أعلنت وزارة الداخلية التونسية، اليوم السبت، إغلاق عدة منافذ مؤدية لشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة؛ تحسبا لـ”أي تهديدات إرهابية”، تزامنا مع تنظيم مسيرتين منفصلتين لكل من حركة “النهضة” وحزب “العمال”.
وأكد المتحدث باسم الوزارة خالد الحيوني في تصريح لإذاعة “موزاييك إف أم”، أن الداخلية أغلقت عدة منافذ مؤدية لشارع الحبيب بورقيبة، تحسبا لـ”أي تهديدات إجرامية أو إرهابية، وأنها بصدد التنسيق مع جميع الأطراف للمحافظة على الأمن العام”.
وأوضح أن هذه الإجراءات التي اتخذتها الوزارة “تمت على أساس معيار وحيد وهو الوقوف على مبدأ الحياد تجاه كل الأطراف في مثل هذه المناسبات”.
وأشار الحيوني إلى أن الوزارة “وفّرت أيضا الإمكانيات المادية والبشرية، لضمان استمرار السير العادي للحياة وحماية الممتلكات العامة والخاصة، من جهة واحترام حق التظاهر من جهة أخرى”.
ويأتي غلق عدة منافذ شارع الحبيب بورقيبة، مع مسيرة واسعة لحركة “النهضة” يشارك فيها الآلاف، للمطالبة بإنهاء أزمة “التعديل الحكومي”، ومن خلال مسار وحيد يمكن للمتظاهرين الولوج إلى شارع الحبيب بورقيبة، مع غلق بقية المنافذ المؤدية له لإجراءات تنظيمية.
وتتزامن مسيرة النهضة مع أخرى ينظمها حزب العمال باتجاه وسط العاصمة.
وتشهد تونس أزمة سياسية على خلفية تعديل وزاري كان أعلن عنه رئيس الحكومة هشام مشيشي في 16 يناير الماضي، شمل 11 حقيبة وزارية من أصل 25.
ورغم مصادقة البرلمان على التعديل الجديد، إلا أنّ الرئيس قيس سعيّد، لم يوجه دعوة إلى الوزراء الجدد لأداء اليمين الدستورية أمامه، معتبرا أن التعديل شابهه “خروقات”.
وقالت حركة النهضة التونسية إن دعوتها إلى التظاهر اليوم السبت، “تأتي للتعبير عن القلق الذي يساور التونسيين حول ارتفاع درجة المناكفات السياسية والخطابات العدائية بين الفرقاء السياسيين”.
وأضافت، في بيانها التوضيحي، أن هذه “المسيرة الشعبية الوطنية” دعوة للكف عن “عدم إيلاء هموم المواطن وأوضاع البلاد الأولوية المطلقة” في ظل أزمة خطيرة متعددة الأبعاد أدت إلى تدهور ظروف عيش التونسيين، بينما تغرق النخب السياسية ومؤسسات البلاد في خلافاتها العميقة المتواصلة منذ أشهر.
وشدّدت حركة النهضة على ضرورة “تعاون كل هياكل الدولة وتضامنها وأهمية العلاقة البناءة والمسؤولة بين مختلف مؤسساتها الدستورية الإدارية والتنفيذية والتشريعية، بما يحفظ للدولة هيبتها ونجاعتها ويؤهل البلاد لمجابهة كل استحقاقات المرحلة الصعبة”.
ودعت الحركة التونسيين إلى “التحلي بأعلى درجات المسؤولية وانتهاج سبيل الحوار والتعاون حول التوجهات المستقبلية للبلاد وإعلاء المصلحة العامة على ما عداها من المصالح الحزبية والفئوية والتنادي الى ما يوحد شعبنا العظيم”.
اترك تعليقاً