للتغير اسس ومبادي وقيم ولكن هذا لا يحدث في ليبيا هذه الأيام لغياب القيادة السليمة في الحكومة الحالية . العرف في ليبيا ان كل من يتولى منصب يجلب اصحابه وابناء اصحابه وابناء قريته وقبيلته واخيرا اصدقاء اصدقائه. هذا دون مراعاة الكفاءة والخبرة ويمكن الاطلاع علي السيرة الذاتية لبعض وزراء الحكومة الحالية ومنهم د عبدالرحيم الكيب نفسه للحكم علي اعضاء هذه الوزارة حيث بعضهم لا يمكن ان يكون في هذا المنصب. التغير له اسس والمؤلف جون كوتر الفائز بجائزة كلية إدارة الأعمال بجامعة هارفارد لكتاب قيادة التغير، لخص مبادي التغير في 8 نقاط وهي:
1- خلق احساس بأهمية التغيير وضرورة حدوته
2- تجميع فريق الإرشاد
3- وضع رؤية واستراتيجية للتغيير
4- تواصل مع الآخرين من أجل التوضيح وإقناعهم بالتغيير
5- فوض السلطات للآخرين كي يعملوا
6- تحقيق نجاحات قصيرة الأجل
7- لا تتباطأ
8- اخلق ثقافة جديدة
إذاً التغيير هو عملية تحول من واقع نحن نعيش فيه الى حاله منشوده نرغب فيها ونعمل من اجل انجاحها صحبة فريق عمل مختار.
القيادة: هي القدرة على التأثير على الآخرين وتوجيه سلوكهم لتحقيق أهداف مشتركة. فهي إذن مسؤولية تجاه المجموعة المقودة للوصول إلى الأهداف المرسومة والمخطط لها من قبل القيادين .كذلك هي عملية تهدف إلى التأثير على سلوك الأفراد وتنسيق جهودهم لتحقيق أهداف معينة.
القائد: هو الشخص الذي يستخدم نفوذه وقوته ليؤثر على سلوك وتوجهات الأفراد من حوله لإنجاز أهداف محددة متفق عليها مع فريق عمله.
هذا غير موجود بالحكومة الحالية لأن الاختيار كان عشوائيين( رغم ان العشوائية في بعض الأحيان تاتي بنتائج جيدة ولكن ليس في ادارة الدول) ولم تكون هنالك مقابلات بين رئيس الوزراء ووزرائه وتم الاختيار بالتزكية او بالسيرة الذاتية والتي ترجمت خطاء في بعض الحالات. يمكن الاطلاع علي السيرة الذاتية لبعض الوزراء من خلال موقع رئاسة الوزراء . https://www.pm.gov.ly صحيح معظمهم لديهم خبرة ولكن فيه مجموعة وخاصة من وزاراتهم فاشلة ليس لهم اي نوع من الخبرة في العمل القيادي ولا حتى الإداري.
يجب ان نعرف ان هناك فرق بين الإداري والقيادي وكلاهما مكمل للأخر في عمله ولكن القيادي هو من يقود الإداريين لتحقيق الرؤية ووضع الاستراتيجيات وتنفيذ الخطط. كما ان هنالك فرق كبير بين القيادة والإدارة. الحديث عن القيادة قديم قدم التاريخ، بينما الحديث عن الإدارة لم يبدأ إلا في العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر ومع ذلك فالقيادة فرع من علم الإدارة. تركز الإدارة على أربع عمليات رئيسية هي: التخطيط، التنظيم، التوجيه والإشراف، الرقابة.
تركز القيادة على ثلاث عمليات رئيسة هي:
أ)تحديد الاتجاه والرؤية.
ب)حشد القوى تحت هذه الرؤية .
جـ)التحفيز وشحذ الهمم
لذلك الشخص القيادي يكون مسؤول علي فريق عمله ومن ضمن متطلبات القيادة هي :
أ) التأثير: القدرة على إحداث تغيير ما أو إيجاد قناعة ما .
ب) النفوذ: القدرة على إحداث أمر أو منعه، وهو مرتبط بالقدرات الذاتية وليس بالمركز الوظيفي.
جـ) السلطة القانونية: وهي الحق المعطى للقائد في أن يتصرف حسب اللوائح والقوانين
(مأخوذة من: http://qassimy.com/vb/showthread.php?t=292041)
القادة يصنعون ولا يعينون في مناصب كما فعلت الحكومة الحالية وصناعة القادة تأخذ وقت وجهد ومال. هذا اذا وجد القيادي الناجح لأحداث هذا التغير. هنالك امثلة كثيرة وشركة ما كنيزي هي ارقي شركة في تدريب وصنع القادة وخاصة في مجالات التطوير والتدريب. لا يستطيع شخص واحد احداث هذا التغير ولكن يحتاج الي فريق عمل وله من الكفاءة ما يمكن ان يحقق نجاح التغير. الذي يضع الرؤية لإنجاح هذا التغير هو الشخص القيادي والسياسي ومن له خبرة ادارية كبيرة. كذلك فريق العمل ويكون افراده مؤهلين لقيادة التغير مع من يقود هذه المرحلة. للأسف هذا لم يحصل في ليبيا الي هذه اللحظة حيت وجود الأشخاص غير المناسبين علي رأس هرم الدولة الليبية والمتمثلة في شخصية رئيس الحكومة وبعض من وزرائه. هذا جعل فرصة لغير المؤهلين للالتحاق بهم وخلق فوضي وارتباك في الوزارات وخير مثال هو وزارة الصحة حيث قفز عدد من دوي الخبرة والكفاءة المحدودة وتقربوا من الوزيرة والتي لا تملك الخبرة الإدارية ولا القيادية، صارت تسمع لهم وهم يغرقونها يوم بعد يوم في الوحل الي ان صار من المستحيل انقاذها وللأسف هؤلاء مازالوا في الوزارة الي هذا اليوم وماذا سيفعل من يأخذ مكان الوزيرة بهؤلاء……..
لقد غيرت ثورة 17 فبراير نظام القذافي بكامله وقاد المرحلة الأولي المجلس الوطني الانتقالي والمكتب التنفيذي. لقد كانت مرحلة صعبة ولكن مساندة الشعب الليبي وصمود ثوار ليبيا ، سرًع في ازاحة الطاغية وهزيمته يوم بعد يوم الي أن قتل في سرت يوم 20/10/2011. لكن هذا التغير والذي كان مقبول من الشعب الليبي والعالم لم يستمر علي نفس الخطوات والتي رسمها قيادي المكتب التنفيذي وارغموا علي الاستقالة الجماعية حسب اللوائح والتي رسموها مع المجلس الوطني الأنتقالي . لقد وجد رئيس الحكومة الحالية الطريق مفتوح امامه ليجلب اصحابه واهله واصدقائه واصدقاء اصدقائه الي الحكومة دون مراعاة الكفاءة وظروف المرحلة الانتقالية. نحن لم نعرف لأستاذ عبدالرحيم الكيب من قبل ولم اسمع به سوء علي المستوي القيادي او من الذين برزوا في العمل السياسي او القيادي خارج ليبيا. لم نراه في بنغازي الا بعد مؤتمر الدوحة وقد القي كلمة نيابة عن اهل طرابلس حيث من كان يريد ان يلقيها قد قيل له انسحب في اخر لحظة لأنه لم يكن يمثل تيار ديني واعطيت للأستاذ عبدالرحيم الكيب لأنه من الجماعة الإسلامية والتي علي راسها الأستاذ عاشور الشامس وهم جزء من الإخوان المسلمين. لم يكن معروفا ابدا وتقرب للشيخ مصطفي بعد تحرير طرابلس واخد الشيخ مصطفي يعطى فيه الثقة وكل يوم يتقرب اكثر واكثر. لقد دِفع به من قبل مجموعة معينة من المجلس الوطني الانتقالي ولنا حديث عنهم في المستقبل ان شاء الله.
لقد حدثت حادثه عندما عين الأستاذ عبدالرحيم الكيب رئيس وزراء ليبيا . حيث كان هنالك سباق رهيب بين مجموعة الأستاذ عبدالرحيم الكيب ومجموعة مصطفي الرجباني وصار تكوليس كثير خلال 24 ساعة قبل الاتفاق علي من يقود المرحلة رغم ان كل المؤشرات كانت تقول [ان د علي الترهوني هو من سيقود هذه المرحلة، ولكن ليس الوقت لإعطاء التفاصيل. لقد كان اختيار خاطئ من الأول ومن تم اختياره لأعضاء حكومته. الأن حان الوقت لتصحيح الخطاء واعفاء بعض الوزرات ومنها الخارجية والصحة والموصلات والعدل والمالية والدفاع والداخلية والشباب والرياضة والثقافة ورئاسة الوزارة. صحيح ان الوقت قصير ولكن مهم جدا حتي ترجع الثقة في المجلس من قبل الليبيين والليبيات اولا ومن العالم الخارجي ثانيا.
خطوات لأحداث تغير جدري بليبيا وخلال 6 اشهر القادمة حيث النتائج تقاس وكل وزير يحاسب:
1- يجب تغير بعض الوزرات واولهم رئيس الوزراء حيت انه ضعيف جدا وادائه غير فعال وبطاء شديد في اتخاد القرارات وعدم قبوله خارج ليبيا لردائة الاداء داخل ليبيا
2- يجب علي المجلس الوطني الانتقالي ان يطلب من كل وزير وضع خطة عمل قصيرة للتغلب علي معظم المشاكل وحسب الأولويات خلال المرحلة الانتقالية
3- يجب محاسبة هذه الوزارات بعد 3-6 اشهر وكل من يخفق يستبدل ويكون رئيس الوزراء هو المسؤول عن هذا الأخفاف وليس المجلس
4- يجب اختيار اعضاء وزارات الحكومة من قبل رئيس الوزراء وهو مسؤول علي فريقه وحسب المعايير العالمية لكل وزارة ويكون الاختيار من داخل ليبيا خلال المرحلة الانتقالية وليسوا من المقيمين بالخارج لأنهم بعيدون جدا عن مشاكل الشارع الليبي. تعتبر هذه المرحلة مرحلة انتقالية وتكوين فريق التغير مهم والأخوة من الخارج يعينون كمستشارين اذا وجدوا.
5- تفعيل وزارة الداخلية بكل فروعها والدفاع وديوان المحاسبة ووزارة العدل والقضاء وبأسرع وقت حتى يشعر المواطن بارتياح.
6- علي رئيس الحكومة اتخاد قرارات شجاعة وجريئة تهدف الي تعزيز الأمن والاستقرار في ليبيا
7- علي المجلس الوطني الانتقالي عدم التدخل في قرارات الحكومة الا اذا راي أن امن ليبيا في خطر
8- يجب اجراء الانتخابات في موعدها حتي تبدا في مرحلة تأسيس الدولة
لقد بداء التغير في ليبيا وخطى خطوات كبيرة وكثيرة ولكن تعتر خلال الأشهر الأربعة الأخيرة وبالتحديد مند تولي الحكومة الجديدة. يرجع هذا الي غياب القيادي والسياسي والخبير في هذه الحكومة ومن يقودها. لم يضيع وقت كبير ومازالت الفرصة حيث ليبيا قادمة علي عهد جديد وانتخابات لأول مرة مند 60 سنة. من هنا يجب ان تكون القيادة فعالة وجريئة ولها خبرة سياسية في تفعيل دور الحكومة داخليا وخارجيا وارسال رسالة لدول الجيران والغرب بأن الحكومة قادرة علي ادارة البلاد وتسكيت افواه من لهم اطماع في ليبيا.
ليبيا ستبقي حرة وثوارها مازالوا قادرين علي دحر كل من له اطماع في ليبيا سوء من دول الجوار او من دول اخري ولن يسمحوا لأي واحد بزعزعة أمن ووحدة واستقرار ليبيا. هؤلاء هم ثوار ليبيا الحقيقيون ولكن اشباه الثوار يتسارعون في تخريب أمن واستقرار ووحدة ليبيا.
د ناجى جمعه بركات
وزير الصحة سابقاً
المجلس الوطني الانتقالي-ليبيا (المكتب التنفيذي)
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً