الجيش السوري الحر يدخل حيا كرديا بحلب

اعضاء في الجيش السوري الحر في ادلب

يفترض ان تعلن دمشق الخميس موقفا نهائيا من الهدنة التي دعا اليها الموفد الدولي الخاص الاخضر الابراهيمي في عيد الاضحى الذي يبدأ في سوريا غدا، علما ان التطورات العسكرية المستمرة بكثافة على الارض لا توحي بهدنة وشيكة.

فقد دخل المقاتلون المعارضون الخميس الى حي ذي غالبية كردية في حلب في شمال سوريا كان في منأى عن المعارك الدائرة في المدينة منذ ثلاثة اشهر.

ونقل مراسل وكالة فرانس برس عن احد سكان حي الاشرفية الواقع في شمال غرب المدينة ان المقاتلين “سيطروا على القسم الشمالي وصولا الى الدوار الاول” الذي يقع في وسط الحي.

وقال الشاب البالغ من العمر 28 عاما انه رأى زهاء خمسين مسلحا “يرتدون ملابس سوداء ولفوا رؤوسهم بعصبات عليها شعار +لا اله الا الله+”، داخل مدرسة “في شارع مشفى عثمان حيث اقطن”.

ودخل المقاتلون المعارضون الخميس الى حي الاشرفية في شمال غرب حلب، الذي انتقل اليه عدد كبير من قاطني الأحياء الاخرى اليه لبقائه في منأى عن المعارك اليومية في المدينة منذ 20 تموز/يوليو الفائت.

ويكتسب الحي اهمية عسكرية لكونه يقع على مرتفع ويسمح في حال السيطرة عليه بالاشراف على اجزاء من المناطق المحيطة به. كما يشكل “عقدة مواصلات مهمة” بين وسط المدينة وشمالها.

ويأتي دخول المقاتلين اليه بعد سيطرتهم الاسبوع الماضي على حي بني زيد المجاور، بحسب المراسل.

في ريف دمشق، واصلت القوات النظامية سعيها للسيطرة على مناطق عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها، وسجلت عمليات قصف واشتباكات في عدد من القرى والبلدات.

ويأتي ذلك غداة العثور الاربعاء على جثث عشرين شخصا في مدينة دوما في ريف العاصمة، اتهم ناشطون القوات النظامية بقتلهم، في حين حمل الاعلام الرسمي “مجموعات ارهابية مسلحة” مسؤولية “المجزرة”.

كذلك شهدت اطراف حيي التضامن والقدم في جنوب دمشق اشتباكات صباح الخميس، وهو ما يتكرر دوريا رغم اعلان القوات النظامية سيطرتها على مجمل احياء العاصمة منذ تموز/يوليو الماضي.

واودى انفجار سيارة مفخخة في حي التضامن الاربعاء بحياة ثمانية اشخاص، بحسب المرصد.

في محافظة ادلب (شمال غرب)، تستمر الاشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية الذي يحاصره المقاتلون منذ حوالى اسبوعين.
وسيطر المعارضون على معرة النعمان وجزء من الطريق السريع بين دمشق وحلب بالقرب منها، مما مكنهم من عرقة امدادات القوات النظامية.

وحصدت اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة الخميس 23 قتيلا، بحسب المرصد.

من جهة اخرى، عثر اليوم على جثة فادي الحداد، كاهن كنيسة مار الياس للروم الارثوذكس في مدينة قطنا في ريف دمشق، بعدما خطفه مسلحون مجهولون قبل ايام.

وذكر احد سكان المدينة لوكالة فرانس برس انه تم العثور على الكاهن مذبوحا في بلدة دروشة القريبة من دمشق ومن قطنا، مشيرا الى انه خطف خلال قيامه بوساطة للافراج عن طبيب مخطوف من قطنا.

سياسيا، ينتظر ان تعلن سوريا موقفها الرسمي من اقتراح الاخضر الابراهيمي حول وقف اطلاق النار لمناسبة عيد الاضحى الذي يستمر اربعة ايام، بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية امس.

وكان الابراهيمي اعلن الاربعاء من القاهرة ان دمشق و”معظم” مسؤولي الاطراف المسلحين في المعارضة، وافقوا على اقتراحه الذي تلقى امس تأييد مجلس الامن لتطبيقه.

وابدى الجيش السوري الحر استعداده لوقف اطلاق النار خلال العيد في حال التزام النظام بذلك اولا، بحسب ما افاد رئيس المجلس العسكري الاعلى العميد مصطفى الشيخ وكالة فرانس برس.

واعلنت “جبهة النصرة” التي لا تشكل جزءا من التركيبة العسكرية للجيش الحر والتي يشتبه بارتباطها بتنظيم القاعدة، من جهتها رفضها للهدنة.

واقرت صحيفة البعث السورية بصعوبة وقف العمليات العسكرية لعدم حصول الابراهيمي “على الضمانات السياسية اللازمة للتنفيذ”، رغم تأكيدها ان هذا الامر “لا يفقد الدعوة (الى وقف اطلاق النار) ضرورتها الفعلية” لانها “ضرورة اخلاقية قبل ان تكون ضرورة سياسية”.

وتخطى عدد قتلى النزاع المستمر في سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011، 35 ألف قتيل بحسب المرصد.

وقال محققو الامم المتحدة في انتهاكات حقوق الانسان في سوريا ان “جرائم حرب” و”جرائم ضد الانسانية” ارتكبت خلال النزاع المستمر منذ اكثر 19 شهرا، طالبين السماح لهم بالدخول الى سوريا ولقاء الرئيس السوري.

وذكرت قالت مفوضة الامم المتحدة حول الجرائم في سوريا كارلا ديل بونتي انها قد تركز في تحقيقها على “تحديد الشخصيات السياسية والعسكرية الكبيرة (المسؤولة عن هذه) الجرائم”.

وشكلت اللجنة قبل اكثر من عام، لكنها لم تحصل بعد على اذن بالدخول الى سوريا، وقد اجرت مقابلات مع اكثر من الف من ضحايا النزاع والمتورطين فيه.

من جهة اخرى، دعت تسع منظمات ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان الخميس ان يشمل العفو العام الذي اعلنه اخيرا الرئيس الاسد كل الناشطين السلميين المعتقلين في السجون السورية.

وبين المنظمات الموقعة على البيان هيومان رايتس ووتش، ومراسلون بلا حدود ومؤسسة سمير قصير ومركز الخليج لحقوق الانسان والفدرالية الدولية لحقوق الانسان.

وجاء في البيان “على الرغم من ان بشار الاسد اصدر اربعة مراسيم عفو عام في 2011، واثنين آخرين في كانون الثاني/يناير وايار/مايو 2012، فان ناشطين سلميين لا يزالون فيد الاحتجاز لدى اجهزة امنية”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً