استنكر رئيس الحزب الديموقراطي الليبي أحمد الشيباني، وصف ليبيا بأنها “دولة غنية حتى القذارة” من قِبل مسؤول ألماني، ترأس الملتقى الاقتصادي العربي الألماني، والذي عُقِد بالعاصمة برلين.
وفي بيان تحصلت “عين ليبيا” على نسخة منه، تقدم الحزب بجزيل شكره للغرفة العربية الألمانية للتجارة وللجمهورية الألمانية الفيدرالية على تنظيم مؤتمر برلين الاقتصادي في الرابع من أكتوبر الماضي، واغتنم هذه الفرصة للتأكيد على أن الشعب الليبي مصمم على تحقيق الانتقال بليبيا إلى دولة ديمقراطية عصرية تسهم بقوة في خير الإنسانية جمعاء.
وأشار البيان إلى أن الشعب الليبي يُريد تحقيق الديمقراطية في بلاده، فهي حق طبيعي لا يمكن التنازل عنه، بعد أن عانت ليبيا الأمرين من ديكتاتورية القذافي، وما صاحبها من التدمير الحضاري، ونوه إلى أن ليبيا دفعت فتورة عالية في الأرواح والممتلكات، إلا أن ليبيا لن يكون في وسعها تحقيق حلم الديموقراطية دون أن تمد لها الأسرة الدولية يد العون والمساعدة.
واقترح الحزب الديمقراطي في هذا الصدد، بأن تُقدم الولايات المتحدة الأمريكية خطة مارشال لليبيا، إسوة بتلك التي قدمتها لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، على أن يتم تمويل هذه الخطة من أرصدة الدولة الليبية المجمدة حاليا، فالبلاد لا تعاني من النقص في المال، ولكنها تُعاني من تكدسه وذهابه إلى الأيادي الخطأ، بحسب نص البيان.
كما لفت البيان إلى أن ليبيا الآن في حاجة إلى دستور عصري يُشبه ما حصلت عليه ألمانيا بعد الحرب، مع مراعات الخصوصية الليبية.
وأضاف الشيباني في بيانه: “وحتى يمكننا تحقيق هذا الهدف، فنحن في حاجة إلى الخبرات الألمانية لمساعدتنا في الوصول إلى غايتنا”.
وطالب الحزب الديموقراطي بأن تقوم ليبيا بالتصديق على معاهدة نيويورك، الخاصة بالتعاقدات التجارية, حتى تعود الثقة لاقتصاد البلاد، موضحاً أن ليبيا دولة لا تقبل بوجود الفساد في أجهزتها، وليس كما أشار إليه البعض خلال هذا المؤتمر، من ضرورة “بناء الفساد” حتى يتم إبرام العقود.
واستنكر الحزب الديموقراطي ما تم قوله، بوصف ليبيا بأنها “دولة غنية حتى القذارة”، على لسان المسئول الألماني الذي ترأس الجلسة الختامية، وأشار إلى أن هذا الوصف غير مقبول دبلوماسيًا ولكنه قدم الاعتذار فيما بعد.
وتابع الحزب: “فقد كان الأجدر به أن يقول إن ليبيا دولة ثرية جدا، عليها أن تسخر ثروتها في خدمة شعبها”.
وأهاب الحزب بالحكومة الألمانية أن تتزعم المجتمع الدولي في تغيير الصورة النمطية الاستعمارية السائدة التي ترى العالم العربي على أنه مصدر للمواد الخام وسوق للمنتجات المصنعة لا أكثر ولا أقل، وقد آن الأوان بعد اندلاع ثورات الربيع العربي لأن ينظر إلى العالم العربي على أنه شريك وليس غنيمة، حسب وصف الحزب.
واختتم الشيباني بيان الحزب بالقول، إن ليبيا سوق واعدة يصل دخلها إلى حوالي 100 مليون دولار يوميا وليس عليها أية ديون، وأن الحزب الديمقراطي يعمل على أن يكون للشركات الألمانية دورا رائدا في إعمار ليبيا، وهو يُناشد الحكومة الليبية أن تُعطي أولوية الاستيراد للمنتجات الألمانية ومقاطعة المنتجات الصينية لمناصرة الصين للأنظمة الديكتاتورية حول العالم.
اترك تعليقاً