من كتب عنوان فبراير ، ثورة للحقوق والحريات ، هم الليبيون في شوارع بنغازي ، والبيضاء ، ومصراته ، والزنتان ، والزاوية ، وطرابلس ، ومن رفع راية الثورة هو الدكتور الغرياني ، من مدينة المرج ، الذي قتله زبانية الطاغية ، عندما تمثل بدور سيدنا بلال ، ليقول أحد أحد ، ان الله واحد احد ، وان القذافي هو هبل ، إله المعتوهين ، والجهلة المتخلفين ، لقد كانت ثورة للثأر من الظلم والظلام ، ثورة لمستقبل أفضل ، ثورة لتحقيق انسانيتنا ، والانتصار للقيم وللحياة ، ولتحقيق احلامنا ، ولقد دفعنا فيها الشهداء ، لبناء وطن نعتز به ، ويكون شرفا لأبنائنا ، فأنجزت الثورة أول أهدافها ، وقتلت ومزقت فرعون العصر ، وجعلته آية من آيات الله ، فكم هي عظيمة تلك اللحظات ، وكم هم رجال أولئك ، الذين انتقموا لكل الليبيين ، ولكل الشهداء ، الذين قتلهم هذا الهالك المقبور البالي.
نعم هذا كان هدفنا ، طي صفحة الظلم والظلام ، ثم انتقلت السلطة سلميا من المجلس الوطني الانتقالي الى المؤتمر الوطني ، عبر انتخابات كانت نزيهة ، وكانت درسا في الديمقراطية للجميع ، وعند ذلك انتهي دور فبراير ورجالها ، وبدأت الاجندات الخبيثة ، وانهالت سهام اعداء الحرية من عباد هبل ، والذين ربما أخطئت الثورة عندما تجاوزت عنهم ، ولم تذبحهم ، وثبتت حقيقة ، ان الثورة التى لا تذبح اعدائها ، انما هي تحفر قبرها ، ولن ننسي كذلك سهام ادعياء الدين ، تلك الجرابيع التي عاشت في كواليس المخابرات الدولية ، تستعد للانقضاض على الوطن ، لتنفذ اجندت الفوضي الخلاقة ، نظرية كونداليس رايس ، ورسموا خطا بين الليبيين المسلمين ، فبعضهم اسلامي ويقصدون انفسهم ، لأنهم رسل الله ، والعاقبة لهم بدخول الجنة ، وغيرهم من ابناء الوطن علمانيين ، وسيدخلون للنار حتما ، وجاءت مرافقة لهم اجندة الجبهة ، وما أدراك ما الجبهة ، والتى صنعت حكومة لتستولى علي السفارات ، وقرارات الايفاد ، وعاثت في خزينة الدولة فسادا عبر رجل ضعيف ، لا يمكن ترشيحه لرئاسة حي سكني ، وللاسف كل أولئك جاؤا وكأنهم فاتحين لبلاد الكفار ، فقد استحلوا الدولة ، ونهبوا اموالها ، واستغلوا طيبة أهل الوطن ، الذين تأخروا خطوة إلي الخلف ، اعتقادا ان القادمين أبنائهم ، وأنهم قد عايشوا الديمقراطية بالغرب ، وان لديهم مايقدمون للوطن ، فجاؤا غزاة حفاة عراة ، وجعلوا من الوطن جحيما يستعر بلهب الحقد والكراهية ، جاؤا حقدا وغضبا علينا ، ونحن الذين عايشنا طغيان الطاغية ، منذ أول يوم وحتي قتلناه بأيدينا . أحدهم جائنا خبيرا استراتيجيا ، واتضح فيما بعد انه خريج معهد اعدادي للتكييف ، وانه لا يمتلك الشهادة الثانوية ، وليدرسنا نظرياته في بناء الدول ، والتى تنتهي الى ضرورة أن يكون هو رئيس وزراء الدولة ، إن مافعله هؤلاء اللصوص ، وحق لنا اليوم أن نسميهم كلاب ضالة ، ليس بعيدا عن ماصنعه الطاغية بنا ، لقد جاؤا يستهينون ويستخفون بنا ، ثلة من المرضي النفسيين ، لم يقدموا لنا برنامج واحد ، ولم يساهموا في استقرار البلاد ، الا ربما نظرية التل الشهيرة ، او كيف تسرق اموال الليبيين عبر المطالبة بالتعويضات.
فبراير صنعتها الجموع المتعطشة للحرية ، فهي بعيدة عنهم ، وانما بالكذب وبالتعامل مع المخابرات الدولية ، وبهدايا حكام الخليج لهم ، وعبر القنوات الفضائية ، حاولوا ان يتصدروا المشهد ، وساروا بنا الى الجحيم ، وعاد كل منهم الى وطنه الحقيقي ، بل وبعضهم اتهمنا بالتخلف ، هناك حيث لايشعرون بجحيمنا ، ولا بأزماتنا المتعددة ، و لاشك أن البعض منهم وهم جدا قليل ، كان وطنيا وكان ليبيا بإمتياز ، وكان شريكا لنا في فبراير ، ولكنهم ابتعدوا عن المشهد ، بعد ان ادركوا وجود تلك الوجوه البائسة ، والتى خبروها في الشتات ، لكن أولئك الذين خذلونا ، ستلاحقهم لعنة الوطن ، واهله البسطاء الكرام ، لقد احرقوا وطننا ، وجعلونا رهينة للغرب والشرق ، واضحوكة الدنيا وشوهوا فبراير ، ثورة ابناء بنغازي وليبيا كلها ، ولكن الثورة لن تنتهي وسيزول ما علق بها من سوء ، بسبب هؤلاء وستنتصر ولو بعد حين.
هلا فبراير …. ثورة الجموع المتعطشة للحرية
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً