قالت رابطة علماء المغرب العربي، إن إساءة فرنسا للإسلام ولرسول الله صلى الله عليه وسلم، احتقار للأمة الإسلامية كلها وإعلانا للحرب على سائر الشعوب الإسلامية.
وفي بيان لها حول تجاوزات الرئيس الفرنسي، قالت رابطة علماء المغرب العربي إنها تتابع بغضب شديد تجاوزات الرئيس الفرنسي وحكومته لجميع الحدود الأخلاقية والأعراف الإنسانية في النيل من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلّم، وتستهجن خطتهم الماكرة لاضطهاد المسلمين في فرنسا والتضييق عليهم.
وجاء في البيان: “وإننا في رابطة علماء المغرب العربي نعتبر أن ما فعلته فرنسا على لسان رئيسها وسائر مسؤوليها الرسميين احتقارا للأمة الإسلامية كلها وإعلانا للحرب على سائر الشعوب الإسلامية”.
وطالبت الرابطة الدول الإسلامية كافة باتخاذ قرارات صارمة تجاه هذه الجرائم الشنيعة التي ترتكبها فرنسا وتنبيه سفاراتها ولفت أنظارهم لخطورة ما تقوم به بلادهم تجاه المسلمين.
كما طالبت الجمعيات والمؤسسات ومختلف القوى المجتمعية في كل الدول الإسلامية بتوعية الشعوب وتأطيرها للتصدي لهذه الهجمة الشرسة على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وعلى الإسلام كله وذلك بجميع الطرق والوسائل الممكنة.
وأفتت رابطة علماء المغرب العربي بحرمة التعامل مع فرنسا ومنتجاتها، ودعت المسلمين في العالم كله لتفعيل سلاح مقاطعة البضائع والمنتجات الفرنسية، لما في ذلك من دفع للظلم وردع للباطل، لأنه الحد المستطاع لمقاومة هذا العدوان.
ودعت عقلاء العالم من كل الطوائف والمذاهب الفكرية والدينية إلى استهجان هذا الفعل الشنيع الذي يعود بالبشرية إلى مرحلة التشنج المذهبي والإرهاب الفاشي والذي دفعت البشرية ثمنه في حروب مدمرة.
وطالبت الرابطة فرنسا بالكف عن هذا السفه اللاإنساني والعبث بالسلم العالمي والارتقاء إلى مستوى التحضر الذي ينبغي أن تكون عليه في احترام الآخر واحترام معتقداته ورموزه الدينية.
ودعت الشعب الفرنسي الحر من مثقفين ونشطاء وحقوقيين إلى مقاومة ما تقوم به دوائرهم الرسمية من ظلم واعتداء وبث للكراهية والأحقاد والتمييز العنصري ضد مسلمي فرنسا تماشيا مع المبادئ الإنسانية المعلنة.
وطالبت الرابطة أيضاً بتفعيل قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الصادر بتاريخ 25 أكتوبر 2018 والذي ينص على أن هذا النوع من الاستهزاء لا يدخل في حرية التعبير، ودعت إلى تشكيل لجنة لمقاضاة الرئيس الفرنسي بتهمة ازدراء الأديان.
هذا وأهابت رابطة علماء المغرب العربي بالشعب الفرنسي المتحضر أن يتبرأ من هذه الأفعال، وممن قام بها تحقيقا للانسجام بين مكوناته المجتمعية.
بيان بخصوص #تجاوزات_الرئيس_الفرنسي pic.twitter.com/8xhgW7CwTd
— رابطة علماء المغرب (@rbtmgrb) October 26, 2020
يُشار إلى أن رابطة علماء المغرب العربي هي تجمعٌ، علميٌ، دعويٌ، إصلاحيٌ، منظمٌ، يضم مجموعة من علماء الشريعة ببلاد المغرب العربي، تساعدهم لجان تضم استشاريين وخبراء وباحثين في مختلف المجالات، تسعى لتوجيه الأمة الإسلامية وإرشادها، وإيجاد الحلول المناسبة لمشكلاتها، بما يتوافق مع منهج أهل السنة والجماعة وخصائص البلاد المغاربية.
وتأسست رابطة علماء المغرب العربي في 19 ديسمبر 2013 بناءً على توصيات نخبة من العلماء والمشايخ والدعاة من كل من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا.
وجاء في الإعلان التأسيسي لرابطة علماء المغرب العربي: “امتثالاً لأمر الله تعالى القائل: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، التقى مجموعة من علماء الشريعة من بلاد المغرب العربي بعد جلسات متعددة للإعلان عن تأسيس رابطة لعلماء المغرب العربي تكون امتدادًا للحركات الإصلاحية في بلادنا”.
وأوضحت الرابطة أنها تسعى إلى “توحيد الكلمة ونبذ أسباب الفرقة والاختلاف وتوجيه الأمة وإرشادها وإيجاد الحلول المناسبة لمشاكلها، بما يتوافق مع المنهج الرحب لأهل السنة والجماعة، وبما ينسجم مع هويتنا الإسلامية المغاربية؛ تحصينًا لمجتمعاتنا من الفكر الدخيل، وتحريرًا لها من كل أشكال التبعية”.
كما تهدف الرابطة، بحسب البيان التأسيسي، إلى “معالجة أسباب الغلو والتطرف ونشر قيم التسامح والوسطية والاعتدال ومكافحة الفقر والجهل والتخلف والظلم والاستبداد وتكريس قيم العدل والحرية والكرامة والسلم الاجتماعي وإحياء معاني البذل والتضحية وحماية الأسرة من التفكك، والطفولة من الإهمال والشباب من الانحراف والمجتمع من الانحلال”.
اترك تعليقاً