ما قام به الإخوة من بني وليد من إنقاذ للوطن وإغاثة للمواطن ليس غريبا عنهم ولا هم غرباء عنه فطالما عملوا لأجله ولأجل صيانته.. إنه عمل خلاق وفهم راق لمتطلبات المرحلة وقراءة واعية لما هو مراد للوطن.. وإلى أي مستوى يذهب الاستهداف.
نحيي الميامين على ما فعلوه لوقف المؤامرة.. نحيي إخواننا من ورفلة لما قاموا به لأجل الوطن ورأب الصدع وإنهاء حالة الصدام بين أبناء الوطن الواحد.
إن حالة الاستنارة التي فيها القوى الوطنية اليوم لا يجب أن تتوقف فقط عند دور الإطفائي بل يجب أن تتعداه لتذهب إلى دورها الحقيقي إلى حيث بناء الوطن وإعادة تأهيله ليكون قادرا على استيعاب أبناءه.. لابد من التدخل الرشيد والمتقن عبر مشروع وطني مكتوب لدى الفاعلين على الساحة خاصة المبعوث الأممي ونائبته وعدم ترك الساحة للعابثين وحدهم يستحوذون عليها.
إن عقلية المبعوث الأممي تستوعب وتفهم حقيقة ما يدور في أدمغة الصعاليك من بني الوطن عن الوطن كما نعرفه نحن إنما يجب ألا نبقى متفرجين.
القضية لا تعني مدى إيمان الآخرين بقضيتك بل مدى إيمانك أنت وإلى أي مدى مستعد أن تذهب.. كل ما نراه ونسمعه مموه وغير حقيقي إنما يعجب الآخرين ويتلذذون بممارسته وهنا يكمن الخطر.
مجاراتهم في التلذذ تجعل منك شريكا في الجرم حتى وإن كنت مفعولا به.. اللعبة تديرها وتطيل من عمرها الأموال وبالتالي إذا أردنا استعادة الوطن يجب أن نسعى لوقف هذا الضخ إنما لا يمكننا أن نوقفه إذا صرنا ترسا في دواليبه.. القوى الوطنية لن يمكنها الانتصار في المعركة ما دامت الأموال والمنافذ ليست بأيديهم.
توزيع الدماء بين القبائل القصد الإفلات من القصاص والمصالحة لا تستقيم في ظل الاستقواء الحاصل كما أن الانتخابات لن تنجح في غابة السلاح والمسلحين واستمرار هذا الحال حيث تفتك الأمراض بالوطن إلى أبد الآبدين، لا يهم أحد بعد أن ضربت الوطنية إما بالشراء أو التخدير.
الحل يكمن عندنا في اكتشافنا لمكامن القوة فينا واستغلالها.. كثرتنا يجب الاستفادة منها قبل الانتخابات من خلال بناء التحالفات وضرب الأخرى وهذا يتطلب كما قلنا إيمانا حقيقيا بالمشروع الوطني الذي يجب صياغته برؤية ثاقبة.
إن خصوم الوطن قد انتفعوا وينتفعون من هذه الفوضى فقط لأنهم انتصروا على الوطنيين في لعبة العلاقات العامة.. استطاعوا خداع الجميع واللعب على الجميع.. أوجدوا بيادق من خلالها وصلوا ثم أين هي هذه البيادق؟
إنها تظهر وتختفي حسب الحاجة.. فهي لها أوقات محددة تستعمل فيها وبالتالي إذا ارتضينا ملاعبتهم ولابد من ملاعبتهم علينا أن نتكلم لغتهم ولا أقول السير على خطاهم.. لا لإيماننا بهم بل لإيماننا بقضيتنا.. قضية الحق التي تفرض علينا ذلك.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً