قالت هيئة علماء ليبيا، إن تلويح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بإمكانية التدخل عسكريا “حلقة ضمن دول محور الشر لتثبيت أركان الاستبداد ببلادنا”.«»
وفي بيان لها اليوم السبت، قالت الهيئة إنها تابعت باستنكار بالغ تصريحات من وصفته بـ”رأس النظام العسكري” في مصر، وتلويحه بالدخول إلى ليبيا، وترسيمه للخطوط الحمراء داخل الأراضي الليبية.
ونوهت هيئة علماء ليبيا، بأنه قياماً بواجب البلاغ الذي أناطه الله بأعناق حملة العلم، وحذراً من مغبة الكتمان وعواقبه، والتي ليس أقلها التدليس على الناس، وإلباس الباطل صورة الحق، فإنها تنبه على ما يلي:
- تلويح السيسي باستخدام القوة تصريح بلا مواربة، وإعلان بعد إسرار لدعمه حفتر المنقلب على حكومة معترف بها دوليا، ولا يغني عنه ادعاؤه للمساواة بين الطرفين، ولا سعيه لتحقيق السلام بين الإخوة المتصارعين زعم!!، كيف وطائراته وجنوده وذخيرته تقتل الليبيين منذ سنين.
- تصريحات رأس النظام العسكري الحاكم في مصر الكنانة حلقة في دعمه مع دول محور الشر اللامحدود لتثبيت أركان الاستبداد في بلد أراد أن ينهي عصر الدكتاتورية ويبني دولته المدنية في ظل قيم ومثل المجتمع المسلم.
- تُحمَّل الهيئة المؤولية للسيسي ومحور الشر المتمثل في الإمارات والسعودية والأردن ما آلت إليه الأوضاع في ليبيا من ضرب النسيج الاجتماعي للبلد، فضلاً عن مشاركتهم في سفك آلاف الدماء المعصومة ومساهمتهم في كل جرائم حفتر التي أماطت الأيام عنها اللثام، كالمقابر الجماعية في ترهونة ونهب وهدم بيوت المدنيين وتفخيخها وحرقها في جنوب طرابلس، وتدمير المؤسسات التعليمية والمساجد، وقصف الآمنين من السكان، وقتل النساء والأطفال ممن لا يستطيعون حيلة ولا يحملون سلاحاً، مكررين ما فعلوه في بنغازي ودرنة، فضلاً عن الإضرار بالاقتصاد الوطني جراء إقفالهم للحقول والموانئ النفطية، وحرمان البلاد من مصدر دخلها الوحيد، باذلين كل جهد ومنفقين كل مال لمد المتمرد بالسلاح والمرتزقة من الجنجاويد والملاحدة الروس، ليصدوا عن سبيل الله ولتكون عليهم حسرة ثم يغلبون.
- لم تمثل ليبيا يوماً خطرا على الأمن القومي المصري، إلا إذا كان سعي الشعب الليبي لامتلاك زمام أمره، وترسيخ تداول سلمي على السلطة يقض مضاجع الانقلابيين والمستبدين، حين يلوح شبح خلاص الشعوب المقهورة من مستبديها أمام ناظريهم، والحجج التي يتذرع بها السيسي وداعموه حجج داحضة عفى عليها الزمن، ويغني بطلانها عن إبطالها.
- التهديد باستعمال القوة غير مجد مع قوم موقنين بشرف قضيتهم، ولا مرهب لملتمسين العون من ناصر المظلومين، وإن في ما حدث لمرتزقتهم على ثرى هذه الأرض لعبرة! وذكرى لمن كان له قلب! ولكنها لا تعمى الأبصار!!!.
- لا يخفى على منصف أننا نخوض حرباً ضد مشروع صهيوني يؤسس فيه لإبعاد شعب عن أرضه فيما يسمى بصفقة القرن، ويمهد الطريق للسيسي لنهب ثروات مائية ونفطية لبلد جار مسلم، كما يستعين بها على مصائب مصر التي أوقعت سياساته الرعناء الشعب المصري الشقيق فيها، ويغطي على فشل نظامه في إدارة أزمات البلاد وملفات سد النهضة وكورونا والاقتصاد وغيرها.
- تُهيب الهيئة بأبناء ليبيا أن يتنبهوا لما يحاك لهم، وتخص بالتحذير أبناء المنطقة الشرقية الذين ولغ بهم حفتر في مستنقع الدم، راجين أن يفيئوا إلى الحق وإلى جمع الكلمة ورأب الصدع، وأن يعلوا صوت العقل، ولا تغرنهم الدعوات الجهوية والنعرات القبلية والمصالح الضيقة والقنوات المأجورة، فتدفعهم لمزيد من شق الصف وإفساح المجال رحباً أمام دعاة التقسيم، فلا على ليبيا واحدة أبقوا!! ولا على مصلحة موهومة حازوا!!.
- تدعو الهيئة أبطال الجيش التابعين لحكومة الوفاق والقوة المساندة لهم الذين يقارعون الظالمين ويصدون البغاة الصائلين أن يجردوا لله نياتهم، وأن يحذروا الظلم، فبالعدل تتمايز الصفوف.
- تستنهض الهيئة همم الإعلاميين الصادقين، والقنوات الهادفة وأقلام المدونين، وتُذكّرهم بأهمية رباطهم على ثغورهم فلا يؤتين الوطن من قبلهم، وليحرصوا على مخاطبة الناس بما تدركه عقولهم بياناً للحق، ودحضاً للباطل.
- تُذكّر الهيئة أهل العلم وطلبته ومؤسساته في جميع أنحاء العالم الإسلامي بالميثاق الذي أخذه الله عليهم، ليبينن للناس الحق ولا يكتمونه، وألا يقولوا على الله إلا الحق، وبأن أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، وأن سقوط العالم سقوط العالم، وتربأ بهم أن يستبدلوا فانياً بباق، وتهمس في آذانهم أن ما عند الله خير وأبقى، وأن العاقبة للمتقين.
اقترح تصحيحاً
اترك تعليقاً