قد يعارضنا البعض على هذه التسمية!!! ونحن هنا لا نشتم أو نسب فليس من عادتنا ذلك، بل نصف ونسمي الاشياء بمسمياتها. فعندما يخرج رأس هذه الدار ويقول للمليشيات لا تسلموا أسلحتكم لهؤلاء (هؤلاء هنا الحكومة والدولة عموماً) فلو فعلتم لقبضوا عليكم وسجنوكم في أبي سليم (الخطاب موجه لمليشيات الإسلاميين فقط). هذا لا يسمى الا مفتياً للمليشيات، بل نحن على قناعة على أنه ومن معه من في هذا الدار من أهم المشكلات والعقبات التي تواجه بناء الدولة الليبية.
خرجت علينا دار إفتاء المليشيات ببيان يستنكر خطف رئيس الوزراء زيدان!!!! غريب ممن، لا نقول لمح، بل صرح إلى أنه خائن قبلها بأيام قلائل، وحرض عليه تحريض صراح.
هذا البيان يثبت لنا أن هذه الدار هي جهاز مؤدلج تخرج قناعاته بمجرد استثارته وغضبه، ويثبت في ذات الوقت إلى أي مقدار يفتقد هؤلاء ما يدعون إليه من تحري الصدق وحسن ظن والتثبت، ولا غرابة في ذلك، فالمؤدلج كالعاشق أعمى لا يرى.
لننتقل إلى البيان بشأن خطف زيه الرقيعي (أبو أنس الليبي). فماذا تقول دار إفتاء المليشيات:
يقول البيان: “….. وعلى المؤتمر الوطني أن يتحملَ مسؤوليته المنوطة به، ويستدعيَ الحكومةَ، ويتحققَ من صحةِ ما جاء في أول بيانٍ للدولة التي قامت بالاختطاف، مِن أنّ ذلك تمَّ باتفاقٍ مع الحكومةِ الليبية!!!!!!!!!!
باتفاق!!! متى قالت السلطات الأمريكية ذلك؟!! نحن لم نسمع أو نرى ذلك البيان الذي أكدته دار الافتاء؟!! والحمد لله الانترنت متوفر فنرجوا ممن يدعي الصدق والتثبت أن يفحمنا ويلجمنا بما شاهده وسمعه!!!
التصريح الوحيد الموثق والمتوافر هو انكار السلطات الامريكة لأي دور أو حتى علم ليبي بذلك.
ما تداول (بعلمها)، وكل سياسي محترف يعرف أن كلام الجرائد ووكالات الانباء في أثناء كل خبر عالمي لا يعول عليه كثيراً.
نحن نجرم بأنه لا المفتي ولا من معه سمع هذا أو ذاك. بل كل ذلك مخزن لدى الإسلاميين في وعيهم ولا وعيهم، فكل من يخالفهم فهو خائن وكافر وعميل حتى يثبت العكس. فأدنى مطلع على علم النفس يدرك بأن مثل هذه الاقاويل والاشاعات، قابله لأن تصدق كمسلمات لدي المؤدلج والمتعصب فهي مخزنة لديهم مسبقاً وتحتاج فقط لاستثارة بسيطة، ولو من اشاعة لتخرج علناً.
ونعود لنقول، وعلى فرض ما تداول من قول مسؤل امريكي مجهول أن العملية تمت (بعلم الحكومة الليبية)!!! أفلا تفرق دار الافتاء بين (العلم) و (الاتفاق)، ولعمري أن أناساً لا يفرقون بين هذا وذاك مصيبة كبيرة توليتهم لمناصب قيادية في دولة في طور النمو، خصوصاً إذا كانوا مؤدلجين وداعمين لمليشيات.
سنضطر لضرب أمثلة لكي نبسط الموضوع لهؤلاء علهم يفرقون بين معاني الكلمات. ففي بعض المشاكل الاجتماعية يأتي أحد أطراف المشكل كالأب أو الأخ ليقول عائلة الطرف الآخر، إما أن تفعلوا كذا وكذا وإلا سنفعل كذا وكذا، أو لا تلومونا إن فعلنا كذا وكذا، وهو المعروف بإبراء الذمة منهم. فلو لم يفعل الطرف الآخر ويلجم ذلك الفتى الغر ا(المشكلجي) ، فقام أحد افراد العائلة الاخرى بضربه او قتله، فيأتيه الناس معاتبين فيحاججهم بأن أهله على علم بذلك، فقد حذرناهم.
هنا لو قلنا ان ما حدث من قتل أو ضرب تم (باتفاق) وليس بعلم أب المجني عليه أو أخوه فبماذا ننعت أو نسمى؟
قد يقول البعض بأن أمريكا أبلغت الحكومة الليبية بضرورة القبض على أبو أنس، وإلا فعلت هي كذلك، وهذا المقصود بعلمها. ونحن نشك في ذلك فعملية خاصة وسرية ودقيقة وبحجم شحصية مطاردة منذ 15 سنة لا يمكن أن تعطى معلوماتها إلى دولة وحكومة لا تؤتمن حتى على معلومات بسيطة، فما بالك بعملية كهذه مع حكومة لا تسيطر حتى على أمن مقرها وعاصمتها.
فكل سياسي محترف ومطلع يعرف أن مثل هكذا عمليات لا يطلع عليها حتى وزراء في الحكومة الامريكية . فتقريباً لا يطلع عليها الا الرئيس ونائب الرئيس ووزير الامن القومي . وباقي الوزراء قد يتم اعلامهم قبل تنفيذ العملية أو أثنائها.
نعود إلى البيان، فبعد أن أكملت دار الافتاء جملة (..فإذا ما تبين أنَّ ذلك صحيحٌ، فمعناه…) الواردة أعلاه، المفترض في أساسيات الكتابة والاحتمالات أن تردف ذلك بنقيضه. أي أن تذكر وإذا ما تبين عدم صحته فيجب أن تسأل الحكومة لتقصيرها و…. فالاحتمال الأول (العمد سواء بالفعل أو الامتناع) والثاني بالخطأ (التقصير و الإهمال). ولكن العجيب لديكم، والواضح لدينا أن دار الافتاء لم تذكر ذلك!!!! بل اكتفت بالاحتمال الأول، وهو ما يعني أنك مصدق به ومؤيد له، كمن يأتي في كتاب بمسألة محل خلاف ولا يذكر الا رأياً واحداً، فواضح أنه يؤيده، وإلا لكان أكمل بقية الآراء.
الغريب أيضاً لديكم ، والواضح لدينا، انتقال دار الافتاء إلى الأسلوب النمطي لدى الإسلاميين المؤدلجين عامة، وهو عقيدة الجيش والشرطة، وتكفيرهم والغمز بأنهم خونة و عملاء، وهو كما جاء في نهاية هذا البيان:
والسؤالُ الذي يجب أن يسأله كلُّ مواطنٍ الآن: (هذا تأكيد للاتهام السابق طبعاً). فعندما تردف مقالاً بكلمة (يجب) فهذا يعيني أنك تؤكد ما قبله، وهو مترتب عليه.
السؤال هو: هل آلافُ الشبابِ الذين تُعد الحكومةُ لإيفادهم للتدريب في الخارج، سيدَرّبون على ما قامَ به هؤلاءِ الملثمونَ باختطافِ (نزيه الرقيعي)؟!
للأسف الشديد، هذا كله ينتج عن الأدلة، وتزكية النفس والمنهج والجماعة، وأمثلة النفس وشيطنة الآخر. وكل هذا يقود إلى عدم تحري الصدق وحسن الظن بالناس، لا بل يقود إلى الانفصال عن الواقع والعيش في عالم آخر فمثلاً يقول الصادق الغرياني يجب القيام على المحافظة على أهداف الثورة التي قامت من أجلها وهي:
1- الحفاظ على وحدة الوطن.
2- إقامة الدين.
3- التخلص من الفساد والاستبداد.!!!
وواضح لديكم أن هذا الكلام غير دقيق البتة، لكي لا نقول كلاماً آخر. فالأدق أن الغرياني يقول أهدافه هو ومليشياته الحالية. وهي واضحة في أعدائهم الكفار الخونة العملاء من فيدراليين وقوى التحالف الوطني ومحمود جبريل وشمام وغيرهم.
نحن لا نقول الا قناعتنا. وبأن دار الإفتاء هذه تتبع المليشيات، وتتأمر على الحكومة ومن يخالفها من أعضاء الحكومة، وبأنها تكفيرية تخوينية، ولا ترى في الآخرين الا كفار خونة عملاء، وهي لا ترى في الدولة الا وسيلة لتنفيذ برامجها.
بل نرى بأنها خطر حقيقي وداهم على ليبيا والليبيين، خصوصاً بعد انشاء كلية تابعة لها لتخرج لنا العشرات والمئات بهذا الفكر التكفيري التخويني المليشياوي المقسم للاوطان والمشعل لأوار الحروب الأهلية والفتن.
ألم تقل لنا دار الإفتاء صراحة ًأنها تمثل الحق ؟! فمن يخالف الحق بالطبيعة هو الباطل!!!
وفي النهاية نرجوا من دار الإفتاء، وبمناسبة الحديث عن ثورة 17 فبراير.. ليذكر لنا كم إسلاميا من الجماعة المقاتلة أو الإخوان أو غيرهم خرج أيام 15 و 16 و 17 فبراير؟!!! فمن تربى على التقليد لا يمكن أن يكون صاحب مبادرات بحجم الخروج لمظاهرات !!! هذه لا يملكها الا من يؤمن بالوطن وبأهله اجمعين، من يخالفونه قبل من يتفقون معه.
ولتنظر تأكيداً لذلك ليوم الثلاثاء (25) يناير في مصر وكيف أن الإخوان وجميع الإسلاميين في مصر رفضوا المشاركة فيه، وقرروا المشاركة في يوم الجمعة، بعد أن أيقنوا أن الثورة قادمة لا محال.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً