طرابلس (رويترز): دعا كبار مسؤولي مدينة طرابلس الليبية يوم الاحد الى تنظيم احتجاجات في الشوارع وإغلاق المحال التجارية والمدارس والجامعات للضغط على الحكومة لطرد رجال الميليشيات الذين تلقى عليهم بالمسؤولية عن اشتباكات أودت بحياة 45 شخصا على الأقل منذ يوم الجمعة الماضي. وتبذل القوات المسلحة التابعة للحكومة الليبية برئاسة علي زيدان جهودا مضنية للسيطرة على ميليشيات ومسلحين إسلاميين ومقاتلين سابقين آخرين يرفضون تسليم أسلحتهم بعد عامين من المساعدة في خلع الزعيم الراحل معمر القذافي في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي.
واندلعت الاشتباكات يوم الجمعة عندما فتح مقاتلو ميليشيا من مدينة مصراتة النار على محتجين قاموا بمسيرة الي مقر كتيبتهم في طرابلس للمطالبة برحيلهم. وقتل عشرات الاشخاص في مصادمات تالية في شوارع طرابلس أوقعت أكبر عدد من القتلى في العاصمة منذ سقوط القذافي. واشتبك مسلحو مصراتة وميليشيات متنافسة مرة أخرى يوم السبت شرقي العاصمة مما أدى الى مقتل شخص آخر. وقال السادات البدري رئيس المجلس المحلي لطرابلس لرويترز ان كبار مسؤولي المدينة يريدون ان تغادر جميع المجموعات المسلحة من خارج المدينة العاصمة وطالبوا بإجراء تحقيق في أعمال العنف التي اندلعت يوم الجمعة. وأضاف ان المدينة بدأت من يوم الأحد إضرابا معلنا يستمر ثلاثة أيام لكنه سيستمر اذا لم تلب المطالب. وتابع انه لا تفاوض مع الميليشيات لان الامور واضحة وان زعماء المدينة يريدون قرارا من الحكومة حيال المشكلة.
وسيكون من الصعب على حكومة زيدان دعم هذه المطالب المناهضة للميليشيات القوية جيدة التسليح خاصة وان قواتها المسلحة الحديثة التشكيل لا تزال تتدرب بمساعدة الولايات المتحدة وشركائها في حلف شمال الاطلسي. وخطف زيدان نفسه الشهر الماضي على أيدي ميليشيا تدفع الحكومة رواتبها لكن افرج عنه دون ان يلحق به اذى بعد ساعات قلائل. واغلق الكثير من المتاجر والمدارس والجامعات في العاصمة يوم الأحد وهو يوم عمل عادي في ليبيا وأغلق البعض في المناطق المجاورة. وأقام السكان حواجز معدنية ومن الخشب واطارات السيارات وانضموا للاحتجاجات.
وكثيرا ما تعين الحكومة رجال الميليشيات والمقاتلين السابقين لحماية الوزارات والمقار الحكومية. لكن المسلحين يظلون موالين لقادتهم او للقبائل ويحاربون من أجل السيطرة على مناطق محلية. وسيطرت ميليشيات مرتبطة بحركة تدعو للحكم الذاتي في شرق ليبيا على مرافئ نفطية عدة أاشهر مما قلص شحنات الخام الى النصف تقريبا. ومقاتلو مصراتة جزء من ميليشيا قوة درع ليبيا ومن المقاتلين الاسلاميين من المنطقة الساحلية الخصبة الى الشرق من العاصمة حول مدينة مصراتة. لكنهم باتوا اكثر عزلة في الاونة الاخيرة في طرابلس بعدما انخرط بعض مقاتليهم في خلافات شخصية مع حلفاء سابقين في اللجنة الامنية العليا وهي ميليشيا اسلامية مقرها قاعدة معيتيقة الجوية في شرق العاصمة. وهناك ميليشيات اخرى منافسة لمجموعة مصراتة منها ميليشيا الزنتان القوية وهي تحالف فضفاض من القبائل البدوية الاكثر علمانية في قلب الصحراء وتسيطر على منطقة حول مطار طرابلس الدولي.
اترك تعليقاً