أعدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريرًا حول الأزمة الليبية ومحادثات جنيف، مشيرة إلى أن ليبيا تضم دائرتين تدعي كل منهما السيادة، البرلمان المعترف به دوليًا في طبرق، وقوات فجر ليبيا.
وقالت الصحيفة، في بداية تقريرها، إنه منذ اندلاع الربيع العربي تحولت دول الشرق الأوسط إلى دول تحكمها شرطة استبدادية، أو مناطق غير محكومة، مثل سوريا وليبيا، حيث أدى الفراغ السياسي إلى بروز نجم الحركات الإسلامية.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه في ليبيا، اضطر البنك المركزي إلى عدم التدخل في الصراع والبقاء على الحياد، لذلك فهو يدفع مرتبات لكلا الجانبين، ولكن مع تواصل الصراع على النفط وعدم تناول أي من الطرفين، اضطروا لعقد محادثات في جنيف.
وأوضحت أن الغرب يرى أن الحكومة في طبرق تُواجه كومة إسلامية في طرابلس، ولكن الحقيقة أن القتال لم يعد مرتبط بالدين، بل أصبح صراعًا يُحاول كل طرف فيه تدمير الطرف الآخر.
وأشارت إلى أن رجال الأعمال والقادة المدنيون طالبوا ممثليهم من الساسة والميليشيات بتبني الحوار، ولكن رفض بعض الساسة المتشددين تلك المساعي، لذا فلا ينبغي أن تشمل المفاوضات القادمة فقط أعضاء البرلمانين المتناحرين، بل ينبغي أن تشمل أيضًا قادة الميليشيات والقادة المحليين من جميع التكتلات الإقليمية والقبلية، والذين يسعون لإنقاذ ليبيا من الدمار مع تعزيز مواقعهم في التسوية ما بعد الصراع.
وأضافت، جميع الأطراف الليبية تعلم أن المحادثات هي الفرصة الأخيرة للوصول إلى حل غير عسكري، فإذا فشل الحوار فسيتم تقسيم ليبيا، وتستمر الحرب على الموارد، مشيرة إلى أن ذلك سيؤدي إلى تدخل قوات حفظ السلام في ليبيا، بحسب ما قاله رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي.
ولفتت الصحيفة، أن الغرب يُعتبر غير محايد في الأزمة الليبية، فمن المعروف أن الغرب يدعم حكومة طبرق بجانب مصر والإمارات وأمريكا بسبب عدائهم لجماعة الإخوان المسلمين ورغبتهم في هزيمتها، ولكن في الجانب الآخر تدعم تركيا وقطر المليشيات المسلحة.
ورأت الصحيفة، أنه على الغرب سحب اعترافه بحكومة طبرق ومجلس النواب الليبي، وخصوصًا بعد قرار المحكمة العليا بحله، كما أن الحكومة المتحالفة مع الإسلاميين في طرابلس تمتلك شرعية أكبر، مشيرة إلى أن تلك الخطوة تترك ليبيا بدون أي سلطة، ولذلك فعلى الغرب المطالبة بحكومة وحدة تلتزم بإتمام العملية الدستورية.
واختتمت الصحيفة، “إن بعض منتقدي هذا الحل يرون أن سحب الاعتراف ببرلمان طبرق يعني فوز المليشيات الإسلامية، ولكن رد عليهم البعض بأن تعهد الغرب بالاعتراف بحكومة وحدة سيُفشل مخطط الإسلاميين في السيطرة على الموارد الليبية”.
اترك تعليقاً