ما يدور في الجناح الشرقي من الوطن شيء يُراد منه فرض واقع جديد بالقوة فهو نتاج عمل دؤوب من قِبل المخابرات المصرية منذ أكثر من خمسة عشر عاما متواصلة وكان يمنعها من تنفيذ أجندتها وجود دولة وقيادة كانت متماسكة نسبيا وعند سقوط النظام في ليبيا تمكنت المخابرات المصرية من التغلغل في ليبيا عامة وفي المنطقة الشرقية خاصة واستطاعت أن تُذكي نار الفتنة واستقطبت بعض العملاء وعلى رأسهم رئيس مجلس النواب وبعض أعضاء مجلس النواب ورفعت لهم شعارات معادية لوحدة الوطن وكذلك بعض الشخصيات الأخرى ولكنها ذات صوت عالي تتزعم شعارات سياسية منمقة ولكن باطنها المطالبة بانفصال المنطقة الشرقية ونجحت في محاولة تجسيم بطولاتهم الوهمية وإشعارهم بأنهم أبطال وأنهم يدافعون عن حقوقهم.
لقد استغلت المخابرات المصرية أطماع البعض للوصول للسلطة وحكم البلاد ووجهته في اتجاه الدفع بالأمور إلى التأزيم وإدارة الجرائم وسفك الدماء حتى تزداد صعوبة الحلول فقد هُجِر أكثر من مائة ألف مواطن من مدينة بنغازي وجُعِل أكثر من مائتي ألف مواطن بالعاصمة بلا مأوى بسبب تدمير بيوتهم في المغامرات التي تُديرها المخابرات المصرية برعاية إماراتية وسعودية وبتنفيذ أيادي ليبية للأسف.
لقد كان مخطط المخابرات المصرية بين خيارين إما أن تحتل الجناح الشرقي لليبيا لتضمه إلى مصر وهذا خيار فيه صعوبات تحتاج إلى معالجات مع المجتمع الدولي أما الخيار الثاني يتمثل في إدخال إثنا عشر مليون مصري بحجة أن أصولهم ليبية وكانت التقارير واضحة أمام المخابرات الليبية ولكن التعامل معها كان بطيئا ثم حدثت ثورات الربيع العربي وهدئت الأمور إلا أنها مع تولي القيادة العسكرية الجديدة لمصر أعيد فتح المشروع وأصبحت أمور ليبيا السياسية وحتى الاجتماعية تُدار بمكاتب المخابرات المصرية وصارت المخابرات المصرية تتعامل مع شيوخ القبائل ومع كل المكونات بل واستقطب بعض السذج من الغرب الليبي والممتهنين للسياسة دون علم ولا خبرة وبمعزل عن الدوائر الرسمية الليبية.
والسؤال هل بدأ تنفيذ المخطط المصري عمليا في المنطقة الشرقية؟ نعم لقد بدأ وبشكل واضح وملموس فاليوم يتجول في ربوع المنطقة الشرقية ما بين المليون والمليونين مصري بحجة أن أصولهم ليبية وبدئوا بالسيطرة على مناطق سكنية بالكامل بالشراء وبدئوا بتطويق بنغازي بأحياء لهجة التخاطب بها لهجة مصرية مطلقة وسيطرتهم على الكثير من الأنشطة الاقتصادية والأخطر تسللهم في كتائب متكاملة بكتائب جيش المنطقة الشرقية وامتلاكهم للسلاح فإذا انفجر الصراع في المنطقة الشرقية فسيكون لديهم ما يقرب من مائة ألف مقاتل بسلاحهم وستدار مذابح لكل سكان المنطقة دون استثناء وربما أول الضحايا ستكون القبائل التي يتهمونها بأنها سبب في تهجير أجدادهم إلى مصر.
إن الخطر يُحيط بالجميع ولابد من اليقظة وتدارك الأمور والتعالي عن الخلافات والترهات وسفاسف الأمور والبحث عن وسائل لإعادة الدولة وتجاوز المخاطر التي تلتف بالوطن.. فهل من عاقل يُجيب؟.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً