رئيس الوزراء العراقي يحاول تصدير أزمته إلى دول عربية

انكشفت اللعبة
انكشفت اللعبة

بغداد – قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاحد ان دولا عربية “شيطانية خائنة تدعم الارهاب” في بلاده محذرا من “وصول الشر اليها”، كما وصف ساحة الاعتصام بساحات الفتنة والقتل، معتبرا مطالبها بالخدعة التي كانت تريد إسقاط الدستور العراقي وإلغاء العملية السياسية.

وقال المالكي في خطاب القاه في مدينة الناصرية (350 كلم جنوب بغداد) ان “المنطقة فيها ارهاب والعراق هو الهدف لبعض الدول التي تدعم الارهاب وتدعم الشر”.

واضاف “لكن هذا الشر بدأ يتسع وسيصل الى نفس هذه الدول كما وصل الى غيرها في السابق” دون تسمية لتلك الدول، لكن مسؤولين عراقيين دائما ما يوجهون الاتهام الى السعودية وقطر في دعم الارهاب في العراق.

ووصف نوري المالكي، ساحات الاعتصام بساحات الفتنة والقتل، كما وصف مطالبها بالخدعة التي كانت تريد إسقاط الدستورالعراقي وإلغاء العملية السياسية.

واعتبر المتابعون للشأن العراقي ان نوري المالكي يستعد الى ضرب خصومه السياسيين من السنة تحت غطاء محاربة الارهاب في مدن محافظة الانبار، متوقعين ان يمر رئيس الوزراء العراقي الى مرحلة عنيفة قبل موعد الانتخابات القادمة.

وقال المالكي الاحد” كلي ثقة بقدرة العراقيين على التصدي للارهاب كما يحصل اليوم على خلفية الخدعة التي انطلت على الكثير من المتصدين للعمل السياسي الذين لم يحسنوا قراءة الاحداث او شاركوا بتغطيتها”.

وأضاف أن خيم الاعتصام كانت خدعة موضحا أنه بعد مرور سنة “كشفت هذه الخدعة وتبين انها ساحة فتنة، وقد اكتشفها أهل الانبار مؤخرا بعد ان تحولت الى اعادة بناء تنظيمات القاعدة والبنى التحتية للارهاب”.

وأكد أن العالم توحد ضد الارهاب من خلال العراق، لافتا الى أن مجلس الامن والامم المتحدة والجامعة العربية وقفت مع العراق في معركته ضد الارهاب.

لكن وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس عزا تدهور الأوضاع في الأنبار إلى عاملين رئيسيين، يتعلق الأول بما وصفها بسياسة استعداء السنة التي انتهجها المالكي، فيما يتمحور الثاني حول الأزمة السورية وانعكاساتها.

وقال غيتس في مقابلة مع شبكة بي بي سي البريطانية “لقد كان المالكي خلال السنوات الماضية عدائيا إلى أبعد حد تجاه السنة في العراق، فقد حاول اعتقال نائب الرئيس طارق الهاشمي وغيره من المسؤولين السنة. وهو لم يفعل أي شيء لمساعدة السنة في الأنبار، الأمر الذي دفع بكثير من العشائر في الأنبار للتساؤل عما جنوه من الحكومة في بغداد”.

وقال المالكي أن الحكومة تمكنت من ازاحة الستار عن القاعدة و الداعمين لها، متهما بعض السياسيين بـالوقوف ضد الجيش في الانبار.مؤكدا إن “أيدينا ممدودة لكل حل سياسي باستثناء القاعدة”.

وقال المالكي ان “هناك سياسيون مسيسون قالوا لا نريد دخول الجيش الى محافظة الانبار لمواجهة اهل الفتنة”، مبينا ان “السياسي الذي يسعى للحصول على صوت انتخابي من خلال افشال مشروع سكن للفقراء او خدمات، لا خير فيه”.

واضاف المالكي ان “الحل السياسي ضروري جدا”، متسائلا “اذا كان السلاح بيد القاعدة مع من نتحاور؟”.

واكد المالكي انه “لا يمكن ان يكون هناك حل سياسي ما لم يذعن الجميع ويقف موقف جاد ضد القاعدة وما يجري في الانبار”، معتبرا ان “سكوت بعض الشركاء في العملية السياسية عن القتل والتدمير خيانة”.

وأعرب رئيس الوزراء نوري المالكي في وقت سابق من هذا الشهر عن رفضه الدعوات المطالبة بتغليب الحوار بشأن العمليات العسكرية في الأنبار.

ولفت غيتس إلى عدم ظهور ميليشيات شيعية متطرفة كرد فعل على ما يحصل في الأنبار كما حصل خلال أعمال العنف الطائفي التي امتدت بين عامي 2006 و2008. وقال “الخبر الجيد هو أننا لم نشهد حتى الآن بروز ميليشيات شيعية متطرفة مثل جيش المهدي وغيره”.

وقال الباحث في مركز الدراسات الاستيراتيجية البريطاني انطوني كوردسمان ، إن خطر المالكي على المنطقة لايقل خطورة عن القاعدة وانه سخر جميع الاجهزة الامنية ومقدرات البلاد المالية والقضاء لتحقيق مصالحه.

وتحدث كوردسمان مطولاً عن الفساد في ظل حكومة المالكي والذي جعل دخل المواطن العراقي ياتي بالمرتبة الـ 140 عالميا حسب تقرير لوكالة الاستخبارات الاميركية ، مشيرا إلى أن العراق يعد من اكثر الدول فسادا ويقبع في ذيل قائمة البلدان الاكثر فسادا طبقاً لتقرير منظمة الشفافية الدولية لعام 2013.

وأكد كوردسمان أن اميركا فشلت في سياساتها في العراق خاصة مع تزايد وتضخم النفوذ الإيراني ولاتستطيع الضغط على المالكي علناً واعلامياً خوفاً من دفعه الى استخدام نفوذ ايران لحمايته من ضغوط الولايات المتحدة الاميركية.

ووصف كوردسمان التظاهرات التي خرجت في المحافظات المنتفضة طوال عام 2013 ضد سياسة المالكي بالسلمية والمشروعة موضحا ان المالكي حاول تصويرها على انها احتجاجات ارهابية ليبرر استخدام القوة المفرطة لفض الاعتصامات.

وشدد كوردسمان على ضرورة التفريق بين مقاومة العشائر ضد ظلم المالكي وسياساته الفاشلة وبين القاعدة محذرا واشنطن من التدخل او الانحياز للمالكي من خلال امداده بالاسلحة والصواريخ التي سيستخدمها ضد المدنيين.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً