بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) الكهف/103-105). صدق الله العظيم.
تتعرض ثورة شعبنا العظيم فى هذه الأيام العصيبة لمؤامرات حقيقية مدعومة من من الداخل من نوع من البشر لم تصفى قلوبهم من الكراهية ولم تنظف صدورهم من الحقد ، هؤلاء لا يؤتمن جانبهم فبالأمس القريب كانوا مليونيات رجالاً ونساءاَ مع القذافى واليوم إختفوا نهائياً ولبسوا جلابيب من علم الإستقلال ليخدعوا بها الشعب الليبى ونسوا أن الإعلام صوت وصورة ولو تم تفريغ تلك الشرائط المُسجلة لتعرّف عليهم الشعب واحداً واحداً بالإسم والصورة ولكن من أجل وحدة ليبيا تم التستر عليهم وعدم كشفهم وفضحهم ..!! مثل هؤلاء تعودوا على العيش فى الظلام ونسوا أن من يُعادوهم هم أهلهم ومواطنيهم ومعارفهم وأبناء وطنهم حيث تحولوا نتيجة الحقد والكراهية إلى ثعابين سامة تتسم بالغدر والخيانة مسنودة ومدعومة من دول خارجية ذهبت بأفكارهم إلى أبعد ما كانوا يأملون من حكم لهذا الشعب الطيب ومن لصوص نهبوا أموالنا واليوم يحاربوننا بها ، ولو كانت لديهم حُجة مُقنعة فهذه ساحات الحوار تنتشر على طول البلاد وعرضها.
وربما تكون هذه المؤامرات من دول الجوار مهما كانت اللقاءات الودية والإبتسامات الثنائية المتبادلة بين ساستهم وساستنا وما الإعتداء على مواطنينا من أطفال ونساء ومرضى وتكسير سياراتهم بحدودنا الشرقية إلى دليل على أن هناك من يثير القلاقل ويستثمرها حتى لا تهنأ ليبيا بالأمن والإستقرار وهذا كله لمجرد أن إتخذت الحكومة الليبية قرارها بفرض تأشيرات على من يدخل لأراضيها .. أليس هذا من حق حكومتنا وحق شعبها ؟ أم أنهم يريدون حدودنا مفتوحة ومُشرعة الأبواب لكى ينهبوا ويُخربوا فى إقتصادنا سرقة وتهريباً وفى حرمة دولتنا التى تسير بخطوات متعثرة بسببهم وبسبب بعض الجهلة من ساساتنا ، السطحيين ، أملهم نشر الفتنة والفوضى والفُرقة داخل المجتمع الليبى.
أيها السادة … يقوم هذه الأيام البعض من المجهولين بالإعتداء على الإعلام المتمثل فى مقرات القنوات الفضائية مثل ما حدث مع قناة العاصمة وتخريب وتدمير محتوياتها إضافة إلى الإعتداء على إعلامييها وخطف البعض منهم علناً وعلى (عينك يا تاجر) هذه الحادثة تحديدياً رجعت بنا إلى المربع الأول فى زمن تكميم الأفواه وقطع الأصابع والألسن وخنق الحناجر لكى لا يتحدث أحداً إلا الدكتاتور المُستبد الأوحد أو السيد المجهول فى هذه الأيام الذى تحول إلى (خط الصعيد) يعتدى ويُدّمر ويُخرّب ويختطف ثم يختفى وكأننا فى زمن العصابات الإجرامية … فهل هذا معقول يا ساستنا الجُدد يا أعضاء مؤتمرنا الوطنى يا حكومتنا المغلوبة على أمرها ووزارة داخلية لم نسمع منها سوى الوعود والوعيد والضرب من حديد ولا شئ جديد ، وجيش (يحّن ويرّن) كما تقولون فى لقاءاتكم الإعلامية الرسمية والأمن فى خطر وفى إنتظار من يتخرجون من أكادميات تركيا وقطر بيتما تتعرض كل يوم مؤسسات الدولة الناشئة للتخريب والتدمير والخطف وهى على مرمى البصر.
أقول .. ما هى إلا ساعات بعد الإعتداء على قناة العاصمة حتى يتم الإعتداء على إعلامى ومذيع ومُعد برامج من قناة ليبيا اولاً (قناة خاصة كغيرها من القنوات) محايدة حيث كان ذلك المذيع النشط فى حلقة حوارية مع شخصيتين من لهما قيمتهما السياسية الإعتبارية فى المؤتمر الوطنى ولولا قدرة الله تعالى لكان اليوم هذا الإعلامى الشاب فى عداد الأموات.
أيها الليبيون ماذا حل بنا ؟ وما هى مصيبتنا ؟ وإلى أين تُبحر بنا سفينة الحرية ؟ بعد أن حبانا الله بنصر من عنده وتوحدنا جميعاً فى ظل الوحدة الوطنية منذ اللحظات الأولى للثورة التى توجهنا فيها إلى الله تعالى ندعوه ونذرف الدمع من أجل سلامة أبنائنا وأعراضنا من نظام طالما إنتهك حُرماتنا وكمّم أفواهنا وإستخف بنا أمام العالم حيث كان يردد أن لا لوجود لشعب ليبى فليبيا كانت عنده مجرد زعيم بدون شعب !! ولهذا فتح حدودنا على مصرعيها ووزع البطاقات وكتيبات العائلة وجوازات السفر لكل من هب ودب حتى يُغيّر النسيج الإجتماعى للعشائر والقبائل الليبية وهو ما نعانية اليوم من إنتهاك لحرمات حدودنا.
اليوم أيها الليبيون أقولها وبأعلى صوتى (ليبيا فى خطر) والتمر ما أيجيبنا مراسيل كما يقول أهلنا فى الجنوب ، فإما دولة ذات سيادة على رأسها رجال أشداء أقويا يطبقون قانون العدل والمساواة الذى نادى به ثوار فبراير ويحمون ليبيا بصدورهم ويعرفون قيمة الحرية والكرامة أو دولة مسلوبة الإرادة فاشلة يثعتدى عليها فى عقر دارها كل يوم ألف مرة (وتنحنى خوفاً ورعباً) دون أن تستطيع حماية نفسها أو حماية مواطنيها ، ولكم فى الإعتداء على مؤتمركم الوطنى وعلى أحد أعضائكم الذى تعرض للطم على وجهه من صبية صغار وهو رجل فى العقد السابع من عمره !! وعلى إعلامكم وإعلامييكم عبرة لمن يعتبر.
لقد كنت فى أشد الأسف وأنا أشاهد ذلك الإعلامى النشط / رجب بن غزى وهو يروى كيفية الإعتداء عليه من قبل مجهولين داخل قناة العاصمة حيث تكاد الدموع تنهمر من عينيه وأنا أقدر له ذلك أليس هذا الشاب الثائر كان من أوائل الثوار الذين رفعوا أصواتهم من خلال الإعلام يطالبون ويحرضون الشباب على الإلتفاف على الثورة يوم أن كان الكثير والكثير من الليبيين يختبئون فى بيوتهم فى إنتظار أن تتضح الأمور وتنجّلى وتشرق الشمس فإذا نجح القذافى فى إخماد الثورة سيخرجَون من جحورهم يرفعون (العلم الأخضر) وإذا إنتصرت الثورة سيرفعون (علم الإستقلال) ويقولون نحن معها حتى كان اليوم المشهود 20 أكتوبر 2011م الذى إتضحت فيه المعالم وثبتت أقدام الثوار على الأرض بقوة حتى إنقلبت مليونيات القذافى إلى الجانب الآخر ونسئ يومها الثوار الحقيقيون المثل الشعبى الذى يقول (إللى يكرهك ما إيحبك) وكان من المفترض أن يكون هناك فرزاً فورياً لحماية الثورة قبل أن يتغلغل أولئك المجهولون الذين يهددون اليوم إعلامنا وإعلاميينا وكرامة الساسة الجدد الذين إختارهم الشعب الليبى حتى ولو تجاوزوا فى حق الإختيارات الديمقراطية التى مرت عن طريق قنوات الدكاكين الحزبية لأن فى سقوطهم وإنهيار مؤتمرهم اليوم سيكون بداية للعد التنازلى لإجهاض ثورة الشعب العظيم وغداُ لناظره قريب.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً