تحتاج لفهم الأحداث في ليبيا أن تكنس كل علوم المنطق التي ربما درستها أو أن الله قد امتن عليك بها من الفطرة فالأحداث لا ترتبط بمنطق ولا يقودها عقل سليم فقد آلت إلى عقلية مليشياوية اختلط عليها الجهل وحب عاطفي ربما للوطن وتسبق كل ذلك المصالح الشخصية والتي ترحب بهدم المعبد بعد قراءة الترانيم.
لا شك أن الأحداث قاسية وعنيفة فأحد فصولها اختيار تسعة أشخاص منهم ثمانية لم يعمل أحدهم يوما بالدولة ولا يدرك أي كيفية لاتخاذ القرارات فكان وجودهم كارثة حقيقية تقودنا إلى كوارث متعددة منها هجوم المجرم حفتر على العاصمة بالرغم من اتفاق أبوظبي الشهير الذي سلم فيه الرئاسي بشخص رئيسه كل شئ لحفتر إلا أن حفتر لا يرضيه شئ إلا الحكم وأن يكون رئيسا ليكرر وأبنائه أعراس القذافي المشؤومة بل وقتل كل من ليس معه فتاريخه الدموي معروف وهو أشهر من نار على علم.
استنجد أهل العاصمة وكل ليبيا بالعالم ليمنع عنهم هجوم حفتر والذي قاده بوجود الأمين العام للأمم المتحدة في العاصمة ولكن لا أحد كان متعاطفا ومات الشرفاء بالمئات وكُتِب على عاصمة الشرف والعز مصراتة أن تدافع كما هي العادة عن العاصمة فدفعت المئات ولكن الهجوم كان كاسحا دول كبرى ودول نفطية وعسكر السيسي الجميع يدفع بقوة ولم يزل على قلب العاصمة إلا خمس كيلومترات، فهب أهل النخوة والشجاعة جاءت النجدة التركية سمها ما شئت عثمانية أو إسلامية جاءت والرجال تسقط بالعشرات وأهل السلطة في العاصمة يفرون.
جاءت راية العثمانيين لتنصر الحق وتزهق الباطل وقدمت الشهداء من أجل صد العدوان على العاصمة.
لقد جاءت حليفا شرعيا باتفاق دولي قانوني لتوقف مد المجرمين لتوقظ الفرنسيين من أحلامهم والمصريين والخليجيين من ترهاتهم وتطاولهم على عاصمة الوطن والتي وُجِدت قبل المسيح بألف عام وسقط على أسوارها كل الغزاة وطردت دكتاتور العصر وانتصرت للحرية.
كل ما سبق يدور في ملاعب المنطق لكن وللأسف لا يدرك سادة العاصمة سياسيا ما معنى التحالف فذلك ما يخرج بنا عن المنطق فالحليف ليس مرتزقا تأخذه إلى الموت والحرب وتدير أنت السياسة لوحدك فالتحالف يلزمك بالتشاور مع الحليف في كل شاردة وواردة فهل من المعقول أن يذهب السيد باشاغا وزير الداخلية إلى ألد عدوين لحليفه التركي وهما فرنسا ومصر وأن لا يدرك أن كل ما قال قد وصل مسجلا وأن السيد معيتيق الذي أوقف تحرير سرت فإن كل مكالماته ولقاءاته المعلنة وغير المعلنة مع أبناء حفتر والمصريين مسجلة ومعروفة.
إن تركيا اليوم هي حليفنا الإستراتيجي ويجب مراعاة ذلك وأننا لم ولن نتجاوز الخطر ودفع تكاليف جديدة حتى ينال حفتر ما ناله القذافي وأن حاجتنا للتحالف مع تركيا ليست فقط مرحلية وإنما هي إستراتيجية ربما لمدة مائة عام قادمة لحمايتنا من جيراننا العرب وحقيقة أثبتتها الأحداث أن تركيا أقرب لنا من مصر والتي أذلت الليبيين بإجراءاتها القاسية ضدهم وسرقت مئات الملايين من أموالهم في دياجير الظلام إضافة أنها متخلفة وليس لديها للتصدير إلا التخلف وربما هدف آخر للتحالف الإستراتيجي هو تحرير أفريقيا من الاستعمار الفرنسي فعلى السيد باشاغا ومعيتيق أن يتعلموا كيف تُساس الأمور مع إيماني أنهم لن يتعلموا إلا بطردهم.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً