قنفودة: سقوط الحصار والأخلاق

قنفودة: سقوط الحصار والأخلاق

لا شيء مما وقع في قنفودة يمكنني روايته؛ عائلات بأكملها يتدارك الرصاص ما أبقته منها سنوات الجوع والحصار.. شقيقةٌ خرَّ عليها السقف من فوقها، بعد أن شاهدت شقيقها يدفن شقيقه.

قبل كسر الحصار قتل شقيقي إبراهيم وشقيقتي فريحة الجراري وتجاورا في القبور التي نبشت، تتلوهما أمي وأخي ناصر، وأختي فايزة، ثم شقيقي محمود، ضمن ست عائلات قضت عليها نيران “بواسل الجيش الوطني المغاوير” أثناء المسير الذي أسقطوا خلاله الحصار وأخلاق المغاوير.

بطولة وأفراح ونصر بنبش القبور والتمثيل بالجثت، بعد أن ردمت النيران ما يزيد عن عشرة أطفال، وعجوزين، أصغرهما والدتي عمرها 77 عاما وهم يخترقون دفاعات هذا الجيش، وسط بنغازي من أجل شربة ماء وقطعة خبز وحبة دواء للضغط أو للسكر أو لعلاج جرح غائر لن تجدي معه كل أدوية العالم.

الناجية الوحيدة من أسرتي كانت أختي ابتسام أستاذة الرياضيات بجامعة بنغازي، هي أمل ما تبقى من عائلة قضمتها نيران حفتر، أتمنى أن تجد طريقها إلى الخلاص. من اعتقد يوما أن دعوى محاربة الإرهاب حقيقة، وأن كرامة ليبيا قد يجلبها أسير فقد ضل وأضل، إسألوا آل الكرشيني وآل أبوشعالة وبن صويد لتعرفوا رواية آل الجراري.

هذه رواية علي عبد الله الجراري الذي اتصلت به فوجدته صابرا محتسباً وقال لي: لقد أقبلوا على الله جوعى خوفى لا عزاء لهم إلا الإيمان بقضاء الله وقدره، فما عند الله خير وأبقى، فلم يبق في هذه الحياة مطمع بعد أن سقطت كرامة الناس وأخلاقهم.

شقَّ عليّ  أن أحاول أن أواسي إنسانا مكلوم ولكن عبدالله قذف الله في قلبه الصبر والاحتساب، لاقت أسرته مصيرا واحدا، باستثناء أخته ابتسام، التي ما زالت تبحث عن حريتها بل حياتها، فقد تم أسرها من قبل مغاوير قوات حفتر.

قنفودة السجن الرهيب

منذ العام 2014م تحولت منطقة قنفودة المطلة على الساحل الغربي لمدينة بنغازي، إلى سجن كبير تحيط به الآليات الحانقة من أربع جهات. حصار قنفودة تحول مع الوقت إلى تحد لكبرياء وجبروت حفتر الذي سخر كلما يملك من قوة برية وجوية لاقتحامها، إلا أن ثلة من المقاتلين الذين استبسلت في الدفاع عنها، حتى كلت عزيمة قوات الكرامة، واكتفت بفرض حصار خانق، مع أمطار النيران من فوهات المدافع، وحمم النار التي تسقطها الطائرات من الجو.

ليلا نهارا كانت منطقة قنفودة بساطا لِسُحُب النيران القادمة من الجو والأرض، التي قتلت الطفل والعجوز، قتلت الرجال والنساء، وقتلت الأسرى الرجال من أمثال عمر شكال الذي علم العالم كيف يكون الرجل رجلاً.

لم تجد مناشدات المنظمات الحقوقية المحلية والدولية؛ مثل التضامن، وأمنيستي إنتر ناشيونال، وهيومن راتيس ووتش، ولا دعوات المبعوث الأممي مارتن كوبلر، لم تغن شيئا في تليين عزيمة حفتر في القضاء على قنفودة ومن فيها، من أجل إخفاء معالم الجريمة وأثارها.

وتبادل الطرفان التهم في إفشال الوساطات الرامية إلى إخراج المدنيين من خط النار، وتفاقم مع الوقت نقص الغذاء والدواء، والماء الصالح للشرب.. حتى بات الموت بالهزال، والمرض يترصد من أفلت من نيران قوات حفتر.

الرأفة التي زارت قلب حفتر وسمح بخروج مقاتلي تنظيم الدولة، من بنغازي، ووفر لهم ممرات آمنة، غابت، فهي الحاضرة الغائبة، فقد سبق وأن حضرت حين غادر مقاتلو التنظيم مدينة درنة فرارا من مقاتلي مجلس شورى درنة، وقطع مقاتلو التنظيم الفارون مسافة 800 كلم بين درنة وسرت، كلها تحت نواظر حفتر وقواته.

ومع ذلك وجدت النخبة المدنية المداد الكافي، وبقية من الصفاقة لتقول بها؛ إن من رفض خروج العائلات من قنفودة هم مقاتلون إرهابيون يتخذون الأطفال والنساء دروعا بشرية!!. الميزة التي جعلت تنظيم الدولة ينجو من نيران القائد العام، ومن أقلام كتابه المتنورين هي أن التنظيم لا يقاتل عن قيم ثورة، ولا يعنيه أعاش الليبيون أحرارا أم عبيدا، وتلك ميزة يشترك فيها مع كتاب التيار المدني، وبعض قيادات التيارات التي تدعي السلفية والسلفية منهم براء، اشتركوا كلهم في نبش القبور، والتمثيل بالجثث تحت إمرة “ولي أمر الكرامة”، بل وسوغوا بالفتوى جوازها.

فك الحصار والانسحاب الرهيب

ليس من السهل تصديق ما حدث في بنغازي، وفي منطقة قنفودة يوم الثامن عشر من شهر مارس 2017؛ لولا أن يتناقله الثقاة. العارفون بمدينة بنغازي، والمسافة التي يحتاج المتجه من قنفودة إلى الصابري، وسوق الحوت، لم يستطيعوا تصديق الملحمة التي خاضها المقاتلون مثقلون بحمل المدنيين والجرحى، وهي تشق بحرا يموج بكتائب قوات الكرامة المجروحة من كثرة ما تجرعت طيلة السنوات الثلاث الماضية.

يتطلب انسحاب كهذا شق بنغازي عبر منطقة قاريونس وطَبَلِّينُو وجليانة، وحتى لو استطاع المقاتلون الصمود في محطات الطريق فإنهم سيكونون هدفا سهلا للنيران لحظة عبور كوبري جليانة. أما كيف لهم أن يصلوا إلى سوق الحوت والصابري عبر الطريق المعبد، وفي وضح النهار، فتلك قصة أخرى!.

الذي يتحرك على هذه المسافة التي تصل إلى أكثر من 14 كيلومترا، ليس بضعة مقاتلين، بل رتل من السيارات المدنية، والعسكرية المتهالكة، التي تحمل عائلات ومقاتلين وجرحى ومرضى من مختلف الأعمار، مسنون، أطفال ونساء.

أحببت أن أعرف القصة من أبناء بنغازي أنفسهم، ووجدت ضالتي في أحد المحامين النازحين من بنغازي، ممن يوجد بعض أفراد عائلته ضمن مقاتلي مجلس شورى الثوار. حدثني القصة كما تلقاها من الناجين من العبور الرهيب. نعم هو عبور رهيب؛ فالمقاتلون والعائلات عبروا بحرا من النار في وضح النهار، متسلحين بإرادة الموت.. نال من نال منهم مبتغاه، وداس الآخرون على وجه الموت، وهو واقف لا يصدق ما يرى!.

يقول المحامي: “انتظر الثوار شهورا من الوساطات، والوعود والمحاولات من المنظمات الإنسانية التي كانت في كل مرة تصطدم بشروط حفتر، التي هي أشبه بالموت البطيء مع تجرع كاس المذلة، وتسليم الأهل إلى مقاتلي الكرامة.. استمر تساقط الجرحى والقتلى، ومن لم يقض عليه رصاص الطيران والمدفعية، أنهى حياته نقص الغذاء والدواء.. كان الجريح يعيش بين الأحياء، وهو ينتظر موتا مع الألم، وكان المريض يموت ببطء، وكان الطفل يتساقط بين يدي أبويه.. وكبير السن يفقد حياته تدريجيا.. ولا أحد يملك شيئا.. وبعد انتظار طويل قرروا مواجهة مصيرهم بأيديهم والشمس في رابعة النهار؛ فالموت مرة واحدة، أسهل من الموت على دفعات! والموت بالرصاص أخف وقعا من الموت جوعا، أو مرضا، أو عطشا.

لم يكن الحال مساعدا على عبور جسور الموت باتجاه الصابري وسوق الحوت؛ مليشيات الكرامة منتشرة على طول الطريق، وطيران حفتر يذرع السماء على مدار الساعة، والمقاتلون قلة، كثير منهم جرحى، أو منهكون من الجوع، والتسليح في درجاته الدنيا.. شيء واحد كان فائضا عن الحاجة، هو العزيمة، وذخيرة واحدة كان لديهم أكثر مما تحتاجه المعركة؛ هي التضحية والإيمان بما هم مقدمون عليه.. كان الهدف واضحا؛ وهو إنقاذ الأسر، وإيصالها إلى مكان تأمن فيه.

عناصر الخطة

لم تكن عناصر الخطة معقدة، ولا فلسفة فيها، عدا الذهاب نحو الحياة أو الموت في الطريق إليها، بدلا من انتظار الحتف المحتوم:

  • تقدم فجرالسبت الموافق الثامن عشر من شهر مارس 2017م، المقاتلون القادرون على حمل السلاح يتلوهم الجرحى، ثم يأتي النساء والشيوخ والأطفال، في آخر القافلة؛ حتى يعرف العالم من هو الدرع، ومن هو الحامي، ومن الذي يلبس الدرع، وتفصل على مقاسه.. كان المقاتلون درعا للعائلات، وكان المقاتلون يلبسون ما تبقى في ليبيا من كرامة حقيقية، وما توفر في بنغازي من إباء، فلقد سبق وأن ضرب فيها عمر اشكال مثلا خالداً للشهامة والكرامة والشجاعة حين أصر أن يشارك الرجال والنساء والأطفال نفس المصير.
  • يمنع التوقف نهائيا؛ ليصل من يصل غير ملتفت لقتيل يسقط، أو أسير يؤسر، أو سيارة تتعطل.

سوق الحوت، هو الموقع والهدف الآمن، الذي يجب أن يصل إليه من يفلت من النيران.. وكانت اللحظة التي لا يملك أحد أن يعمل فيها عقله؛ تقدم المقاتلون وفتحوا ثغرة بأجسادهم، وما بقي معهم من ذخائر، في جدار النار الذي تفرضه قوات لم تتورع عن الضرب بأي نوع من السلاح، ولا في أي منطقة من الرتل، من لم تسعفه شجاعته في مواجهة المقاتلين يجد ضالته في السيارات التي تقل النساء والأطفال، يستعرض فيها “بطولته” ويسجل استجابة لأوامر القائد العام الذي يمنع الاعتقال، ويوصي بالتصفية الجسدية في الميدان.

وتحقق للعائلات والمقاتلين حلم حرموا منها لسنوات؛ فرأوا شوارع مدينتهم بنغازي نهارا، بعضهم نظر إليها نظرة مودع، والبعض نظرة المشفق والبعض الآخر يصر على أن لا تكون النظرة الأخيرة.

كان المسير علنا مكشوفا على الطريق الرئيسي المعبد، ومرورا بعديد نقاط وتمركزات ميليشيات الكرامه والتي من بينها أكبر كتائب الكرامة المعروفة، كلما تقدم المسير كان ثوار المقدمة يشتبكون بمن يعترضهم ويمهدون الطريق للضعاف من خلفهم، استمر المسير دونما توقف، فالهدف ليس قريبا بل يبعد، عن نقطة الانطلاق، ما يزيد عن 14 كلم.. استمر المسير واستمر معه الاشتباك، كما استمر تساقط القتلى من الثوار والجرحى، ولم يتوقف، تعطلت اثنتان من سيارات العائلات، إحداهما حافلة تحمل عددا من الأسر والأطفال.

رفض بعض ثوار المقدمة إكمال المسيرة وترك النساء والشيب والأطفال لنيران مقاتلي حفتر، اشتدت المواجهة، وسقط القتلى من الثوار، وسقط البعض في الأسر، ولم تتورع النيران عن أجساد الشيوخ والأطفال والفتيات، وأسر من أسر من الثوار ومن العائلات ولم يسلم من الأسر والقتل حتى الفتيات والعجائز، رغم كل ذلك استمر المسير وسط شوارع بنغازي، حتى وصل عدد من الثوار والأسر إلى منطقة سوق الحوت، مرادهم.

جن جنون ميليشيات الكرامة التي أحكمت حصارها على هذه المجموعة لأشهر وإذا بهذه الثلة تخترق قواتهم وتعبر من وسطهم، أدركت مخابرات الكرامة أن نجاح عملية إنقاذ الأسر العالقة في قنفوده قد كشف عن هشاشة ميليشيات الكرامة وضعفها الشديد، كما أدركت أن عملية الكرامة برمتها قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، بعد أن انهارت أخلاقيا.

بجنون يفوق جنون ميليشيات الكرامه المعتاد بدأت طائرات الكرامة في قصف عنيف ومستمر على تمركزات الثوار في سوق الحوت والصابري، علها تقتل من وصل من الشهود على جرائم الحصار،لعلها تخفيها أو تمسح عجزها وفشلها في منع هذه الأسر من العودة إلى الحياة بعد أن أطبق عليها الموت من كل جانب.

نجحت عملية إنقاذ عدد من الأسر العالقة في قنفوده، بفضل الله ثم حكمة وحنكة وتضحيات الثوار وأدرك العالم بأسره بشاعة ميليشيات الكرامة وعدم إنسانيتها وأدرك حلفاء الكرامة في الداخل والخارج أنهم قد راهنوا على الجواد الخاسر.. ويبقى الأمل في الله” انتهت شهادة المحامي.

قنفودة: سقوط الأخلاق

كشفت قوات حفتر عن انحطاط أخلاقي مروع، وانعدام لأي نوع من الإنسانية، حين توجهت هذه المليشيات لقبور الثوار الموتى، بعد أن جبنت عن مواجهة الأحياء، لتنبشها وتخرج أجسادهم التي وجدوها كما هي، رغم أن بعضهم قد قضى منذ أشهر، بل شهد أحد جنود حفتر بالروائح الزكية التي تخرج من أجساد هؤلاء الموتى، الذين وصفهم حفتر وقواته بالإرهابيين، خرجوا بهذه الأجسام التي تفوح منها “الرائحة السمحة”، كما وصفها أحد جنود حفتر، في شوارع بنغازي يمثلون بها متبجحين بنصر موهوم ومعركة مصطنعة في “حرب بين أحياء وأموات”، انتصر فيها الأموات على الأحياء الذين انهزموا في معركة الأخلاق.

سارع حفتر إلى التبرؤ من أفعال هؤلاء “الجنود”، رغم أن التسجيلات فضحت تناقضه، وأظهرته وهو يصدر التعليمات لحفنة القتلة الذين يتبعونه إذ قال في مقطع فيديو: “لا رأفة في مواجهة الخصم بلاش حكاية جيبه احبسه هنا.. مفيش حبس.. الميدان ميدان انتهت القصة”.. هكذا كانت تعليمات القائد العام التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماع بالصوت والصورة.

تسابق الجنود إلى تنفيذها، وشاهدهم الناس في مقطع فيديو وهم يضعون أحد المشايخ من حفظة القرآن الكريم، ومن خطباء المساجد، في مكبٍّ للقمامة وقاموا بتصفيته بوابل من الرصاص، بينما قام القيادي في قوات حفتر النقيب محمود الورفلي، في مقطع آخر، بتصفية ثلاثة من الليبيين الطوارق في شوارع مدينة بنغازي رمياً بالرصاص وهم مقيدو الأيدي، وفي مقطع ثالث قام النقيب الورفلي بتصفية أحد الأسرى رمياً بالرصاص في منطقة زراعية بمدينة بنغازي، كل ذلك من أجل ترهيب الخصوم وفي ذات الوقت قمع من يعارضه، إنه سقوط أخلاقي لا قاع له، نفذوا تصفيات جسدية مسعورة لا إنسانية، وثق بعضها بالصوت والصورة وما خفي كان أعظم.

هذ المقال موقف إنساني، أخلاقي، أردت تسجيله للتاريخ، بغض النظر عن تفاصيل الصراع في بنغازي، ومأزق الحرب التي تطحن بلادي ومقدراتها وأهم ما نملك؛ شبابنا وأبناءنا. عملية الكرامة جاءت لتحارب الإرهاب فمارسته، حوّلت حلمنا إلى كابوس فانقلبت على المسار السياسي، وانحرفت بالثورة منذ فبراير 2014م لتتعطل آمالنا في بناء دولة مدنية يسودها العدل والقانون، بعيدا عن إرادة الطغاة والغلاة والغزاة.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 1

  • عبد الله محمد

    نتمنى أن نسمع ولو مرة واحدة موقف إنساني أخلاقي من أهل الورع والتقوى أو نرى دمعة حسرة على الذين أخرجوا من ديارهم بغيرحق أطفال ونساء وشيوخ مدينة بأكمها هجرت وفرض على أبناءها التشرد في مخيمات الصفيح شرق البلاد وغربها وجنوبها منذ 6 سنوات دون أن يرفع أمرهم الى أين من المنظمات الأنسانية والدولية ولو لمرة واحدة لتبرئة الذمم أمام رب العالمين؟ يصور لنا الأخوان المشير حفيتر السوبرمان الذي يتحدى السيد كوبلر الوكيل الرسمي لليبيا دون الخوف من عقوبات الأمم المتحدة ويتحدى الناتو الذي تهيمن أساطيله على المياه الليبية ويتحدي بطائراته المتهالكة سلاح الجو الأمريكي الأفريكوم المسيطرعلى كل شبر من فضاء ليبيا. لا أشك أن ملحمة حفيتر لا تعدوا أن تكون ستارة إخوانية نسجت بدهاء ترفع من وراءها الشعارات الفضفاضة الهزيلة “لا لأنقلابيين” و “لا لحكم العسكر” شماعة للقصاص من كل من خالفهم الرآي كما حصل مع ثوار الزنتان في حرب المطار وفي معاقبة كل من تسول له نفسه المطالبة بحقه في العيش أمن في مدينته كما حصل مع المتظاهرين سلميا في ساحات العاصمة، وربما لتمرير صكوك حدود الردة لشرعنة الأغتيالات والتفخيخ وقطع الرؤوس لكي يتم إقتلاع المؤسسة العسكرية والأمنية المهنية من جدورها وترك البلد لقمة سائغة تعبث بها الميليشيات المنتفعة والمتهورة والجماعات الأقليمية المؤدلجة والمتطرفة تحت إحتكار القواة العسكرية الأجنبية من الناتو والأفريكوم لعقود قادمة دون منازع.

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً