التعددية الإصلاحية المتصارعة فاشلة ما لم تتوافق بالتعددية فيما بينها على خطة إصلاحية واحدة تشمل كل الجوانب الإقتصادية والسياسية والإجتماعية شريطة أن تحقق طموح الشعب الذي هو أساس دولته المنشودة وأن يتم تغليب المصلحة العامة فيها على المصالح الشخصية والأهواء، بأن يتجنب القائمون على السلطة الصراع السياسي والإقتصادي والإجتماعي فيما بينهم بغية الإصلاح، التعددية الإصلاحية غير المتوافقة فاشلة ولا تربو لشيء في ميدان التأمل والتفكر والتدبر فيها.
التعدد في طرق الإصلاح والبناء هي خطة فاشلة للنهوض بالدولة إذا لم تتفق شخوص الإصلاح والبناء على خطة واحدة شاملة تنهض بالدولة وكل احتياجاتها، فالأمر يصبح حينها كعمارة سكنية تحتوي على عديد الشقق والأشخاص ويريدون إصلاحها وصيانتها، وكل شخص لديه فكرة يريد أن يطبقها ويريد الإصلاح والبناء أن يتم على طريقته التي تختلف تمام الاختلاف عن الآخر، هذا يريد الطلاء بهذا اللون والآخر يريدها سوداء بدون طلاء والآخر يرى في إعادة ترميمها من الداخل وآخر يرى في هدمها وإعادة بنائها فالإمكانيات المادية متاحة، تخيل معي متى سيتم إصلاح وترميم هذه العمارة ؟!، هكذا التعددية الإصلاحية المتصارعة وعلى نطاق أوسع تكون الكلمات عاجزة عن الوصف فعلى مستوى الدولة نرى واقعها يحكي التعصب والتشبث بالرأي الواحد دون التوافق مع الرأي الآخر، كل يريد الإصلاح بطريقته ويرى في طريقة الآخر أنها غير ملائمة !، كل يرى الصواب في نفسه ويرى في الآخر أنه على خطأ !، تعددية إصلاحية فاشلة مالم يتفق الجميع ويتوافق على خطة شاملة واحدة تلملم رفات الخلافات التي تنتقل إلى طور خطر يهدد الدولة ككل، خطة شاملة واحدة يتوافق عليها الجميع لتنهض الدولة وتنتعش بالجميع متوافقين متحدين في بناء وترميم وإصلاح دولتهم ومواجهة أي خطر يداهمها فلا يوجد مركب يصل إلى بر الأمان بأكثر من ربان.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
كمشة خنازير وسخه وأبناء حرام جهل وعناد .