رغم إنتظار الليبيين للحل السلمي منذ سنوات، وترقبهم لإجتماعات كثيرة كان أخرها بصيص أمل لإنعقاد الملتقى الجامع بمدينة غدامس يومي 15 و16 أبريل الجاري، وفي حضور الأمين العام للأمم المتحدة بطرابلس، تفاجاء الجميع بإنطلاق قوات الكرامة المدججة بالسلاح لتحرير طرابلس من الإرهابيين (والإخوان)، فما الذي غير موقف حفتر لإستخدام خيار القوة بعد إتفاق أبوظبي؟ ولماذا تم إختيار هذا التوقيت؟ علما بأن المجموعات المسلحة قد تم إدماج معظمها وتحجيم سلطتها بعد تنفيذ الترتيبات الأمنية برعاية البعثة الأممية.
موقع سي إن إن ألأمريكي نشر مقالا بتاريخ 5 أبريل معنون “مواطن أمريكي يريد تقويض حكومة تدعمها الولايات المتحدة”، إستعرض التقرير تاريخ حفتر الأمريكي “البرغماتي” كيف إنقلب مع القذافي ثم إنقلب عليه، وكيف تحصل على الجنسية الأمريكية من ولاية فرجينيا، وأخيرا إستعرض إنضمامه لثورة السابع من فبراير وقيادة الحرب عليها بمساعدة إقليمية، كما أفاد التقرير أن الإستخبارات الأوكرانية قد سجلت دفعات من الأسلحة والمرتزقة قد تم إرسالها إلى طبرق وقاعدة المرج، وأخيرا نوه أن حفتر يريد تعزيز موقفه التفاوضي في الملتقى القادم.
من الناحية العسكرية قوات لا تتجاوز 1500 شخص من منتسبي الكرامة تنتقل من مسافة ألف كيلومتر، إلى مناطق زراعية لا علم لهم بها، وبجبهة قتال تتجاوز 60 كيلومتر، وهذه القوات لا غطاء جوي لها ولا خطوط إمداد (ومنها الوقود) ولا إمكانيات لوجستية متقدمة، بالمقابل عشرات الألاف من المسلحين يمكن إستبدالهم بألاف أخرى معظمهم تمرسوا في حروب بنفس المنطقة، ولهم خطوط إمداد قريبة وغطاء جوي داعم، ومعرفة جيدة بالمنطقة ومعلومات لوجستية متوفرة، هذا إنتحار بلا شك وعدم تحمل المسئولية من العسكريين الذين أوكل إليهم المهمة. مرة أخرى ما الذي جعل حفتر يقوم بهذه المغامرة اليائسة؟
الواضح أن هناك العديد من الأهداف لعدة جهات لها مصالح متقاطعة (كل لما هاجر له كما يقول الحديث النبوي) ، وهذا طبيعي في السياسة الدولية، أولها أن غسان سلامة والسراج لم يستطيعوا إقناع الغرب الليبي بإشراك حفتر في المجلس الرئاسي القادم بأنه يكون المسئول عن الجانب العسكري والأمني الليبي، وبعد تأكده بأن لا أمل للوصول إلى الحكم سلميا فكانت الأوامر ببداية العمليات العسكرية وأمين الأمم المتحدة على منصة المؤتمر الصحفي بطرابلس (وهي سابقة لم تحدث). ويأمل العمل العسكري إما إلى إنهيار المجلس الرئاسي ووصول حفتر للحكم أو على الأقل يعزز من الوضع التفاوضي للمشير في الملتقى الجامع القادم.
الدول العربية الداعمة للمشير لها أهدافها، فإن نجح قلب الحكم في ليبيا سيكون لمصر عقود إعادة الإعمار، أما السعودية والإمارات فيهتمان بإفشال مشروع الدولة المدنية وإيجاد قاعدة جديدة لإفشال أي محاولة لبناء دولة ديموقراطية في الجزائر، وهو نفس السيناريو في مصر واليمن، وإن لم تتمكن الكرامة من مشروعها فإن فرض إملاءات على حفتر تكون سهلة. فرنسا تريد تحقيق مكاسبها الإقتصادية أولاً والقضاء على المجموعات المسلحة التباوية في الجنوب وخاصة تلك التي لها علاقة بالمعارضة التشادية والمالية.
من ناحية أخرى ما شجع حفتر على المجازفة بدخول المعركة؛ المعلومات المغلوطة من أن أهل طرابلس والمنطقة الغربية (على أحر من نار) إنتظاراً لحفتر والكرامة، وأن المنطقة أشلاء من المليشيات والمجرمين الذين لا رابط لهم وأن سحقهم لا يحتاج إلا إلى ساعات، وأن هناك مجموعات مسلحة سلفية أو من النظام السابق تتقاضى مرتبات من الكرامة وأنها على إستعداد لخوض المعركة بدلا عن معسكر الرجمة، وأن إلإعلام الموجه وخاصة العربية الحدث ستقدم الدعم الإعلامي.
أخيرا ماذا يحدث لو وصل المشير إلى الحكم؟ (وذلك أمل إبليس في الجنة)، سيحتاج المشير إلى عشرة سنوات لتثبيت حكمه إن طال به العمر، سيتم تفعيل الأمن الداخلي ويعتقل كل من يصدح برأي مخالف، بل ألاف الثوار والمعارضين للنظام السابق سيزج بهم في السجون، بل سيتم تقسيم البلد إلى مدن مؤيدة وأخرى معارضة للكرامة، خاصة وأن اليد الحديدية المتغطرسة متوفرة أمثال الورفلي المطلوب دوليا، ناهيك عن الفوضى الإدارية المعروفة، وبيع مقدرات ليبيا للدولة المصرية.
أما المؤتمر الجامع رغم إحتمال إنعقاده فهو يحتاج إلى تغيير أسلوب عرضه وطريقة إدارته بعد أن فشلت الطبخة الجاهزة وإحتراقت قبل عرضها على الملتقى. وبذلك تمر ليبيا بمفترق طرق الذي يحتاج إلى رجال مؤسسين لهم رؤية مستقبلية جيدة لما يجب أن تكون عليه الدولة المدنية الواعدة.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
قال الله تعالى ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون ) .
الكل يغنى على ليله المشهد الليبى ومع بروز لاعيبين سوى من الداخل او والمدفوعيين من الخارج حسب اجنده مصالح الشخصية ومصالح الدول الغربية الا تعلم ياشعبى العزيز بان معظم المكلوبين على السلطه هم سبب في ما وصلت الية ليبيا من عدم استقرار وعدم اجراء انتخابات لمن يتراس الدوله ويخرج بها الى بر الأمان وشعب هو الضحية ويعانى الامريين
من سطوا المسميات بالامس القريب كانت خارج القاموس الليبيى مليشيات اخوان انصار المقاتلة عبادة الأشخاص صورهم وحربهم اسلام السياسى سراق مال العام اين الوطنية من كل هذا ومعظم الاعيبين في المشهد لديهم جنسيات غربية ويعمل بها وفق اجندة اسيادهم وليعلم الجميع بان كل مايحيك ومايتدبر من انقسامات ( مسئولة عليها بريطانيا واعدت اليها سلفا مند أعوام ومن خلف الكواليس