لاشك أننا وبالرغم من عشر سنوات وربما جاز تسميتها العشر السوداء الكثير منا يساير أهوائه وأرائه دون اعتبار لمدى منطقيتها وربما كانت مغلفة تلك الأراء بالحقد والكراهية واستئصال الآخر وغابت الحكمة والتعقل عن الجميع وصار كل المجتمع في صراع أدى إلى نتائج كارثية من تمزيق النسيج الاجتماعي والانهيار الاقتصادي وأصبحت القيم والاخلاق كلام منمق لا وجود له في حياتنا العملية فالكل يفرح ويتشفى لمقتل ذاك من الفريق الآخر.
وبعد أن كان ربما خروجنا في فبراير شريفا مطالبا بحقوق ومطالبة بمعالجة أخطاء وفشل في حقيقة الأمر النظام في إيجاد أي نوع من الحلول، وللحقيقة أن الكثير ممن حول النظام والمقربين ومنهم أناس وطنيين بالتأكيد ولكن لم يسمع صوتهم لأن حجم الاختراق كان كبير وكانت المؤامرة تهدف إلى إحداث المواجهة والصراع.
لن يجدي اليوم شكر أو شتم من مضوا إلى الآخرة فأولئك سيحاسبهم الله ولاشك أن فترة غير قصيرة من الزمن قد تحكم عليهم وفي المقابل فإن قيام البعض بتجريم من خرجوا ببراءة في فبراير يطالبون بحقوق وإصلاح حال البلاد والعباد وربما استقبلوا بحسن نية أناس من الفيافي كانت لهم قوائم حسابهم وأجنداتهم واستولوا على المشهد فلن يجدي كل ذلك ببساطة لأن ذلك يستجيب لغرائزنا وهو تعطيل لعقولنا.
اليوم أمامنا وطن يحترق ويعاني وشعب تمزق وأناس هجروا بعد دماء سالت وأرواح أزهقت في مقابل أثمان هزيلة فلابد لمن كان لديه احساس بالوطن أن يكبح جماح غرائزه وروح الانتقام لديه وأن يعلن الجميع من باب المسؤولية والحرص على الوطن اتجاههم جميعا لإنقاذ الوطن ونبذ روح التعالي والشماتة فلن يعود النظام السابق مجددا أبداً مهما حاول البعض فهو ليس بريئا ممها اختلفنا في درجة جرمه وتخلفه فلن يعود في شكله أو مضامينه ولن يصل أحد إلى مواقع المسؤولية وإدارة البلاد إلا عبر دستور وانتخابات وكذلك فإن فبراير وأمانيها لن تكون ولن يكون هناك سيطرة للإيديولوجيات العابرة للحدود فمجتمعنا بسيط طيب استدرج إلى شعارات ليست مطابقة ولن تطابق واقعه.
الانتخابات على الأبواب ويجب أن ندخلها بروح الوطن وبدون أي شعار إلا الوطن فنحن نحتاج أن تنتهي حياتنا بهدوء وسكينة وأبنائنا وأحفادنا بحياة كريمة، نحتاج وطن ومواطنة ونحتاج دولة القانون والمؤسسات وأما من أخطأ فهناك قضاء لازلنا نثق في رجاله تنطبق قوانينه على الجميع دون استثناء.
من تمسك بغير روح لم الشمل ومعالجة كوارثنا بالعقل والحكمة فإنما هو يُشعل المزيد من النيران في قلب الوطن… معا يدا بيد لبناء الوطن.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً