قالت وزارة الدفاع الأذربيجانية، إن الجيش الأرميني استخدم قذائف تحوي الفوسفور الأبيض، في قصف المناطق السكنية المدنية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي للمتحدث باسم مركز المعلومات العسكرية في مدينة بردة الأذربيجانية، إيلنور كاسانوف، اليوم السبت، حول الأسلحة والذخيرة التي يستخدمها الجيش الأرميني في اعتداءاته على المدنيين منذ 27 سبتمبر الماضي.
ونقلت وكالة “الأناضول” عن كاسانوف قوله، إن الجيش الأرميني يواصل استهداف كل من مناطق أغديم، وأغداش، وأغجة بدي، وبيليغان، وجبرائيل، وغورانبوي، ونافتالان، وفضولي، وترتر، وشكمير، وزرداب، ويولاخ، وكنجة، ومينغجيفير.
وأوضح كاسانوف أن الجيش الأرميني استخدم قذيفتين من طراز “دي 4” تحتوي فوسفور أبيض، في ترتر، وفضولي.
من جانبها قالت وزارة الدفاع التركية، إن أرمينيا تواصل ارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية من خلال قصف المدن والمناطق السكنية في أذربيجان.
وأفاد بيان صادر عن الوزارة، اليوم السبت، بأن أرمينيا تسعى إلى مكيدة خبيثة، حيث تقصف المناطق السكنية للمدنيين في محافظات غوران بوي، وترتر، وأغدام، وفضولي في أذربيجان.
وأضاف البيان أن أرمينيا تحاول نقل الحرب إلى مناطق مدنية خارج إقليم قره باغ ، وتواصل ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
في غضون ذلك، أعلن حكمت حاجييف، مستشار الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، أن أرمينيا “لم تلتزم” بوقف إطلاق النار المؤقت الذي بدأ قبل ساعات، وأن هذا يدل على “نفاق سياساتها”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية جيهون بيراموف، اليوم السبت، تطرق خلاله إلى الهدنة الإنسانية المؤقتة بين أذربيجان وأرمينيا والتي بدأت بوساطة روسية.
وقال حاجييف إن الجيش الأرميني هاجم المواقع الأذربيجانية والمناطق السكنية المدنية عقب دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ (في تمام الساعة 12 ظهر السبت بالتوقيت المحلي).
وجرى التوصل إلى الهدنة الإنسانية بعد اجتماع ثلاثي عقد الجمعة بين وزارء خارجية أذربيجان وأرمينيا وروسيا استغرق أكثر من 10 ساعات في العاصمة الروسية موسكو.
وأضاف حاجييف: “أرمينيا لم تلتزم بوقف إطلاق النار المؤقت، وهذا يظهر بوضوح أنهم ينتهجون سياسة قائمة على النفاق”.
وأشار إلى أن نجاحات بلاده العسكرية انتقلت إلى الساحة الدبلوماسية، مؤكدًا أن أرمينيا لم تعد قادرة على وضع الشروط.
وأكّد أن وقف إطلاق النار لا يعني السلام وإنما هو مرحلة من المراحل المؤدية إلى السلام.
وتابع: “لا يمكن تحقيق السلام في جنوب القوقار إلا إذا خرج الجيش الأرميني من الأراضي الأذربيجانية”.
وفيما يتعلق بفرص مشاركة الجانب التركي في مسار الحل، قال حاجييف إن تركيا تشارك بصفتها عضو بمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وأوضح أن ما يجري في المنطقة يقلق بشكل كبير الجانب التركي الذي يواصل جهوده من أجل إحلال السلام المستدام في المنطقة.
ولفت إلى أن بلاده تتطلع إلى مشاركة تركية فاعلة في المسار باعتبارها واحدة من الدول الرائدة في المنطقة، سواء في إطار مينسك أو المسارات الداعمة الأخرى.
وأعرب عن ثقته في أن تركيا ستقدم المساهمة اللازمة في هذا الصدد.
بدوره قال وزير الخارجية جيهون بيراموف، إن خطر استئناف العمليات العسكرية قائم دائمًا في حال لم تعد أرمينيا بطريقة جدية إلى المفاوضات وامتنعت عن اتخاذ خطوات حقيقية.
وأكّد بيراموف أن الهدف الأساسي من الهدنة المؤقتة هو سحب الجثث من ساحة المعركة وتبادل الأسرى بين الطرفين بتنسيق من الصليب الأحمر الدولي.
وشدّد على أن الانتصارات التي حققتها أذربيجان في أرض المعركة ساهم في نجاحها أيضًا على الساحة الدبلوماسية.
وأوضح أن مدة وقف إطلاق النار لم تحدد وستكون مرتبطة بالأعمال التي ستجري بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي.
من جهة أخرى، كشف بيراموف أن وزارته قدمت معلومات لسفارات ونيابات البلدان المعنية بالأزمة توثق وجود مجموعات إرهابية في صفوف الجيش الأرميني.
وأضاف: “نحن نستند إلى مصادر مفتوحة وأدلة واضحة، ونمتلك أدلة على وجود أشخاص من بي كا كا ومنظمات إرهابية أخرى يقاتلون بجانب أرمينيا”.
ومنذ 27 سبتمبر الماضي، تتواصل اشتباكات على خط الجبهة بين البلدين، إثر إطلاق الجيش الأرميني النار بكثافة على مواقع سكنية في قرى أذربيجانية، ما أوقع خسائر بين المدنيين، وألحق دمارا كبيرا بالبنية التحتية المدنية، بحسب وزارة الدفاع الأذربيجانية.
وردا على الاعتداءات، نفذ الجيش الأذربيجاني هجوما مضادا، تمكن خلاله من تحرير مناطق عديدة من الاحتلال الأرميني، بحسب ما أعلنته باكو.
وتحتل أرمينيا منذ عام 1992، نحو 20 بالمئة من الأراضي الأذربيجانية، التي تضم إقليم “قره باغ” و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي “آغدام” و”فضولي”.
اترك تعليقاً