اخترق متسللون إلكترونيون مجموعة ضخمة من بيانات جمعتها شركة ناشئة تعمل في “وادي السيليكون” الذي يستضيف الشركات الكبرى في المعلوماتية والاتصالات، وتمكنوا من الوصول إلى لقطات مباشرة لـ150 ألف كاميرا مراقبة داخل شركة “تيسلا” الأمريكية للسيارات الكهربائية، إضافة إلى عدد من المدارس والمستشفيات والسجون، بحسب تقارير صدرت أخيراً.
وبحسب ما نقلت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، فقد نجحت مجموعة القراصنة في اختراق كاميرات المراقبة التي تصنعها بشركة “فيركادا” للخدمات الأمنية في الولايات المتحدة، ومن بينها كاميرات مزروعة في أقسام شرطة، وعيادات صحية خاصة بالمرأة، ومستشفيات متخصصة بالعلاج النفسي، وصالات للألعاب الرياضية، إضافة إلى تلك الشركة الناشئة نفسها، على ما نقلت وكالة “بلومبيرغ” الأميركية.
وأشار المقرصنون الإلكترونيون أيضاً إلى أنهم اخترقوا أرشيف تسجيلات الفيديو الكاملة لجميع عملاء “فيركادا” Verkada.
وفي هذا الصدد، أوضحت تيلي كوتمان، واحدة من المقرصنين في مجموعة الهاكرز الدولية التي نجحت في اختراق كاميرات تلك الشركة، أن الغرض من عملية القرصنة الإلكترونية هذه يتمثل في تبيان مدى الانتشار الواسع للكاميرات الأمنية التابعة لـ”فيركادا” وكذلك سهولة اختراقها.
وذكرت كوتمان: “يبدو غريباً كيف يمكنني أن أرى الأمور التي طالما عرفنا أنها تحصل في الواقع، لكن تعذر علينا رؤيتها”.
وفي التفاصيل أن المجموعة اخترقت النظام الأمني لشركة “فيركادا” مستخدمةً كلمة مرور سرية يستعملها أحد المسؤولين، بعدما عثر عليها المتسللون على الإنترنت، وفق كلامهم.
هذا وتمكنت المجموعة من النفاذ إلى 222 كاميرا مزروعة في مصانع ومستودعات تستخدمها شركة “تيسلا” للسيارات الكهربائية، التي يرأسها رجل المال والأعمال إيلون ماسك. وكذلك اطلع المقرصنون الذين تولوا عملية الاختراق على لقطات تُظهِر عمالاً يعملون في أحد خطوط إنتاج “تيسلا” في مصنع مدينة شنغهاي الصينية.
وفي بث آخر من إحدى كاميرات المراقبة، رأى القراصنة الإلكترونيون رجال شرطة في بلدة “ستوتون” بولاية “ماساتشوستس” الأميركية يستجوبون رجلاً مقيد اليدين.
وفي تصريح أدلى به لصحيفة “إندبندنت”، أشار متحدث باسم شركة “فيركادا” إلى إنها عطّلت “جميع الحسابات الإلكترونية الداخلية للمسؤولين كي نمنع أي وصول غير مسموح به إليها. ويجري فريقنا للأمن الداخلي وشركة الأمن الخارجي عمليات تحقيق وتقصٍ في ما يتعلق بحجم هذه المشكلة ونطاقها، وقد أبلغنا بها سلطات إنفاذ القانون”، في البلاد.
وفي تطوّر متصل، ذكرت مجموعة القراصنة أنها فقدت إمكانية الوصول إلى البث المباشر لكاميرات المراقبة عندما اتصلت “بلومبيرغ” بشركة “فيركادا” في هذا الشأن.
يبقى أن “فيركادا” تروِّج لخدماتها الأمنية على موقعها الإلكتروني بكلمات “نحن نجعل الأمن سلساً وحديثاً كالمؤسسات التي نؤمِّن لها الحماية”.
اترك تعليقاً