جاءت ذكرى فبراير ، ونحن على مانحن عليه ، لكنها تركت لنا من خلال اقبال الناس على الاحتفال بها متل كل سنة ، احساس بل ويقين انها صارت حقيقة راسخة ، في عقول الليبيين ، وانها ليست حدثا عبثيا أو عابرا ، في حياتنا ، انها ثورة شعب ، انتفض ضد ظالم ، حبس شعبنا عن التقدم والازدهار ، واعاق مسيرته نحو الحرية والديمقراطية ، عقودا من الزمن ، بل وصنع جيلا من المعاقين ذهنيا وفكريا ، وممن فارقهم المنطق ، واسس التفكير السليم ، وصاروا مثار سخرية من الجميع ، ولكن السؤال الهام اليوم ، لماذا عمل الجميع عربا وعجما لإفشال الثورة الليبية ، بعد ان تم افشال الثورة المصرية ، والتى آلت إلي ما آلت إليه من معاناة ، وكذلك الثورة التونسية ؟ لماذا هذا الحقد الظاهر لكل متتبع من الجميع على فبراير ، فحتى من يقدم لأحد الأطراف بالأزمة الليبية المساعدة والدعم ، ليس حريصا أن ينتصر عميله ، بل الجميع كان حريصا أن يستمر الصراع ، بأي ثمن ، وان يستنير بضوء النيران التى تأكل ليبيا وأهلها.
وخلاصة القول، إن الثورة الليبية كانت احدي حلقات ثورات الربيع العربي ، والتى انفجرت بعد استمرار الظلم والطغيان والاستكبار لشعوبنا ، من حكام جهلة متخلفين ، يحكمون شعوبهم بالحديد والنار ، كقطعان من البهائم لاتستحق الاحترام ، وليس لها الحق في الحياة كما شعوب الارض ، والتى تبتعد عنا يوما بعد يوم في اتجاه التقدم والحرية ، فحتى شعوب افريقيا التى كنا نظن أننا اكثر منها تحضرا وثقافة ومدنية ، صارت تتقدم علينا عقودا ، وليس أدل على ذلك من دولة رواندا ، التى صارت تزاحم على المراكز الاولي في النمو الاقتصادي ، ونحن لازل شيوخنا يسطرون لنا الفتاوي ، للتمسك بحكام لازالت عقولهم تعايش العصور الوسطي ، ويظل السؤال الاهم لماذا التآمر على ثورة فبراير ؟ لماذا الحرص على ان تتحول الى نكبة في عيون وعقول الليبيين ؟ وربما في عقول بعض ممن كانوا في صدارتها ، وكان لديهم الاستعداد للموت دونها ؟ الاجابة بكلمات بسيطة ، هو خوف حكام العرب من تأسيس النموذج الديمقراطي والاقتصادي ، والذي تتوفر له كل امكانيات النجاح في ليبيا ، وامكانيات نسف كل الحجج التى يسوقها أولئك الحكام وأذنابهم ، لمنع تلك الشعوب من ممارسة الديمقراطية ، وحقها في اختيار من يحكمها ، ويدير شؤونها ، نعم ان اقامة المجتمع الديمقراطي وبناء المواطن العربي الحر الشامخ العزيز شبح مخيف للبعض ، ولقد كان المجتمع الليبي القادر على صنع ذلك النموذج ، دائما مجتمعا منفتحا على مايحدث في الدنيا من تغيير ، مع التمسك بما لديه من قيم وعادات ، صنعها له الدين والاعراف المتوارثة ، والتى صنعت الشخصية الليبية المتوازنة ، واضافة الى ذلك تتميز ليبيا بالقدرة الاقتصادية ، التى تجعلها بعيدة عن البنك الدولى وشروطه وقيوده ، وتتميز ايضا بالموقع الاقتصادي ، تلك عوامل نجاح مع غيرها كانت مخيفة لهم ، فترك ليبيا تبني ديمقراطيتها كان كارثة للبعض ، فهل سيستمر نموذج الحكم في مصر ، في ظل وجود نموذج ديمقراطي مجاور ، او ستستمر خرافات حماة الحرمين والصهيونية معا ، او سيستمر ملك يتلقي مرتب شهري من المخابرات الدولية ، ولا يستطيع حتى ان يتحدث بلغة قومه ، لقد كان الامر مخيفا حقا فقد بدأ النموذج الديمقراطي الليبي في خطوته الاولي ، بعقاب الطاغية عقابا يتناسب وما أجرم ، وليكون عبرة تمنع ظهور ديكتاتور جديد ، فكان آية كما كان فرعون آية ، وكذلك التقدم نحو انتخابات كانت نزيهة ، بغض النظر عن افرازاتها التى كانت نتاج ازمة وحداثة تجربة ، وحتى خلال الصراع تحاكم الليبيون الى الصندوق مرة اخري ، لقد كانت هناك قدرة عند الليبيين لبناء النموذج الديمقراطي ، ولكن أولئك الاعراب تيقضوا مبكرا بالخطر ، فعملوا جميعا يدا واحدة ، وان تشكل المشهد الى فريقين ، ولكن هدفهما هو انهاء التجربة الليبية ، وانهاء احلام الديمقراطية والحرية ، فهي ان ماتت في ليبيا ، وهي البيئة المناسبة لنموها حيث لا اختلافات عرقية ولا اختلافات دينية ، فأين ستقوم في العالم العربي ، وهو يعاني من تلك الاختلافات في كل دوله ، مع الحرص عليها ورعايتها من أولئك الحكام ، نعم ان العالم يتآمر علينا ، وبجزء من أبنائنا بمفاهيم خاطئة ، جعلت من بعضهم عملاء لتلك الدول العظمي او القزمية ، والتى اصبحت اليوم ترسم لنا سياسات المسير الى الهاوية وضياع الوطن ، ولن نغيب دور الامم المتحدة التي كانت راعية لضياع ليبيا منذ تدخلها ، فهل يستيقظ الليبيون من سباتهم ، وينتفضوا لحماية وطنهم ، والذود عنه ، ونسعي جميعا لبناء النموذج الديمقراطي ، الذي دفعنا أعز مانملك لأجله ، ارواح أبنائنا وتاريخ حافل بالدماء على مذابح الحرية …. اعتقد انه يمكن وقريبا وان غدا لناظره قريب وستكون الثورة الليبية نمودجا مختلفا عن باقي ثورات الربيع العربي وهي مقدمة انتصار الامة وعودة الحياة لها.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
يا شماطة شن صار في المؤتمر الجامع …..؟ شن زعمة لعبوا بيك …. شن ترتب للاستقالة او فيلم الاستقالة من حزب الشياطين … زي ما فعل غيرك