قال عضو المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن الشاطر، إن كلمة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح في جلسة يوم أمس، كانت صادمة ولا يمكن وصفها إلا بأنها مشروع ولادة دكتاتور مدني يريد أن يستفرد بالحكم من خلال استغلاله لمنصبه للانقلاب على الشرعية لتتركز كل السلطات في يده تماما كما حدث ويحدث في الشقيقة تونس.
وأضاف الشاطر في تصريح لـ”عين ليبيا”، أن ليبيا تنحرف عن طموحات ثورتها في فبراير 2011 بعد أن اختطفها عناصر نهمة للمال بالقفز والاستحواذ على السلطة.
وأشار إلى أن ليبيا ليست منقسمة إلى ثلاث ولايات أو ما يُطلق عليها ثلاثة أقاليم، ولكنها منقسمة إلى عدة دوائر منها (دائرة اللصوص ودائرة تفريخ وتربية الأفاعي ودائرة شعب يذرف دموعا من الدم ولا حيلة أو وسيلة لديه لتغيير الأمور إلى الأفضل). فقد خذله نوابه في السلطة ولم يشفع له استسلامه للأمر الواقع على أمل أن يفيق الباغون عليه إلى إصلاح ما يمكن إصلاحه والعودة إلى فضيلة بناء الدولة لتحقيق الازدهار للجميع وبالجميع.
ونوه الشاطر إلى أن ممارسة العمل الديمقراطي بحرية تحولت إلى خدعة عندما يسمح في محاولة سابقة لانتخاب رئيس للدولة لأن يتقدم للمنصب عسكري نهم للدماء أو لرمز من الدكتاتورية السابقة للترشح لتنفيذ برنامج الانتقام باسم الشرعية وتصفية الثورة.
وتابع: “هذه ليست نكتة ولا كذبة أبريل ولا أحجية تدعو للاستهجان.. حالنا لا يسر عدو فما بالكم بالصديق.. فتحنا الأبواب لمن هب ودب للتدخل في شأننا ليُملي شروطه ولا يُراعي شروطنا أو يؤيدها”.
وأردف الشاطر: “النواب الذين استمعوا إلى كلمة رئيسهم أصابهم الذهول ولم يتفوه أيا منهم لرفض معالم العودة لطريق العبودية ودكتاتورية الفرد المطلقة التي تفوه بها في كلمة مكتوبة بمعنى محسوبة الأغراض والدلالات”.
ولفت الشاطر إلى أن ما قاله رئيس مجلس النواب يُشكل خطرا على سلامة بناء دولة القانون والحريات وحق المواطنة.
واستطرد قائلاً: “خلال العشر سنوات الماضية لم يتغير المشهد إلى الأحسن ولعله ساء إلى حد كبير.. قوى الثورة تكدست في تجمعات كل مجموعة لها مآربها وطموحاتها.. لقد تحولت البلاد إلى بقرة حلوب.. الكل يريد أن يملأ إناءه من حليبها.. الله المستعان”.
اترك تعليقاً