بارك رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، عملية إطلاق سراح الأسرى بمبادرة لجنة حوار مدينة الزاوية، معتبرا إياها بالخطوة المهمة في إطار المصالحة الوطنية التي كان قد أطلقها المجلس الرئاسي منذ استلامه زمام أمور البلاد، وسعيه لجمع الفرقاء ورأب الصدع ولمّ شمل الليبيين وإنهاء حالة الانقسام.
ونقل المكتب الإعلامي عن المنفي تأكيده، أن التحقيق المصالحة الوطنية الشاملة هي في أعلى سلم أولويات المجلس الرئاسي لكونه حجر الأساس لبناء دولة موحدة من أجل تحقيق العيش المشترك بين الليبيين.
ودعا رئيس المجلس الرئاسي إلى ضرورة ترسيخ قيم العفو والتسامح وإعلاء المصلحة الوطنية العليا لأن ليبيا لن تكون إلا واحدة موحدة.
واحتُفِل بمدينة الزاوية اليوم الأربعاء، بإطلاق سراح 120 من أسرى قوات حفتر خلال الحرب على العاصمة طرابلس، وذلك بمبادرة من مدينة الزاوية ولجنة الحوار بالمدينة.
وحضر الاحتفال الذي أقيم بملعب نادي الأولمبي في الزاوية، عضوا المجلس الرئاسي موسى الكوني، وعبدالله اللافي، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، وعدد من أعضاء المجلس ونائب رئيس مجلس النواب فوزي النويري، وعدد من أعضاء مجلس النواب ونائب رئيس حكومة الوحدة الوطنية رمضان أبو جناح، ووزراء النفط والغاز محمد عون، والاقتصاد محمد الحويج، والدولة للاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي، ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية سلامة الغويل، وعميد بلدية الزاوية، وعدد من الأعيان والحكماء بمناطق ليبيا كافة.
وأكد نائب رئيس المجلس الرئاسي موسى الكوني أن هذا الحدث الذي قامت به مدينة الزاوية يمثل انطلاقة لعملية المصالحة الوطنية في كل أنحاء البلاد.
وقال الكوني في كلمته بالاحتفال، إن السلام والصفح الذي بادرت به الزاوية اليوم يتطلب شجاعة أكثر من القتال، والزاوية قادرة على ذلك وهي المدينة التي قامت بمبادرات مماثلة عندما ذهب وفد منها إلى مدينة بنغازي ليتنازل عن مناصب المدينة لإخوته في الشرق من أجل وحدة ليبيا.
وأضاف: “ها هي الزاوية تقوم بمبادرة جديدة بإطلاق سراح هذا العدد من الأسرى الذين يمثلون مختلف المناطق والقبائل في ليبيا”، مشيرا إلى أن هذه رسالة وجهتها الزاوية إلى المجلس الرئاسي والحكومة بأنها المدينة القادرة على قيادة مبادرة الصلح في أنحاء البلاد.
ودعا الكوني كافة المدن الليبية التي يوجد بها أسرى ومحتجزين أن يبادروا بالاقتداء بالزاوية، باعتبارنا كلنا ليبيين ويضمنا وطن واحد يجب أن نتعايش فيه ونطوي صفحة الماضي، وفق قوله.
من جانبه أعلن نائب رئيس المجلس الرئاسي عبدالله اللافي، عن تدشين مشروع المصالحة الوطنية والتسامح وتجاوز الماضي بكل جراحه وآلامه.
ووجه اللافي في كلمته التحية للمبادرين بطلاق مثل هذه المبادرة، مؤكدا أن الوطن لا يمكن أن يبنى في ظل هذا الانقسام ولن نستطيع بناء دولة قوية وأبناءها يتقاتلون . ويجب أن نكون معول لمشروع المصالحة الوطنية بالعفو والتسامح.
من جهته، أكد نائب رئيس الحكومة رمضان أبو جناح، أن ليبيا والليبيين في أمس الحاجة إلى مثل هذه المناسبات، وهو الحدث الذي جسدته الزاوية العنقاء اليوم بإعادة النسيج الاجتماعي بيننا وتثبيت مبدأ المصالحة الوطنية.
وقال: “إننا دون المصالحة والصفح لن نبني الدولة ولن يحدث تطورا ولا تنمية”.
ودعا أبو جناح حكماء الزاوية إلى تبني مشروع المصالحة الوطنية في كل أنحاء ليبيا، مشيرا إلى أن هذه المدينة أثبتت أن لها القدرة على رأب الصدع بين أبناء الوطن الواحد.
هذا وقدم عميد بلدية بني وليد يونس العزوزي الشكر والتقدير لأهالي مدينة الزاوية ولحكمائها بإطلاقهم هذه المبادرة التي نتطلع إلى أن تشمل كل البلاد في مصالحة تاريخية.
ودعا العزوزي “أبناء الوطن إلى طي صفحة الماضي ونسيان الخلافات ودعم حكومة الوحدة الوطنية في إرساء الأمن والاستقرار وتحسين مستوى معيشة المواطن”.
وجرى بعد ذلك تقديم دروع الإخلاص والإرادة الوطنية والمصالحة الوطنية لعدد من الشخصيات والجهات الاعتبارية التي أسهمت في إنجاز هذه المبادرة التي ستكون لبنة لإطلاق عملية المصالحة الشاملة من مدينة الزاوية لتشمل كل ربوع الوطن.
اترك تعليقاً