وزير الداخلية الأردني المكلف بإدارة وزارة الصحة، مازن الفراية، كشف أن الأكسجين انقطع عن مستشفى السلط الحكومي قرابة الساعتين، وهو ماينفي أخبارا أولية حول أن عطلا كهربائيا قد تسبب في الحادث.
وأدت هذه الحادثة لوفاة 9 مرضى مصابين بفيروس كورونا المستجد، منهم 6 مرضى توفوا مباشرة خلال فترة نفاد مخزون الأكسجين كليا، و3 أشخاص أخرين توفوا لاحقا بعد وصول الأكسجين إلى المستشفى، وفقا للوزير الفراية.
في كلمته أمام مجلس النواب، اليوم الأحد، قال الفراية إن الأمن العام تلقى بلاغا عند الساعة 7:12 صباحا يفيد بوجود مشكلة نقص أكسجين في غرف العزل والعناية المركزة بالمستشفى.
وأضاف: “تحركت أجهزة الدفاع المدني في 7 والنصف لتأمين أسطوانات أكسجين للمستشفى وإنعاش المرضى، وهذا للأمانة أنقذ أرواحا إضافية كان من الممكن أن نفقدها في هذا الحادث”.
وكانت الأنباء الأولية أشارت إلى أن سبب توقف الأكسجين هو انقطاع التيار الكهربائي في المستشفى، لكن الوزير الفراية لم يتطرق لذلك في كلمته نهائيا.
وكشف الوزير أنه تم إبلاغ الشركة المزودة بالأكسجين في السابعة والنصف أيضا بضرورة التحرك لتوفير مخزون إضافي في المستشفى، موضحا أن المخزون الإضافي الجديد وصل عند الساعة التاسعة والنصف.
وأشار الوزير الأردني إلى أن الأكسجين في المستشفيات الحكومية يراقب عن طريق شخص متخصص يبلغ الشركة المزودة حال وصول نسبة مخزون الأكسجين إلى 40 في المئة، وهذا لم يحدث بحسب قول الفراية.
وتابع: “وإذا وصل مخزون الأكسجين إلى نسبة 20% هناك تنبيه عبر لوحة خاصة بضرورة طلب مخزون إضافي، وهنا أيضا لم يتم طلب الأكسجين. وحال وصول نسبة الأكسجين إلى 5% هناك أجهزة في العناية تعطي تنبيهات بأن مستويات المخزون وصلت لمعدلات خطيرة دون أن يحدث شيئا أيضا”.
وفي سياق المتصل، كان العاهل الأردني، عبدالله الثاني ابن الحسين، زار مستشفى السلط بعد وقوع الحادث وأمر بإقالة وزير الصحة، نذير عبيدات، إضافة إلى مدير المستشفى.
كما بيّن الفراية عن اتخاذ الحكومة لسلسة من الإجراءات لمنع وقوع مثل هذه الحوادث مستقبلا.
وقال الوزير المكلف بإدارة وزارة الصحة إنهم ثبتوا عناصر من الدفاع المدني في كل مستشفيات البلاد لتفقد مخزون الأكسجين 3 مرات يوميا، إضافة إلى تثبيت عناصر من الدفاع المدني في الشركتين المزودتين بالأكسجين.
كما أشار إلى أنه تمت زيادة مخزون الأكسجين في كافة مستشفيات البلاد، موضحا أن طبيعة المرض يحتاج إلى كميات كبيرة من الأكسجين.
وأردف: “القوات المسلحة بدأت بإنشاء مصنع لتزويد المستشفيات بالأكسجين، حيث يوفر المصنع بعد 3 أسابيع 600 أسطوانة، على أن يوفر في بداية أبريل 10 طن من الأكسجين”.
وتابع: “الشركتان الحاليتان تعتمد على استيراد الأكسجين من الكويت والسعودية، إضافة إلى الأكسجين المنتج محليا. السعودية منذ بداية الجائحة أوقف تصدير الأكسجين بشكل كامل”.
ووفق ما ذكرت قناة الحرة، إن الحياة عادت إلى طبيعتها أمام مستشفى السلط بشكل كبير، على الرغم من وجود آليات القوات المسلحة التي تعكف على إنشاء مستشفى ميداني في مهبط للطائرات العمودية بمقر المستشفى.
ومع ذلك، عبر عن حالة استياء كبيرة لا تزال موجودة منذ، السبت، بعد هذه الحادثة، مؤكدا أن خروج مسيرات غاضبة تطالب محاسبة المتسببين.
وأضافت القناة: “السلطات الأمنية ألقت القبض على مدير المستشفى وثلاث من معاونيه من المقصرين وإيداعهم في السجن إضافة إلى شخصين من الشركتين اللتين تزودان المستشفيات بالأكسجين”.
وقالت إن هذا “يعكس حالة الإهمال الحكومي للمستشفيات التي تعاني من نقص الكوادر الطبية والمعدات بسبب تزايد أعداد الإصابات الذي سبب إرهاقا للقطاع الصحي”.
اترك تعليقاً