بفضل الله وهمة أحرار البركان وأنصار فبراير تندحر مرتزقة الداعشي حفتر متعددة الجنسيات وتنهزم مخلفات زريبة الجماهيرية وتخسر مواقعها بالوطية والأصابعة ومزدة والعربان ويُعطل نسور الجو الليبي بواسطة الدعم التركي منظومات بانتسير الروسية لتتحول إلى خردة ومهزلة في عالم التسلح بل تُجر أحدى المنظومات ومعها الخزي والعار لكل حلفاء الاستبداد إلى ساحة الشهداء وتقيد أسيرة على أسوار السرايا بالعاصمة طرابلس!.
نعم تنتصر فبراير وتنحاز للدولة المدنية وتتوالى الانتصارات ولكن ما هي الانعكاسات المتوقعة على المهزومين قبل المنتصرين؟ بالرغم من أن الهزيمة قد أربكت حسابات الداعشي حفتر وداعميه إلا أنه لا يستغرب بأن وقع الهزيمة على الداعشي حفتر قد تدفعه للقيام بعملية انتحارية غير متوقعة.. شخصية مثل الداعشي حفتر والذي لا يرقب إلا ولا ذمة في الشعب الليبي إضافة إلى فشل منظومة الدفاع الروسية قد تدفع بروسيا لاستغلال تهور الداعشي حفتر بالانتقام لكبرياء السلاح الروسي أو ربما تحاول أن تضغط أكثر لتضمن لها مكان على طاولة التفاوض! والتي قد تكون مع تركيا منفردة أو مجتمعة مع حكومة الوفاق وباقي الأسرة الدولية.
ليبيا رقم على خارطة العالم السياسية:
باتت ليبيا اليوم رقما مهما على الخارطة السياسية وربما يرجع الفضل للداعشي حفتر الذي أقنع دولتين في مجلس الأمن: فرنسا وروسيا وأربعة دول عربية: الأمارات والسعودية ومصر والأردن إضافة إلى السودان لدعم مشروعه الانقلابي الاستبدادي. وربما يرجع سبب ذلك للأتي:
- أولاً الخصائص الانبطاحية المتوفرة في الداعشي حفتر وانعدام أي ذرة من الشعور الوطني أو حتى الإنساني، وتعطشه غير محدود للسلطة ولو على حساب انتهاك جميع قواعد الحقوق الانسانية.
- الموقع الجيوساسي لليبيا كبوابة عبور بين المغرب الكبير ومنطقة الشرق الأوسط وطريق واضح للموارد الأفريقية لمصانع أوروبا.
- بحيرة البحر الأبيض المتوسط استراتيجية وقد حرصت دولة بعيدة مثل أمريكا وبريطانيا غير المطلة عليه أن تبني لها قواعد على الأرض الليبية: العدم، الوطية، الملاحة ودول خسرت الحرب مثل ألمانيا. كذلك نجد الصراع بين دول أوروبية مظلة على البحر للتموقع ووضع قدم على الساحل الليبي الطويل: فرنسا إيطاليا. والدول الأوروأسيوية تسعى وهي في صرع قديم حديث لفتح نافذة من خلال ليبيا على البحر المتوسطة كروسيا وتركيا.
- موارد الطاقة لليبيا الناضبة وكذلك المتجددة فتحت شهية دول كثيرة للاستثمار فيها وفي الطبيعة المناخية المتوازنة والجذابة الممتدة على طول الساحل الليبي والتي تقترب من آلفين كيلومتر. إضافة إلى أن تنوع التضاريس من ساحل وسهل وجبل وصحراء بمثابة النكهات الطبيعية للطقس المعتدل!
- غني ليبيا بالإرث الإنساني الضارب في أعماق التاريخ وتفاعل حضارات متعددة مع التراب الليبي تجعل من ليبيا منطقة جذب لشد الرحال لها من دول العالم.
المحافظة على الانتصارات أصعب من تحقيقها!
لا يمكن أن يكرر أحرار فبراير ما حصل من أخطاء في 2011 ولذا يجب الوقوف عند النقاط التالية:
- عدم السماح للمتسلقين بالركوب على موجة أحرار البركان وتشويه القوات المساندة.
- على المجتمع المدني التحرك في اتجاه حماية أهالي المدن المحررة وخاصة الأصابعة أو ترهونه، ولاحقا سرت، ومناطق جنوب طرابلس من أي انتهاكات والوقوف حائل بين أي عمليات انتقامية وإحباط تنفيذها!
- القوات المساندة لعملية بركان الغضب تحتاج لتتدخل القوى المدنية بشكل ايجابي لمعرفة الضمانات المطلوبة منها وإقناع الحكومة بشأن تنفيذها.
- على الحكومة وبمساعدة المجتمع المدني البدء في مشوار العدالة الانتقالية و الذي يبدأ بالخطوة الأولى والمتمثلة في تقصي الحقائق وتوثيقها وتفعيل المؤسسات العدلية وفحصها وإعطاء الفرصة لذوي الضحايا تقديم شكواهم وتوثيقها ووعدهم بجبر الأضرار ماديا أو معنويا والحرص على تشجيع مرتكبي الانتهاكات بتقديم اعترافاتهم بعد ضمانات لسلامتهم وتخفيف العقوبات عليهم !
- على حكومة الوفاق التمسك بنهج الحياد مع دول العالم والابتعاد عن السلوك العدائي والحرص على توثيق العلاقات مع الدول الداعمة لليبيا وتوسيع دائرة المشاركة بمشاريع تنموية معها ومع الدول الفاعلة في العالم.
- لا بد من تغيير مفهوم الشعب الليبي بحيث يتحول من مطالب ومستهلك للثروة إلى منتج ومنمي للثروة. فمن الكوارث التي ارتكبت في بداية التحرير بعد 2011 صرف الأموال وتوزيعها بدون أي مردود أو محاسبة.
- لكي يتحقق السلام في ليبيا لابد أن يعم العدل بقوانين تضمن لجميع التنوعات الليبية بمختلف توجهاتها الفكرية والسياسية والمذهبية حقوقهم ومصالحة الدولة لهم، ويجب أن يكون السلام شامل بمنح الجميع نفس الفرص في التعليم والصحة والمشاركة في التنمية، وبالمشاركة في صناعة الثروة الليبية وتنميتها نضمن للسلام الاستمرارية والدوام.
- رفض المركزية الإدارية المقيتة والعمل على تشجيع اللامركزية وإرساء قواعد الحكم المحلي الرشيد.
بأخذ الخطوات أعلاه في الاعتبار بإذن الله الدولة المدنية منتصرة وبسواعد أحرار البركان والمساندين لهم مشاريع عسكرة ليبيا منكسرة .. نعم ليبيا ستبنى بالسلام العادل والشامل والدائم.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً