لاشك إننا اليوم في وطننا العربي، نتقلد المراتب الدنيا في كل شيء، فقد مر قرن كامل ونحن ننحدر، في كل عقد إلى المزيد من التردي، نعايش العواطف والشعارات، ونسمع لأم كلثوم، ونتابع المسلسلات الهابطة، فنحن كمن في وسط البحر افتقد البوصلة، شعوب مسكينة مغلوبة على أمرها، وحكام فاسدين ومجرمين، حتى النخاع، فهم إما حاكم بأمره، في أنظمة ملكية عميلة، وخائنة، صنعتها بريطانيا، أو ثلة من العسكر الجهلة، والذين تآمروا على امتنا، بجهلهم وبداوتهم القاتلة، فمن باع كرامتنا غير هؤلاء الحكام، وضيع حقوقنا وهدر ثرواتنا، ومن تآمر على فلسطين غيرهم، ومن يصنع السجون والمسالخ لنا غيرهم، ومن يقتل الناس في اليمن غيرهم، ومن دمر سوريا ويتآمر على ليبيا غيرهم، ومن ساعد المد الفارسي الشيعي في أوطاننا غيرهم، ومن جعلنا اكبر أعجوبة وأضحوكة في العالم غيرهم.
نحن اليوم في أزمة كبيرة، فالمشهد قاس جداً فاليهود أعدائنا يجوبون الخليج العربي، نشيدهم يعزف في معظم البلاد العربية، مدافعنا تقتلنا من يصدق، حبالنا تشنقنا من يصدق هذا العبث، وتتحول المقاومة إلى بند الإرهاب، فيتحول الشيخ أحمد ياسين، والدكتور الرنتيسي، وسعيد صيام، الي ارهابيين، ويتحول الخونة من امثال ابومازن محمود عباس، ودحلان، وعبد ربه، والرجوب، الى وطنيين في هذا الزمن الردئ، أما العجب والذي لاينتهي، من حادثة السفارة في اسطنبول فهو كارثة انسانية، وفضيحة مجلجلة، امام العالم، لندرك ويشهد العالم معنا، كيف ينظر حكامنا لنا، عقيدة راسخة في عقولهم اننا عبيد لهم، فلا يسئلون عن ما يفعلون بنا، وفي غرب الوطن، في دولة الجزائر، التى دفع مليون شهيد لتحريرها، رجل مقعد ومشلول، يتقدمون به للرئاسة، لمصلحة مجموعات الفساد، في دولة اكثر من 65% من سكانها من الشباب، من يصدق هذا العبث وهذا البؤس، وفي أوطاننا، تحولوا من الهجوم على كل من يحمل شعار الاسلام، ولو كان بريئا من الارهاب، الى هجوم على الاسلام نفسه، من ثلة من العاهرات، والمثليين، وأدعياء الثقافة والفكر، الذين اصبحت لهم حضوة عند حكامنا، وتمهد لهم المنابر في الاعلام، للطعن في ديننا وعقائدنا، ويزيدنا غما وهما ضجيج ثلة من الشيوخ، المترزقين بالاسلام، ضيوف مأدب السلطان، عن طاعة ولى الامر، ذلك الفاسد حتى النخاع، ذلك الذى تقطر يداه بدمائنا، فليذهبوا هم وشيوخهم الى الجحيم، فلابد للامة من صحوة تقتلعهم، وتجندلهم بالرصاص، او بالسيوف، لقد مللنا الذل والخنوع.
ان غياب الفكر والثقافة، والنخب الوطنية الصادقة، التى لاتباع ولاتشترى، وغياب فقهاء الدين الصادقين المخلصين لله ، وكذلك غياب الشعوب عن التضحية من اجل عقيدتها، وحريتها، وكرامتها، تلك اسباب حقيقية، لإستمرار هذه النماذج الفاسدة، من حكام اوطاننا، ولكن لن يستمر ظلم ولا ظلام، فقد بدأ نور الحق يصدع في ديارنا، ولن ينتهي الا برفع الظلم عن اوطاننا، وعن شعوبنا وقد تكون التكاليف غالية ولكنها مستحقة وواجبة، فلابد أن نتغير، حتى يغير الله حالنا.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً