أوباما يقاوم خشيته من الهزيمة بثقة مرتبكة في الفوز

عبر باراك اوباما عن ثقته بانه سيمضي “سهرة سعيدة” الثلاثاء بعيد إعلام نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية وهنأ خصمه الجمهوري ميت رومني على حملته “الدينامية”.

وامضى اوباما يومه في معقله بشيكاغو قبل المشاركة في الامسية الانتخابية الديمقراطية في قصر المؤتمرات في كبرى مدن ايلينوي (شمال)، بعد ان توجه في الصباح الى احد مكاتب حملته ليشكر المتطوعين.

وقال اوباما للصحافيين “اريد ان اتوجه بتهاني الى الحاكم رومني لحملته الدينامية. اعلم ان انصاره ملتزمون ومتحمسون ويعملون كثيرا” مثل الديمقراطيين.

واضاف الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته “اننا واثقون بأننا سنحصل على الأصوات الضرورية للفوز”، محذرا في الوقت نفسه من ان ذلك سيكون مرتبطا “في نهاية المطاف بالمشاركة”.

وتابع “لذلك اريد ان احث الجميع في الجانبين للاستفادة من هذا الحق الثمين (التصويت) الذي من اجله كافح كثيرون لكي نحظى به”.

وقال ايضا “اني متشوق لرؤية النتائج.. واتوقع ان نمضي سهرة سعيدة.. لكن مهما حصل اود ان اعبر عن امتناني لجميع الذين ساندوني وجميع الذين عملوا بكد من اجلي”.

والثلاثاء، دعي اكثر من 200 مليون ناخب اميركي للتوجه الى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم للسنوات الاربع المقبلة في انتخابات تتوج حملة مضنية بين الرئيس الديموقراطي الطامح لولاية ثانية باراك اوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني الذي قرر تمديد حملته حتى آخر لحظة.

وبعد سباق محموم دام عاما ونصف العام انفقت خلاله مئات ملايين الدولارات على الدعاية الانتخابية واجتاز خلالها المرشحان عشرات الاف الكيلومترات في جولات انتخابية صافحا خلالها عشرات الاف الايدي والقيا عشرات الخطابات، تعود اليوم الكلمة الاخيرة الى صناديق الاقتراع التي ستحدد في نهاية النهار الانتخابي الطويل من منهما سيكون الفائز.

وبدأ النهار الانتخابي الطويل عند الساعة 11:00 تغ مع فتح اولى صناديق الاقتراع، باستثناء قرية ديكسفيل نوتش الصغيرة في ولاية نيوهامبشير التي لا يزيد عدد ناخبيها عن حوالي 20 ناخبا لا غير، وقد درجت العادة أن يكونوا اول من يدشن صناديق الاقتراع وذلك عند الساعة 00:00 تغ من منتصف ليل الاثنين-الثلاثاء (05:00 تغ الثلاثاء).

وحتى اللحظة الاخيرة من السباق الرئاسي، اظهرت استطلاعات الرأي على المستوى الوطني ان كلا المرشحين يتمتعان بنفس القدر من نوايا التصويت، لكن حظوظ اوباما بالفوز هي في الواقع اكبر بقليل من حظوظ منافسه وذلك خصوصا بفضل النظام الانتخابي غير المباشر الذي يحكم الانتخابات الرئاسية الاميركية حيث تختزل عشر ولايات اساسية من اصل ولايات البلاد الـ50 العملية الانتخابية برمتها وبالتالي فإن الأنظار كلها تنصب عليها.

وقدم اوباما (51 عاما) نفسه خلال الحملة مدافعا عن ابناء الطبقى الوسطى التي لا تزال تعاني تبعات الازمة المالية التي ضربت البلاد عام 2008.

وركز رومني (65 عاما) الحاكم السابق لماساتشوستس (شمال شرق) والمليونير الذي بنى ثروة بفضل مهنته كرجل اعمال، حملته الانتخابية على انتقاد حصيلة عهد منافسه الديمقراطي في المجال الاقتصادي.

وستكون ولاية اوهايو (شمال) الولاية الأبرز التي ستشد اليها الانظار مساء الثلاثاء وبلا منازع.

فما من جمهوري نجح في دخول البيت الابيض دون ان يفوز بهذه الولاية، وهي مهمة تبدو صعبة ولكن غير مستحيلة على رومني، إذ تظهر جميع استطلاعات الرأي اوباما متفوقا على خصمه في هذه الولاية، وان كان تفوقه بفارق ضئيل.

وتبدأ اولى النتائج بالصدور قرابة الساعة 23:00 تغ، ولكن في بلد يمتد بعرض قارة بأسرها وفيه ست مناطق زمنية، من الساحل الشرقي الى هاواي فان اسم الفائز قد يبقى مجهولا لفترة طويلة من الليل اذا ما كان الفارق بين المرشحين ضيقا.

وفي المقابل، فان الحسابات الانتخابية تظهر انه في حال فاز اوباما بكل من اوهايو وفلوريدا (جنوب شرق) وفرجينيا (شرق) وكان فوزه بفارق واضح عن منافسه، فان العملية ستحسم لصالحه اعتبارا من اولى ساعات مساء الثلاثاء.

وفي هذا الاطار لا يغيب عن الاذهان السيناريو الكابوسي الذي خيم على الانتخابات الرئاسية في العام 2000 عندما تأخر اعلان اسم الفائز قرابة شهر كامل بسبب طعن بعملية فرز الاصوات في ولاية فلوريدا، ما حتم اعادة جمع الاصوات، وهذا السيناريو على سيئاته لا يستبعد حصوله اي من فريقي الحملة، لا سيما وان كلا منهما جهز جيشا من الحقوقيين والمحامين والخبراء لهذه الغاية.

ويقول مراقبون إنه ايا يكن الفائز في هذه الانتخابات، فسيصطدم بالكونغرس القوي المحتمل ان تتغير موازين القوى فيه تماما، وذلك بعد ظهور نتائج الانتخابات التشريعية التي ترافق الانتخابات الرئاسية.

وسيتم تجديد مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون بالكامل في انتخابات الثلاثاء، في حين ان ثلث اعضاء مجلس الشيوخ حيث الديموقراطيون هم من يتمتع بالأكثرية سيخوضون معارك تجديد الولاية.

وفي انتخابات الثلاثاء ايضا سيدلي الناخبون بأصواتهم في اكثر من 170 استفتاء محليا.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً