليبيا، وأضاف بشكل مفصل على ما اقترحه السيد باتيلي، حيث أوجزها كأول خطوة للمصالحة بعمل الأتي:
- الابتعاد عن استعمال الألفاظ الجارحة والنابية وعدم التهجم على أي أحد
- التحلي الشجاعة والاعتراف بأخطائنا والعمل على عدم تكرارها
- اعتبار أن كل الحقب هي جزء من تاريخ ليبيا مما يعني أن المسؤولية الاعتذار تعود على الدولة
- الشعب الليبي هو صاحب الحق والمصالحة في نهاية الأمر يجب أن تكون بين بين المواطن والدولة، فمن أخطأ هو النظام ومن عانى هو المواطن، مما يفرض إصلاح القوانين وبناء نموذج سياسي، واقتصادي، وإداري وقضائي، وأمني يصون كرامة المواطن وحقوقه ويفسح له تحقيق تنمية شاملة وعادلة في ظل سلام عادل وشامل ودائم.
الاتحاد الأفريقي قد يكون شبهة:
يرى البعض بأن الاتحاد الأفريقي يحن لأيام نظام سبتمبر الذي أغدق عليه الملايين ورفع له سقف طموحاته في رضاعة لبن ليبيا “الأسود”.. فلم تغمض أعينهم على علب الذهب ورزم الدولار واليورو مع كل زيارة للقذافي بخيمته في العتعت أو زيارته الشخصية لهم ببلدانهم. الكاتب يتوافق مع هذا الطرح بل ويرى بأن بوابة السبتمبرين من خلال الاتحاد الأفريقي فعندهم من التاريخ القديم ما يغرونهم به من تاريخ الصرف عليهم والبذخ الذي عاشوه في ليبيا عندما كان الشعب محاصر من الخارج والداخل.
المصالحة يُعرفنا بها المُهجرين والأمازيغ!
إذا أردت أن تعرف مدى جدية المصالحة في ليبيا فعليك أن تتأكد من حضور المهجرين والأمازيغ، فباستثناء ذلك لن تكون هناك مصالحة حقيقية. إذا تم تغيب الضحايا وحضر الجلاد في مؤتمر المصالحة فمع من تكون المصالحة؟ مع من عاثوا في الأرض قتلا وتشريداً للعائلات الليبية من أجل يعيش ويعبث ويفسق الصقر الوحيد؟! هزلت ورب الكعبة يتطاول الطغاة في مؤتمر المصالحة برفع أصواتهم، بل ويرفضون بكل تبجح ووقاحة راية الاستقلال ونشيدها الذي تغنوا به الأحرار الشهداء قبل الأحياء.
كلمة أخير:
كلمة السيد باتيلي هي الطرح العملي للخروج من الأزمة في ليبيا وذلك من خلال حكومة موحدة ونظام اقتصادي واجتماعي وسياسي موحد. والذي ثنى عليه السيد م. أسامة الصيد بصيغة أخرى وأكثر تفصيلاً كما وأكد بأن المصالحة بين الدولة والشعب. ويظل تغييب الضحايا نقيصة لا تغفر في أي برنامج مصالحة جاد.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً