“بدك عروس صغيرة؟ طلبك عنا”. ليست مزحة ولا مشهداً من مسلسل تلفزيوني كوميدي مثلاً، بل صفحة تناول لبنانيون كثر الحديث عنها خلال اليومين الماضيين.
تحت هذا العنوان، أنشأ أحدهم صفحة على انستغرام وفيسبوك باسم Young 3arous وأرفقها برقم هاتف لبناني، يدعو فيها كل من يرغب بعروس الاتصال عليه.
وضجّت مواقع التواصل الإجتماعي في اليومين الأخيريْن بصورة تغريدة نشرت عبر موقع تويتر من قبل حساب “young 3arous”، وتضمّنت صوراً لقاصرات أرفقت بالعبارة التالية: بدك عروس زغيرة؟ طلبك أكيد عنّا. وقد نشر الحساب رقم هاتف خليوي للإستفسار.
هذه التغريدة أشعلت غضب مجموعة من الحقوقيين والنسويّين باعتبارها تشرّع جريمة الإتجار بالبشر وتعبّر بشكل صارخ عن جريمة تزويج القاصرات، وتتعداها إلى تسليعٍ فاضح للمرأة والتعامل مع زواجها بمعايير مادية وتجارية لا تمتّ للقيم الإنسانية بصلة. وهي في الواقع أتت لتختصر كل تلك الجرائم وأكثر، خصوصاً أن المعلومات أظهرت أنها إعلان لبرنامج تلفزيوني جديد مرتقب.
شجب وغضب
حملة الرفض التي قوبلت بها هذه التغريدة والتبليغ الكثيف عنها لإدارة موقع تويتر، بالإضافة إلى شكاوى تلقّتها قوى الأمن الداخلي بكافة مكاتبها المعنية بهذه القضايا، أدّت بالفعل إلى إقفال الحساب المذكور وحذف التغريدة، أما رقم الهاتف المذكور فظل مقفلاً. وهذا الإجراء إن كان كفيلاً بحجب الخطأ، إلا أنه لا ينفع بالطبع لمحو الخطيئة المستمرة والمتمادية بحق الطفل والقاصرات والقاصرين، وبحق المرأة في لبنان.
قناة LBC اللبنانية فور انتشار الخبر، حاولت الاتصال بالرقم وسألت: هل هذا الأمر حقيقي؟
فحصلت على الجواب التالي:
“بالطبع نحن نقوم بعملية صلة بين الزوج وأهل الزوجة، والفتيات لبنانيات. نقوم بذلك بموافقة الأهل، ونسأل عن أحوالك المادية ورقم هاتفك ونستقصي عن أحوالك”.
وحين حاولت «عين ليبيا» الوصول للرقم، كان الخط مغلقاً وما زال حتى اللحظة.
وفق ما ذكرت القناة اللبنانية في نشرتها المسائية الأربعاء، فالأمر أصبح الآن بعهدة مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية والقوى الأمنية اللبنانية.
ومن المتوقع أن تصل القوى للأشخاص المسؤولين عن هذه الصفحة ومعرفة النيّة وراءها وإصدار بيان يوضح القصة.
وفيما يتعلق بصور الفتيات الموجودة على انستغرام وفيسبوك، فهنّ لسن لبنانيات ولكنها صور لفتيات موجودة على موقع Shutterstock.
وفي الوقت الذي انتشر الحديث عن الصفحة بكثرة على الشبكات الاجتماعية، لم يعد من الممكن الوصول إليها حيث أقفل حساب Young 3arous، ما قد يبعد فرضية كونها ضمن حملة توعية.
مع العلم أن الأسلوب الذي اتُبع كان مستفزاً وغير مقبول كما عبّر بعض من رواد الشبكات الاجتماعية حول القصة.
اترك تعليقاً