لا يتوقع المراقبون الكثير من اجتماع دول جوار ليبيا لحل الأزمة الليبية، رغم أن التصريحات تشي باستعداد الدول المعنية للمساهمة الإيجابية لحل الصراع سياسيا، إلا أن البيان الختامي للاجتماع لم يحدد آليات واضحة لحمل الأطراف المتصارعة على وقف القتال.
رغم التكتم الشديد على ما دار في اجتماع وزراء خارجية ليبيا ومصر وتونس والجزائر وتشاد والنيجر مع المسؤولين السودانيين للتباحث حول كيفية مساعدة الليبيين على تجاوز محنتهم، فإن ما تم التصريح به يشي بأن الأطراف المعنية أصبحت أكثر استعدادا من ذي قبل للعب دور إيجابي لحل الأزمة الليبية.
وجاء اجتماع الخرطوم “لوزراء خارجية دول جوار ليبيا” الذي استمر بضع ساعات اليوم الخميس، بعد يوم واحد من بداية اجتماعات لمجلس السلم والأمن أمس، وفاتحة أعمال مجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا.
كما تزامن الاجتماع مع إعلان بعثة الأمم المتحدة في ليبيا يوم 9 ديسمبر/كانون الأول الجاري موعدا لجولة جديدة من الحوار بين الفرقاء الليبيين في مدينة غدامس غربي البلاد.
وكان المشاركون في اجتماع دول الجوار الليبي في الخرطوم قد اتفقوا على دعم مسار جمع الفرقاء الليبيين للحوار في مدينة غدامس، والذي يتبناه المبعوث الأممي لليبيا الدبلوماسي الإسباني برناندينو ليون.
وعقب انتهاء الاجتماع قال وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي في مؤتمر صحفي مشترك مع محمد الدايري وزير خارجية حكومة الأزمة الليبية المنبثقة عن النواب المجتمعين في طبرق، إن الاجتماع دعا الفرقاء الليبيين إلى “ضرورة حل الأزمة الليبية عبر الحوار”.
وطالب الاجتماع -وفق الوزير السوداني- بأن يشمل الحوار كل الأطراف التي تقبل بالحوار السلمي، مشيرا إلى أن الوزراء أكدوا على ضرورة الاعتراف بالحكومة الشرعية والبرلمان في ليبيا، “وأن يكون الحوار ليبيًّا”، معلنا أن “الاجتماع وافق على منع تدفق السلاح إلى ليبيا من دول الجوار وغيرها”.
تفاؤل حذر
من جانبه يرى المحلل السياسي خالد التجاني أن الاجتماع “محاولة من السودان للعب دور الوسيط لحل الأزمة المتواصلة في ليبيا، بعد تحسن علاقاته مع السعودية ومصر مؤخرا”.
وأشار إلى خلو البيان الختامي للاجتماع من إشارات واضحة لمطالب معينة “لأنه ببساطة ساوى بين جميع الأطراف المتحاربة”.
ولفت التجاني في حديثه للجزيرة نت إلى تجاوز البيان الإشارة إلى أي آليات لحمل الأطراف المتصارعة على وقف القتال والحرب والاتجاه نحو السلم، لافتا إلى أن “الخطوة -رغم أهميتها- بحاجة إلى آليات معينة حتى تصبح ذات جدوى”.
من جهته يعتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة بحري حمد عمر حاوي أن الأزمة الليبية “أزمة داخلية، وكل ما يريده الشعب الليبي وطالب به هو عدم التدخل السالب لأي من دول الجوار”.
وأضاف حاوي متحدثا للجزيرة نت أنه “من الصعب أن يثمر الاجتماع على الأرض، ولن يتخطى دور دول جوار ليبيا دور الوساطة التقليدي البسيط”.
وأشار إلى أن “أي تدخل مباشر من دول الجوار سيؤجج الصراع بين المتقاتلين”، منبها إلى “أن أي تحرك غير محسوب سيعتبره أحد الأطراف المتصارعة لصالح الطرف الآخر”.
المصدر : الجزيرة
اترك تعليقاً