قال مصدران بالمعارضة السورية المقسمة يوم الثلاثاء ان المعارضين اتفقوا على تشكيل قيادة مشتركة للاشراف على معركتهم للاطاحة بالرئيس بشار الأسد بعدما تعرضوا لضغط متزايد من مؤيديهم الاجانب للتوحد.ويهدف القرار الذي اتخذه عشرات المعارضين ومنهم قادة الجيش السوري الحر في اجتماع داخل سوريا يوم الأحد إلى تحسين التنسيق العسكري بين المقاتلين وخلق قيادة واحدة يأملون أن تكون القوى الخارجية مستعدة لتزويدها بأسلحة أقوى.
وقال مصدر بالمعارضة “تم التوصل للاتفاق.. يحتاجون فقط لتوقيعه الآن.” واضاف أن المؤيدين الاجانب “يقولون لنا: نظموا انفسكم واتحدوا.. نريد فريقا واضحا وذا مصداقية لنزوده بأسلحة نوعية.”
وذكر أن قطر وتركيا هما القوى الاساسية وراء التوصل إلى الاتفاق.
وهذه أحدث محاولة للم شمل المعارضين المسلحين المتشرذمين الذين يقاتل معظمهم اسميا تحت لواء الجيش السوري الحر لكنهم من الناحية العملية يعملون بشكل مستقل.
وستضم القيادة الجديدة قائدي الجيش السوري الحر رياض الأسعد ومصطفى الشيخ -اللذين تعرضا لانتقادات من الكثير من مقاتلي المعارضة لتمركزهما في تركيا- واللواء المنشق حديثا محمد حاج علي بالإضافة إلى قادة المجالس العسكرية الاقليمية للمعارضة داخل سوريا مثل قاسم سعد الدين المتمركز في محافظة حمص.
وقال منظمون ان المجلس الوطني السوري حدد الرابع من نوفمبر تشرين الثاني موعدا لعقد مؤتمر لتوحيد المعارضة في قطر.
وبدأت الانتفاضة المستمرة منذ 19 شهرا كحركة احتجاجية سلمية ثم تحولت إلى حرب أهلية يقاتل فيها مسلحون اغلبهم من السنة من اجل الاطاحة بالأسد المنتمي للأقلية العلوية. وتجتذب الحرب ايضا مجاهدين سنة اجانب مما سبب قلقا للقوى الغربية وبعض الدول الاقليمية
وخلص تحقيق اجرته الامم المتحدة في الانتهاكات التي تتعرض لها حقوق الانسان في سوريا الى ان وجود المقاتلين الاجانب في البلاد يساهم في زيادة التطرف الذي يتسم به النزاع الدائر في البلاد.
وقال رئيس لجنة التحقيق التي شكلها مجلس حقوق الانسان التابع للمنظمة الدولية، باولو سيرجيو بينيرو، للصحفيين “إن وجود المقاتلين الاجانب من متشددين اسلاميين او جهاديين يقلقنا كثيرا.”
وقدر بينيرو عدد المقاتلين الاجانب في سوريا بعدة مئات.
ومضى للقول “إن وجودهم يساهم في نشر التطرف، وهو امر جد خطير في صراع كالذي تمر به سوريا.”
واضاف بينيرو ان لجنته خلصت الى ان هؤلاء المقاتلين الاجانب “لم يأتوا من اجل بناء الديمقراطية في سوريا، بل انهم يسعون لتحقيق آجنداتهم الخاصة.”
من جانبها، حذرت عضو اللجنة كارين ابوزيد من ان المقاتلين الاجانب يعملون على نشر التطرف بين صفوف بعض عناصر الجيش السوري الحر “لأنهم يمتلكون اسلحة لا تمتلك مثلها المعارضة السورية المسلحة.”
الا ان ابوزيد اكدت ان المقاتلين الاجانب “يعملون بشكل مستقل عن المعارضة السورية.”
وقالت لجنة التحقيق – التي لم تسمح لها السلطات السورية بدخول البلاد – إنها توصلت الى ان هؤلاء المقاتلين ينتمون الى 11 بلد.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد قالت في وقت سابق إن معظم السلاح الذي ينقل الى سوريا من جانب السعودية وقطر ينتهي به الامر في ايدي الجماعات الاسلامية.
وأكد بينيرو ان “المدنيين هم الذين يدفعون ثمن انتشار القتال في سوريا.”
اترك تعليقاً