حرب اسرائيلية على قطاع غزة في الافق

اسرائيل تقصف وتشتكي

قتل ثلاثة اسرائيليين واصيب اربعة آخرون الخميس في انفجار صاروخ اطلق من قطاع غزة وسقط على منزل في بلدة كريات مالاخي في جنوب اسرائيل، كما افادت الشرطة الاسرائيلية.

وقالت لوبا سمري المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية “هناك ثلاثة قتلى واربعة جرحى”.

واضافت انهم سقطوا في انفجار “قذيفة صاروخية سقطت مباشرة على مبنى سكني بكريات مالاخي” التي تبعد 30 كيلومترا شمال قطاع غزة.

ويرى المتابعون للشان الفلسطيني ان قوات الاحتلال الاسرائيلي قد تكثف من هجماتها على قطاع غزة بحجة الدفاع عن النفس خاصة وانهم اول قتلى اسرائيليين يسقطون بصواريخ تطلق من غزة منذ بدأت اسرائيل الاربعاء بشن غارات هي الاوسع على القطاع واسفرت عن مقتل 11 فلسطينيا على الاقل من بينهم القائد العام لكتائب عز الدين القسام احمد الجعبري واصابة حوالى مئة آخرين بجروح.

وعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعا طارئا مغلقا الأربعاء لمناقشة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة لكنه لم يتخذ إي إجراء.

وقال السفير الهندي هارديب سينغ بوري رئيس المجلس لهذا الشهر للصحفيين ان اعضاء المجلس لم يتفقوا إلا على إصدار بيان ينص على أنه عقد اجتماع طارئ وتفاصيل إجرائية أخرى.

وتحدث بوري باسم الهند لا نيابة عن مجلس الأمن فعبر عن الأمل ان يساعد مجرد انعقاد المجلس في تهدئة التوترات في الشرق الأوسط والحيلولة دون تصاعد الصراع.

وقال “الرسالة التي يجب أن تفهم من هذا الاجتماع هو ان العنف يجب ان يتوقف”.

وكانت السلطة الفلسطينية طلبت من المجلس إصدار بيان يطالب إسرائيل بوقف هجومها لكن لم يتم الاتفاق على مثل هذا البيان.

وقالت الأمم المتحدة ان بان كي مون عبر عن قلقه لنتنياهو بشأن الوضع المتدهور في جنوب اسرائيل وقطاع غزة والذي يشمل تصعيدا مثيرا للقلق للإطلاق العشوائي للصواريخ من غزة على إسرائيل وقتل اسرائيل المتعمد قائدا عسكريا لحماس في غزة.”

وعبر بان أيضا عن توقعه أن تكون “ردود الفعل الإسرائيلية محسوبة حتى لا تدفع إلى حلقة جديدة من إراقة الدماء”.

وأضافت الأمم المتحدة قولها في بيان ثان ان بان كي مون ناقش مع الرئيس المصري “ضرورة منع اي مزيد من التدهور”.

وقال البيت الأبيض إن باراك أوباما تحدث إلى نتنياهو والرئيس مرسي وأكد مساندة الولايات المتحدة لحق اسرائيل في الدفاع عن النفس في ضوء الهجمات الصاروخية عليها من غزة.

وقال بيان للبيت الأبيض “حث الرئيس رئيس الوزراء نتنياهو على بذل كل جهد لتفادي وقوع ضحايا بين المدنيين. واتفق الاثنان على ان حماس يجب عليها ايقاف هجماتها على اسرائيل لمنع تصعيد الموقف”.

وأضاف البيان قوله “تحدث الرئيس أيضا إلى الرئيس المصري بالنظر إلى الدور الرئيسي لمصر في الحفاظ على الأمن الإقليمي. وأدان الرئيس اوباما في حديثهما اطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل وكرر حق اسرائيل في الدفاع عن النفس”.

ويرى محللون إن التصعيد الإسرائيلي ضد غزة ياتي في سياق الحرب المبرمجة على المدنيين الفلسطينين هناك رغم ادعاء اسرائيل بانه رد على صواريخ المقاومة التي تطلق من قطاع غزة تجاه البلدات الاسرائيلية.

وفي انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي الانساني تشن غارات جوية على المواطنين الابرياء مما اوقع عشرات من الشهداء والجرحي من بينهم نساء واطفال. ورغم المناشدات الدولية لإسرائيل لوقف اعتدائها على القطاع غزة الا انها مستمرة في عدوانها.

وقال رياض منصور المبعوث الفلسطيني لدى الأمم المتحدة إن التصعيد الإسرائيلي المستمر يتطلب اهتمام المجتمع الدولي بما في ذلك مجلس الأمن بهدف تجنب المزيد من التدهور في الوضع وزعزعة الاستقرار على الأرض وقيام إسرائيل بإذكاء نار دورة جديدة مهلكة من العنف وإراقة الدماء.

واضاف منصور قوله في رسالته إلى رئيس المجلس إنه ينبغي توجيه رسالة مباشرة لإسرائيل لوقف حملتها العسكرية على الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت احتلالها بما في ذلك وقف القتل خارج نطاق القضاء.

وقال منصور لمجلس الأمن “مرة اخرى يقف المجتمع الدولي شاهدا على الحملة الشنيعة التي تشنها إسرائيل مستخدمة أشد وسائلها العسكرية فتكا وإجراءات غير مشروعة ضد السكان المدنيين الفلسطينيين العزل”.

ويؤكد خبراء ان القتل العمد الذي تقوم به قوات الاحتلال في القطاع يُصنف ضمنالجرائم ضد الانسانية بموجب المادة 7/1/أ من النظام الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية، ومن جرائم الحرب التي تقترفها قوات الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة تعمدها شن هجومات تسفر عن خسائر في الارواح و اصابات بين المدنيين.

وقال منصور “قوات الاحتلال الإسرائيلي تقوم الآن بالتعبئة على الأرض ونحن نتحدث. ومشاعر الخوف والفزع تنتشر بين السكان المدنيين الفلسطينيين”.

وذكر شهود ان عشرات الدبابات تتمركز خارج قطاع غزة بالقرب من السياج الامني بين اسرائيل والاراضي الفلسطينية. وفي السياق نفسه، اعلن الجيش الاسرائيلي انه استهدف “عددا كبيرا” من مواقع الصواريخ الطويلة المدى التابعة لحركة “حماس” بعد اغتيال الجعبري.

واعلنت افيتال ليبوفيتش الناطقة باسم الجيش الاسرائيلي للصحافيين انه “بعد اطلاق الصواريخ في الايام الاخيرة، قرر رئيس الاركان ‘بيني غانتز’ السماح باستهداف المنظمات الارهابية في قطاع غزة، حماس والجهاد الاسلامي ومنظمات اخرى” مضيفة ان “هذه هي البداية”.

وقال سفير اسرائيل لدى الأمم المتحدة رون بروسور بدعوة المجتمع الدولي إلى إدانة “الإطلاق العشوائي للقذائف الصاروخية على المواطنين الإسرائيليين اطفالا ونساء”. وكان بروسور يشير إلى خمسة أيام تصاعدت خلالها الهجمات الصاروخية الفلسطينية من غزة.

وتحدث بعض السفراء العرب امام الصحفيين قبل اجتماع مجلس الامن. وحث السفير السوداني دفع الله الحاج على عثمان المجلس على إدانة “الهجوم البربري الشنيع” الذي شنته اسرائيل.

وقال منصور ان ما فعلته اسرائيل يهدف الى صرف الأنظار عن خطة الفلسطينيين لطلب رفع درجة وضعها المراقب في الأمم المتحدة من “كيان” إلى “دولة غير عضو” وهو ما يعني ضمنا الاعتراف بدولة فلسطينية.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً