رعاية الأمن القومي، هو الهدف الاساس لأي دولة، وحصن لكل وطن من أعدائه، في الخارج وعملائهم بالداخل، ولذلك تهتم الدول ببناء كوادره، والتأكد من ولائهم للوطن، وبالرغم من بعض الاخطا ، التي حدثت في العقود الماضية من التدخل في جهاز المخابرات الليبية واقحام بعض الافراد من خارجه لتنفيذ مهام تتعلق بالنظام، الا ان هذا الجهاز وافراده المهنيين، كانوا يعملون بجد لحماية البلاد، وهم الذين ساهموا في حل الكثير من المشاكل، والضغط على بعض الدول، بل وتغيير بعض الحكومات، وصنعوا للدولة الليبية مهابة، لايمكن انكارها.
وإن كنا ضد الطغيان، الذي كان يمارسه حاكمها ولعل قصة رواها لي السيد عبدالمولى العرفي رحمه الله، وقد تولى قيادة الجهاز بالمنطقة الشرقية جديرة بالذكر اليوم وكانت في بداية السبعينات وعندها لم يتحكم القذافي في الجهاز بعد، فقد روى لي انه كان جالساً مع السيد عبد المنعم الهوني، وكان رئيس جهاز المخابرات حينها بمقر المخابرات، ودخل عليهم فجأة القذافي، وكان محتقنا وصار يرفع صوته انه لابد من اغتيال فلان وفلان، وتصفية هذا وذاك، وبعد ان اكمل كلامه، رد عليه السيد عبدالمنعم الهوني ان جهازه ليس مختصا بالاغتيالات ، وان عليه ان يبحث عن قتلة مأجورين لتنفيذ مايريد، وان جهازه لحماية الامن القومي الليبي، ولعل الهوني كان مستهدفا بعد هذه الحادثة ، واخلص الى القول ان الجهاز كان مهنيا، حاميا للوطن وان الخلل لم يكن ابدا في افراده، والذين كانوا على اعلى مستوي من التدريب والمهنية، واجادة الكثير من اللغات، وانما الخلل كان في اهداف النظام، وفي محاولته الدائمة للسيطرة عليه، وكان النظام يكلف رؤساء الجهاز من خارجه ، فالسيد كوسة ليس من ضباط الجهاز ، والسيد دوردة لم يكن من الجهاز، بل بسببه ترك العديد من الخبراء الجهاز، ولقد سمعت ذات مرة شهادة من احد رجال الامن القومي، في احدي الدول العربية، ان العرب قد افتقدوا جهاز المخابرات الليبية بعد انهياره، وكان وجه اعجابه انه ينفذ عملياته بدقة، فأنت تشعر بوجوده في اي حدث، ولكن يصعب رؤيته، وللاسف فإن ماتم بعد ثورة فبراير هو نفسه ما قام به النظام السابق، من ادخال مجموعات من غير المؤهلين، والمهنيين، وجواسيس الدول الأجنبية الى الجهاز، فتم وللاسف الاجهاز على الجهاز، حتى صار جاسوسا يعرفه القاصي والداني في قيادته.
اليوم وقد بدأت الغيبوبة تزول من عقولنا، وصار النظام السابق في غياهب الماضي السحيق، ونحن ندفع اليوم ثمن التغيير، وبدأت تتكشف لنا بعض الحقائق الصادمة، عن من تسللوا إلى إرادة الوطن في التغيير، وثبات خيانتهم وعمالتهم، فقد سلموا أرشيف جهاز المخابرات الليبية، وكل معلومات الجيش الليبي، إلى بعض الدول العربية والأجنبية، فلابد لنا من صحوة ندرك معها مالدينا من خبرات، لبناء جهاز المخابرات الليبية من جديد، والعودة به الى مهنيته، ولمتابعة الخونة والعملاء، واعداء الوطن، والذين سرقوا اموالنا، وقوت اهلنا، وضيعوا مستقبلنا، وجعلونا مهانة واضحوكة، لكل من هب ودب وأولها دول الجوار، لابد لنا من بناء جهاز مخابرات قوي، ولابد من تجديد الثقة في كوادره، واستعادة من ابتعد منهم، في مهمة وطنية هي الاصعب، ولعل تكليف الدكتور عبدالله مسعود الدرسي برئاسة الجهاز، كان خطوة موفقة، من السيد فائز السراج تؤكد حرصه على البلاد، فهو احد خبراء الامن القومي، وهو استاذ جامعي، نشهد له، بحكم معرفتنا به، شهادة خالصة لله، انه رجل وطني، وانه يقدس كل ذرة في تراب الوطن، وانه بعيد كل البعد عن ترهات القبلية، والعنصرية، وانه رجل كفؤ لهذا المنصب، واملنا كبير ان يعيد بناء وتوحيد الجهاز، وان يبني قلعة حصينة لحماية الوطن، وان يستفيد من العقول والخبرات السابقة، وان يبني كوادر جديدة عقيدتها الذود عن الوطن، ودعائنا لله ان يوفقه في خطوة هي الاهم اليوم، ودعوة ان نقف معه جميعا، بنظرة حالمة ان نبني وطننا عزيز كريما، ومستقبل زاهر لأبنائنا.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اخي شماطة شكراً علي المقالة وانا هنا لا اطعن ولا ازكي … ولكن انصح السراج بان الامن القومي يبدأ بتوفير اساسيات الحياة للمواطن ….لا امن بدون امن وامان المواطن … وهذا يبدأ بتوقيف سراق المال العام والخاص و البداية تكون من مكتب السراج الي الوفاق الي البرلمان الي مجلس الدولة الي المركزي ولا تتوقف … الدكتور الدرسي لا يستطيع عمل شئ بدون الانتهاء من المفرخ و القوادة …كما لم يستطيع الهوني فعل شئ …. اما ذكر الاستاذ ابوزيد دوردة في نفس السطر مع كوسة فهذا خطاء خوي شماطة عهدين البعد بينهم بينهم كا الفرق بين السماء والأرض واحد كثر فيه القتل والإجرام والتعذيب داخل و خارج البلاد و واحد قام بفتح الابواب لكل من أراد الرجوع للبلاد بدون سؤال … حتي الخوان … اسألهم وهم يجيبونك ان لم تكن واحد منهم … اسأل فضيل عن ابوزيد دوردة