يوسف الغزال: هل عدنا للعصور الوسطى يا بلدي مصراتة؟

علق الكاتب الليبي يوسف الغزال، على قرار المجلس البلدي مصراتة إلغاء استضافة معرض الكتاب العائم، الذي كان مقررا إجراء فعالياته على متن السفينة “لوغوس هوب” في المنطقة الحرة مصراتة.

وقال الغزال في رسالة وجهها للمجلس البلدي مصراتة عبر حسابه على فيسبوك: “هل عدنا للعصور الوسطى نمنع القراءة ونحرق الكتب ونحلل بعض الكتب ونحرم البعض الآخر، هل تكون رعاية الدين بمنع القراءة وتحريم الكتب وتجريم القراءة”.

وأضاف: “قراركم الغشيم جاء أكبر تشويه للدين الاسلامي والمسلمين على مستوى العالم ، حتى شمت في المسلمين أعداء الإسلام، لماذا سكتت دار الإفتاء وأفتى المجلس البلدي (هذا أمر دُبِّرَ بليل)”.

وأردف الغزال: “لم نعد نعرف في مصراتة، هل لدينا مجلس من السادة الوجهاء النبلاء أو مجلس من الكراديم متحجرة من العصور الوسطى.. بعد سنوات من الصمت والغياب، جلس المجلس البلدي وفكر ودبر، تم قرر منع معرض دولي للكتاب، انفجر خزان البلدية وسكب كل قاذوراته، سادت عفونة في الأجواء، واتضح فيما بعد بأن مجلس الوجهاء خاف على أهل مصراتة من الكفر والضلال أكثر من خوفه عليهم من باعوض حيّ (جنان الزيتون) الغارق في النجاسة”.

وتابع: “لدينا مجلس يخاف على الشباب من كتب القراءة أكثر ما يخاف عليهم من حبوب الزرط، لأن السادة الوجهاء استعادوا تاريخ أمثالهم منذ زمن الفارابي إلى إبن رشد في منع وحرق الكتب، وكأن في عقيدة مثل هؤلاء أن الإسلام لا يتماشى مع القراءة، وأن شعار (إقرأ) هو شعار الكفار”.

واستطر الغزال قائلاً: “المجلس الموقر يخاف لو يتسرب العلم للعقول المسلمة المقفلة على طاعة الله، ماذا لو تعلم الناس التأمل وممارسة الفكر، ما الذي يمنعهم عن الضلالة والكفر.. فرح الجهلة بهذا القرار الحكيم، وتمنوا لو يتوج هذا العمل بمنع شبكة الانترنت وقفل كل قنوات التواصل الاجتماعي، حتى لاتصلنا حملات التنصير تنعم أمة المسلمين بما فيه من نعيم.. إنهم طيور الظلام يعبدون إله ظلامي لا يحب القراءة، وتناسوا أول الوحي الذي نزل على النبي في غار حراء كان كلمة (إقرأ) إنهم يعبدون إله لايحب القراءة ويخافوا لو قرأ الناس الكتب ونظروا كيف خلق الكون وتدبروا فيه لكفروا جميعا، وإن الإيمان الحقيقي عندهم هو إيمان الجهلة، وكلما تعلّْم المسلم كلما قلّْ إيمانه”.

وتساءل الغزال: “أين التنصير ما هذا الهوّْس وهذا التخلف ما هذه (الفوبيا) من العلم والمعرفة؟”.

وتابع: “كل يوم تباع كنائس في الدول المسيحية للمسلمين كل يوم تقلب كنائس إلى مساجد في لندن وفي باريس وفي نيويورك في أتاوا وفي أوسلو في إستوكهلم وفي فرانكفورت وجنيف.. الغرب لا يريد لنا أن نخرج من المساجد، ولا نعمل شيئا غير العبادة، لنبقى سوق يستهلك إنتاج مصانعهم، ونترك الدنيا الحقيرة لهم فهي جنة الكفار جحيم المسلمين الأبرار”.

وأشار إلى أن “الجامعة الإسلامية في إسرائيل أنشئت منذ منتصف الخمسينيات لحث المسلمين على التمسك بدينهم والعمل لآخرتهم فقط، وترك الدنيا لليهود وحدهم”.

وأضاف الغزال: “قال شيخ يوصف بأنه علامة له عند المسلمين مكانة كبيرة مثل شعراوي، قال: (عندما لايستجيب الله لدعاء المسلمين، أو يحرمهم من متاع الدنيا، ولم يجعل لهم نصيب فيها، فإنه أراد أن يدخر لهم النصيب الأكبر في الآخرة.. (الدنيا جحيم الابرار وجنة الكفار، والآخرة جحيم الكفار وجنة الأبرار)”.

واختتم الغزال رسالته بالقول: “نعم هكذا تخلفنا في الدنيا لأننا زهدنا فيها، ونزعناها من قلوبنا ووضعنا بدل منها حب الآخرة، إن تخلف المسلمين في الدنيا كان على سبق إصرار وترصد لم يأتي من فراغ بل هو نتيجة ما تبدله المجتمعات المسلمة احتقار الحياة الدنيا ولهذا نعيش في الدنيا الحقيرة مجتمعات بائسة فقيرة، نشتم الدنيا ونسب أهلها ونعيش متطفلين على الكفار نأكل قمح مزارعهم ونستر عوراتنا بقماش مصانع نسيجهم، ونتداوى بدوائهم ونلقح أطفالنا ضد الأمراض المعدية بأمصال من مبتكراتهم.. كل هذا جعلنا نشعر بالتخلف أمامهم، ونمارس التسول على موائدهم طعامهم، وأن كل ما نعانيه من تخلف يعود لعقيدة راسخة في عقولنا تقول، إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه بكل بلاوي الأرض ونصر عدوه عليه”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً