يقول النفري: (قال لي أُقْـعـُدْ في ثُقــْبِ الإِبْــرَة ولا تَـــبْرَحْ وإذا دخــل الخــيط في الإبــرة فلا تُمْــسِكه، وإذا خــرج فلا تَمُــدّه، وافــرح فإِنّي لا أُحِـبّ إلاَّ الفَرْحان). (*)
محكومة بالكذب والهتاف لكل ألوان الطغاة والمجرمين هي ليبيا، ومُرغَم شعبها على مديح الجـهل وتقديم القرابين لكل من يُنصِب نَفَسه إلهاً. لم تختلف أبدا 17 فبراير والفاتح من سبتمبر، فكلاهما ثورتان عظيمتان ومجيدتان ولا نظير لهما وقادتهما مُلهمين للعالم ولايشق لهم غَبَار.
وفي كلا الثورتين الشعب الليبي ورغم أنفه هو أسعد شعوب الأرض قاطبة وأعظمها والوحيد من بين شعوب الأرض من حباه الله بثورات مجيدة يتمتع في ظلها بالرفاه والأمان والحرية والديمقراطية. كانت القديمة تلقبه بـ (المجتمع الجماهيري السعيد) وأما الجديدة فتصف مقدمها بـ (الربيع الليبي) والشعب الليبي في عهدها هو (الشعب الحر والسيّد والسعيد) … رغم أنفه…!
وهل نجرؤ إلا أن نكون فرحين وقد أتانا الربيع مرتان مختالاً مكشراً عن أنيابه..!
فبفضل الثورات العظيمة تزداد أعداد الثورجيين وأعداد السجون … ويزداد أعداد المهجرين والفارين من بطش الفرح والنعيم! واسألوا “الحَـسَن الأَمِـين” لماذا يضطر المرء للفرار من الفرح والنعيم مرتان ! ربما .. لأننا قوم “مازوشيين” لا يروقنا كل هذا الرفاه وبهجة الربيع !
وتنتفخ كروش الثوار كذباً وتبجحاً انها (ثورة شعب بأسره) !!
وطالما أنها ثورة شعب بأسره فبأي حق تلقبون أنفسكم (ثوار) وتحتكرون الثورة لأنفسكم ! فإما أن تكون هذه الثورة (ثورة شعب) وكل فئاته ثوار أو أنها ثورة تخص (عصابة مسلحة) هي من قامت بهذا الانقلاب وبذلك هم وحدهم الثوار والشعب مجرد قطيع يسوقه المُسلحون ! والثوار وحدهم من يؤتون الملك لمن يشاؤون وينزعونه عمن يشاؤون.
فمن أنتم أيها الشعب الجاحد !! وأين كنتم وكان أباؤكم عندما ناضل الثوار من أجل تحريركم واسعادكم..!
فأنتم ليس أمامكم إلا العودة للهتاف: عاشت ثورتهم المجيدة وعاش الثوار !
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً