الاتحاد الاوروبي يؤيد ‘الرد بقوة’ على الكيميائي السوري

64835دعا وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي السبت في ختام اجتماعهم في فيلنيوس بحضور وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى “رد واضح وقوي” على الهجمات الكيميائية في سوريا فيما طالب الرئيس الاميركي باراك اوباما اعضاء الكونغرس بدعم توجيه ضربة للنظام السوري.

وفي الخليج، طالب مجلس التعاون السبت المجتمع الدولي بـ”تدخل فوري” في سوريا بهدف “انقاذ” الشعب السوري من “بطش” النظام.

واعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون في ختام الاجتماع “نريد ردا واضحا وقويا” على الهجمات الكيميائية التي وقعت في 21 اب/اغسطس في سوريا.

واوضحت اشتون عند تلاوتها البيان الختامي ان الوزراء اتفقوا على وجود “قرائن قوية” تشير الى ان النظام السوري مسؤول عن الهجمات بالاسلحة الكيميائية قرب دمشق التي اوقعت مئات القتلى.

وفي مستهل الاجتماع اعلن عدة وزراء انه من المهم انتظار تقرير مفتشي الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية قبل اتخاذ قرار.

واثار وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي مفاجأة عند اعلانه ان المانيا توقع بدورها على النداء الذي يدعو الى “رد دولي قوي” والذي اطلقته الجمعة 11 دولة بينها الولايات المتحدة في ختام قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ.

وكانت المانيا الجمعة الدولة الوحيدة العضو في الاتحاد الاوروبي الحاضرة في قمة مجموعة العشرين، التي لم توافق على النداء، وهو قرار فسرته بالحاجة الى احترام العملية الاوروبية.

واشاد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بقرار المانيا قائلا ان “واقع ان اوروبا متحدة هو امر جيد”. وعبر عن ارتياحه لنتائج الاجتماع فيما بدت فرنسا معزولة في الايام الماضية في اوروبا باعتبارها الوحيدة المؤيدة لضربات ضد سوريا.

من جانبه، قال الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني ان “الأوضاع الإنسانية المأسوية التي يعيشها الشعب السوري الشقيق في الداخل والخارج، وما يتعرض له من إبادة جماعية وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان تحتم على المجتمع الدولي التدخل الفوري لإنقاذ الشعب السوري الشقيق من بطش النظام ووضع نهاية لمعاناته ومأساته المؤلمة”.

واضاف الزياني ان “النظام السوري يتحمل كامل المسؤولية لما يجري في سوريا، لرفضه كل المبادرات العربية وغير العربية لتسوية هذه الأزمة واستمراره في ممارسة كل أساليب القتل والتدمير بما فيها استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا التي راح ضحيتها مئات من المدنيين الأبرياء”.

واكد ان “دول مجلس التعاون تؤيد الإجراءات الدولية التي تتخذ لردع النظام السوري عن ارتكاب هذه الممارسات اللاانسانية”.

وفي واشنطن دعا الرئيس الاميركي اعضاء الكونغرس الى “عدم التغاضي” عن استخدام اسلحة كيميائية في سوريا ودعم ضربة عسكرية ضد دمشق معتبرا ان عدم التحرك ليس خيارا امام الولايات المتحدة.

وقال اوباما في كلمته الاذاعية الاسبوعية السبت “لا يمكننا التغاضي عن الصور التي رأيناها عن سوريا”. واضاف “لذلك ادعو اعضاء الكونغرس والحزبين الى الاتحاد والتحرك من اجل النهوض بالعالم الذي نريد العيش فيه، العالم الذي نريد تركه لاولادنا وللاجيال المستقبلية”.

ويسعى الرئيس الاميركي للحصول على موافقة الكونغرس لشن ضربات ضد سوريا.

ويبدأ الكونغرس الاثنين مع انتهاء عطلته الصيفية بحث الضربات ضد سوريا ردا على الهجوم الكيميائي الذي وقع في 21 اب/اغسطس في ريف دمشق والذي نسب اوباما مسؤوليته الى نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وحذر الرئيس الاميركي من ان “عدم الرد على مثل هذا الهجوم الفاضح سيزيد مخاطر رؤية اسلحة كيميائية تستخدم مجددا او ان تسقط في ايدي ارهابيين قد يستخدمونها ضدنا وهذا سيوجه رسالة كارثية الى الدول الاخرى، بانه لن يكون هناك عواقب بعد استخدام مثل هذه الاسلحة”.

من جهته يقوم وزير الخارجية الاميركي الذي وصل مساء الجمعة الى فيلنيوس بتحرك دبلوماسي كثيف من اجل اقناع حلفاء الولايات المتحدة المترددين بدعم التحرك العسكري. والتقى الرئيسة الليتوانية داليا غريبوسكايتي التي عبرت عن “دعمها لاعلان الدول الـ11” التي دعت خلال حضورها قمة العشرين الى رد “قوي” على النظام السوري المتهم باستخدام اسلحة كيميائية.

ورد كيري قائلا ان الولايات المتحدة “ممتنة جدا لها على هذا الدعم وكذلك لدول اخرى في ما يتعلق بالجهود التي تبذل بشأن سوريا”.

وسيتوجه كيري لاحقا الى باريس التي اصبحت حليفة واشنطن الاولى في الملف السوري، ثم الى لندن قبل ان يعود الاثنين الى الولايات المتحدة.

والاثنين يتوجه وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى موسكو حليفة دمشق الكبرى.

كما تنتظر الاسرة الدولية ان تنشر الامم المتحدة في موعد لم يحدد بعد، تقرير خبرائها الذين حققوا في ضواحي دمشق التي شهدت الهجمات المفترضة باسلحة كيميائية.

وترى معظم دول الاتحاد الاوروبي ان هذا التقرير يشكل فعليا مرحلة اساسية يمكن ان تؤكد بشكل مستقل الاتهامات باستخدام غاز سام.

وتأمل واشنطن وباريس في ان يساهم في رفع تحفظات بعض الحكومات المترددة في المشاركة في الضربة على اساس معلومات اجهزة الاستخبارات الوطنية فقط.

وقام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بمبادرة حيال القادة الاوروبيين الآخرين وخصوصا الالمان، باعلانه انه يريد انتظار تقرير الامم المتحدة قبل ان يصدر اي امر بضرب نظام دمشق. وعبر عن امله في ان يكون هذا التقرير “عامل تقييم يسمح بتوسيع التحالف الذي يفترض ان يتشكل”.

ورحب وزراء الخارجية الاوروبيون السبت بهذا القرار.

وستبقى الاتصالات الدبلوماسية مكثفة في عطلة نهاية الاسبوع وخصوصا في فرنسا حيث يلتقي هولاند الرئيس اللبناني ميشال سليمان في نيس بينما يعقد وزير الخارجية لوران فابيوس وكيري اجتماعا مساء السبت في باريس.

كما سيجري وزير الخارجية الاميركي محادثات الاحد مع قادة الجامعة العربية قبل ان يتوجه الى لندن.

من جهة اخرى، وبمبادرة من الكنيسة الكاثوليكية ينظم السبت يوم صلاة وصوم ضد اي تدخل عسكري في سوريا في جميع انحاء العالم قبل امسية صلاة في ساحة القديس بطرس في روما بحضور البابا فرنسيس.

وكان الحبر الاعظم دعا الاحد الماضي العالم اجمع الى يوم صوم وصلاة من اجل السلام في سوريا وفي الشرق الاوسط، يوم السبت السابع من ايلول/سبتمبر، مكررا بذلك دعوة مماثلة وجهها البابا يوحنا بولس الثاني بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001.

ميدانيا تجددت الاشتباكات السبت بين مقاتلين سوريين معارضين والقوات النظامية عند اطراف بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية في ريف دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، وذلك بعد يومين من انسحاب مقاتلي المعارضة من البلدة.

وقال المرصد في بيان “تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية واللجان الشعبية المسلحة الموالية لها من طرف ومقاتلين من الكتائب المقاتلة من طرف اخر عند اطراف ومدخل بلدة معلولا”.

واوضح ان الاشتباكات جاءت بعد ان “استهدفت القوات النظامية فجرا بالمدفعية التل الذي يقع فيه فندق سفير- معلولا ويتمركز فيه مقاتلون” معارضون.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً