المثل الليبي يقول: “أيش جاب لجاب” أي ما علاقة هذا بذاك! الذبح من داعش في المنيا والطيران المصري يقصف درنه!!! انها صورة لشهقة تتجمد فيها كل معالم الحياة لتعلن موت الصورة الحية.. إذا لم تستحي يا سيد سيسي فاترك الدواعش يعبثون في مصر ويذبحون مواطنيك وتتعامى عن ذلك لتعبر طائراتك الظالمة الحدود وتقصف درنه التي بأحرارها طردت الدواعش إلى غير رجعة.. لا ندري يا سيد مصر لماذا تصدرعجزكم في إدارة دولة عظيمة مثل مصر إلى السودان وليبيا؟! منذ فترة وجيزة اكتشفت مدرعاتكم تحارب في السودان.. واليوم طائراتكم تقصف أحرار درنه المدنيين المحاصرين من قبل قوات السيد حفتر رفيقكم في النضال! هل هو الهروب إلى الأمام أم أنه عجز الحكومة المصرية عن القبض على منفذي العملية الإرهابية الأخيرة بالمنيا التي كان ضحيتها حوالي ثلاثين أنسانا يعبدون الله بطريقتهم!!! هل فشلكم يا سيد سيسي في معركتكم ضد الإرهاب كان الدافع لشد انتباه الشعب المصري وجره إلى خارج مصر وتحويل انظاره إلى درنه ليشهد على بطولتكم كمهزوم في معركتكم ضد داعش بمصر خارج مصر. أي مراقب لما حصل بمصر لا يمكن أن يستوعب ترك السيد السيسي لساحة المعركة مع داعش في مصر ليقصف زورا وبهتانا بل وظلما وعدوانا أهل درنه المدنيين الأحرار الذين طردوا داعش بفضل عزيمتهم على العيش أحرارا ورفضهم العبودية لكذبة الدولة الإسلامية الداعشية تحت رايتهم السوداء وفكرهم الظلامي. وحتى ننصف أهل درنه الأحرار نريد الوقوف عند النقاط التالية:
- العملية تمت بواسطة ثلاثة سيارات دفع رباعي فلا يمكن أن تغادر مصر وتختبئ بدرنه بعد تنفيذ عمليتها!
- أعلن تنظيم الدولة في مصر مسؤوليته عن العملية ولم يتم القبض على أي أحد من منفذي العملية أو مخططيها.
- المعلوم من الخبرة التراكمية وتاريخ الاستخبارات المصرية، وخاصة منذ بدء تصدير المقاتليين الوهابيين المكفرين للدولة المدنية إلى أفغانستان مع نهاية السبعينيات من القرن الماضي، أن الإدعاء بالعلم للتخطيط للعملية مقبول جدا إلا تفسير استمرار تنفيذ العمليات الارهابية الداعشية بالتأكد يعني أن هناك من يغض النظر عن الارهابيين لان ذلك يخدم أحدهم !!! ممن لا يستطيع السيد السيسي رفض أي طلب ولا مخاصمتهم.
- الواضح أن لتنظيم الدولة في مصر حاضنة بالداخل تعمل على تمكين منفذي العملية من التخفي بين الناس بالرغم من الاستنفار الأمني الذي تعيشه مصر بعد التفجيرات المختلفة لعدد من الكنائس القبطية.. وهذا يتوافق مع النقطة السابقة.
- قد توجد رعاية خارجية تمول وتدعم لوجستيا وجود، بل وربما تمدد، داعش في مصر ومبررات ذلك لا تحتاج للتفكير وإسرائيل على الحدود. فالواضح أن داعش باتت أفضل مقصىات التخريط والتفصيل الجيوسياسي!
- ربما اغاض السيد السيسي وزميله السيد حفتر نجاح المصالحة المتأخرة التي بدأت تأتي أُكولها في الأسابيع الماضية بين أهالي درنه وجيرانها.. والقصف سيفسد على أهلنا بدرنه هذه الفرحة المتأرجحة!
- قد يحقق قصف درنه فرصة لمكاسب إضافية تتمثل في تحييد الانتباه عن تحركات الدواعش في المنطقة الواقعة ما بين وادي بي ومشروع اللود والوديان بجنوب مدينة بني وليد.. وتشتيت انتباه قوات البنيان المرصوص النواة الحقيقية للجيش الوطني الليبي الواضح وضوح الشمس في محاربة لداعش، وليس كما يدعي السيد حفتر، بعد أن دفع بأكثر من سبعمائة شهيد وأكثر من ثلاثة آلاف جريح.
- توجد تبريرات واهية لا يمكن أن يطلق عليها إلا أنها “منحطة” وتحاول أن تفضي الشرعية على جنون السيد السيسي وعبته بقصف المدنيين في درنه، في دولة ما زالت تحت البند السابع وبرعاية أممية، كان استجابة لنداء بعد أن استنجدت به وطلبت منه الدول الليبية المختزلة في السيد حفتر المعين من البرلمان أو في البرلمان، الذي انتهت ولايته ولم يكتسب شرعيته بعد من قبول اتفاق الصخيرات، وتم القصف بناء على ذلك. في ظل اللادولة نسمع أدعاء شرعنة العبث والاستهتار والاستخفاف بحياة المدنيين في درنه لانه وحسب خطاب السيد السيس بأنه سيلاحق الإرهاب خارج مصر في أي مكان “يمكن أو ما يمكنش” وجود معسكرات لتدريب الإرهاب!!! سيسجل التاريخ من مصر العظمى أنه تم شرعنة قصف المدنيين دون الاكتراث للقوانيين الدولية ومعاهدات جنيف الأربعة .. ودون احتراما لأدنى القيم الأخلاقية الإنسانية وسيظل الأزهر الشريف مازال شاهدا على ذلك.
كلمة مهمة لأهلنا في درنه:
المتابع لما يحصل لمدينة درنه بعد طردها للدواعش “الإرهابيين الحقيقيين” بات على يقين بأنها وضعت تحت المجهر من قبل المعاديين لقيام الدولة المدنية الديمقراطية في ليبيا ولن يفوتوا أي فرصة لقصف درنه وترويع أهلها المحاصرين والمتأملين في جهود المصالحة الأخيرة من الخييريين من أبناء ليبيا البررة أن يخففوا عليهم الحصار الجائر المضروب عليهم. حفظ الله درنه .. حفظ الله ليبيا .. تدر ليبيا تادرفت
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
لمعلومات كاتب المقال والقراء أن المثل بهذه الصيغة ليس ليبيا وإنما هو صيغة شامية صوابها شو جاب لجاب ومقابلها الليبي هو المثل القائل شن جاب ودنها لذيلها .