بعد سنة من التدخل العسكري في ليبيا، قالت صحيفة (جارديان) البريطانية إنه ما زال بإمكان بريطانيا المساعدة في محاربة الفساد بخبراتها المؤسسية، إلا أن إحدى مشاكل السياسة الخارجية الغربية هي أنها تعاني من ظاهرة قصر النفس .
وتابعت:” بينما يقاتل المعارضون في سوريا من أجل الحرية والخلاص من استبداد نظام الأسد، علينا أن لا ننسى أنه في البلدان التي بدأ فيها الربيع العربي، لم تنته بعد عملية التحول من الديكتاتورية إلى الديمقراطية”.
وأكدت الصحيفة أن بريطانيا لعبت دورا في تحرير ليبيا، ولكن مع رحيل القذافي، ما زال أمام الحكومة الجديدة الكثير من العمل، ففي بلد ينتشر فيه الفقر بقوة، ويملك ثروة طبيعية ضخمة، يكون الفساد واحداً من أكبر التهديدات والمخاطر.
وأضافت أنه حتى الآن لا يبدو أن المؤشرات مشجعة، فالفساد موجود ومستمر في الانتشار، وبعد فترة قصيرة من تحرير ليبيا استحدثت الحكومة الانتقالية صندوقا خاصا لتوفير الرعاية الصحية لجرحى الحرب، ووزعت نحو 800 مليون دولار إلى نحو 40 ألف شخص، لكن يبدو أن الحد الأقصى لمن يستحقون تلك المعونة لا يزيد على 15%.
وتشير الصحيفة إلى أن الفساد والاحتيال يهدد أيضا لجنة المحاربين الليبيين، التي أنشئت لدمج المقاتلين الليبيين في صفوف قوات الجيش والأمن، حيث كان المعتقد أن عدد هؤلاء يقدر بنحو 100 ألف مقاتل، لكن قدم أكثر من 200 ألف طلب للانضمام إلى تلك القوات، ولا توجد وسائل للتحقق من مصداقية تلك الطلبات.
وأنهت الصحيفة مقالها بأن الأمر ليس سلبيا ومتشائما، فمنذ تحرير ليبيا ارتفع إنتاج النفط حتى وصل إلى نحو 1,6 مليون برميل يومياً، وهو ما يوفر مصدراً كبيراً للأموال لتمويل التنمية في هذا البلد.
اترك تعليقاً