مع إحياء رأس السنة (ئيخف نوسوقاس) الأمازيغية تضل الاستحقاقات الخاصة بالشعب الأمازيغيى الليبي مبهمة وضبابية بالنسبة لشريحة واسعة من النسيج الوطني الليبي!!! فيتفاوت القبول والرفض وحتى الشك بشأن أحياء ئيخف نوسوقاس بين الكثير من أبناء وبنات الوطن، بل لا نبالغ، وبلا مؤاخذة، لو قلنا بأنه قد يلتبس الأمر حتى مع معالي السيد رئيس المجلس الرئاسي!!!
فماذا تعني رأس السنة الأمازيغية لليبيين والليبيات؟
بدون البحث في جدلية ابعاد الاحتفال برأس السنة المازيغية من منطلق زراعي اجتماعي اقتصادي كبداية سنة حرث جديدة أو من دافع سياسي وهو أعتلى شيشنق الليبي سدة الحكم في مصر، وقبل الإجابة عن السؤال علينا أن نتيقن بأن الانسان عدو ما يجهل.. وعلينا أن نعترف أيضا بأن حقبة النظام السابق عاش فيها الشعب الليبي التجهيل الممنهج! فلم تعني الحياة داخل زريبة الجماهيرية ولم تتجاوز أبعد من الوقوف في طوابير الجمعيات والأسواق الشعبية!! بل تشربت بعض شرائح من الشعب الليبي الفكر الأحادي بلغة واحدة وبلون واحد واستوعبت التخوينات الثلاثة التي زرعها رأس النظام السابق ونعت بها الأمازيغي فالتمسك بالأمازيغية يعني بأنك: ضد الإسلام، وخيائن وعميل، وتدعو للتقسيم.. والطامة الكبرى هي تصديق بعض المثقفين ذلك.. بل باتوا يتحدثون بنفس اللغة عندما يأتي الحديث عن الإعلان العالمي عن حقوق الشعوب الأصلية لسنة 2007!
النظام السابق والاحتفال الفلكلوري برأس السنة الأمازيغية:
مع التحضير لسيف الإسلام وتجهيز لوراثة الحكم في ليبيا وفي محاولة لترويض الأمازيغي زار سيف الإسلام يفرن في 28 مايو 2005 ، أعقبتها زيارة د.أبولقاسم الوناس رئيس الكونجرس الأمازيغي العالمي ، وأدعى وبمنة سيف الاسلام بأنه يحق الأمازيغ الحديث بتمازيغت والغناء وإقامت المهرجانات إلا أن الاحتفاليات التي ظهرت من بعد ذلك أرعبت حكومة الجماهيرية وخافت من المد الأمازيغي ولو في شكل مهرجانات فتم القبض على مجموعة من الشباب بطرابلس تحتفل برأس السنة.. الواضح أن محاولة النظام السابق في اختزال (ئزرفان) الحقوق الأمازيغية بالمنة عليهم في الحديث بتمازيغت والغناء وعقد المهرجانات بشكل فلكلوريا لا يرقى إلى المستوى الأكاديمي والعلمي لإنقاذ تمازيغت من الإنقراض.
رأس السنة الأمازيغية بعد التحرر من الدكتاتورية:
مباشرة بعد التحرير تطور الأمر بشأن الاحتفالات الغنائية فصارت أكثر إعدادا وتجهيزا، بل صاحب بعض المهرجات محاضرات وندوات توعوية. والكاتب اليوم، وبحكم صفته كمدير عام للمركز الليبي للدراسات الأمازيغية، ينحاز وبقوة إلى تكثيف اللقاءات الأكاديمية بشأن تمازيغت وتوظيف رأس السنة لمراجعة مشاريع نهضوية تحمي اللغة من الانتكاسة وتعمق دراساتها الأكاديمية.
المركز أمانة في عنقك معالي الرئيس:
لقد كانت لنا محاولة وبالتنسيق مع المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا بإحاطتكم علما بالظروف الصعبة التي يعيشها المركز الليبي للدراسات الأمازيغية فمع صدور قرار وزير التعليم لعالي والبحث العلمي رقم (247) لسنة بشأن إنشاء المركز وتكليفي من سنة بإدارة المركز إلا أنه المركز مازال مشلول إجرائيا ومعوق ماديا، فلم يرقى قرار إنشاءه إلى السيادية ليتمتع باستقلالية الذمة المالية والإدارية، وكذلك بدون أن يحصل على مقر ولو بمساحة متر مربع، في ليبيا الواسعة، بالرغم من المراسلات التي وجهت للسيادة الوزير الحالي والسابق. قرار الإنشاء يخول للمركز الحصول على الهبات وحتى تاريخه حصل على 4000 أربعة آلاف دينار نقدي مكنته من عقد (3) ثلاثة ندوات علمية بطرابلس ومؤتمر علمي بكاباو وعلى صك بقيمة 5000 خمسة آلاف دينارمن الاتصالات الدولية بإيعاز من هيئة أبحاث العلوم الطبيعية والتكنولوجيا لم نتمكن من صرفها لعدم تمكننا من فتح حساب للمركز.
كلمة أخيرة للسيد السراج:
لو وجدت الإمكانيات لكان الاحتفال رأس السنة الأمازيغية بعقدة ندوة حول ابعاد الاحتفال بذلك، لذا يأمل الكاتب أن يكون قد وفق في إيصال صورة حقيقية لما يعانيه المركز الليبي للدراسات الأمازيغية من اضطهاد وإهمال ومعوقات تعطي انطباع سلبي للمراقبين لمستوى اهتمام الحكومة الليبية باللغة الأمازيغية ومن هنا نأمل أن تصل رسالتنا للسيدة المكلفة بمتابعة شؤون الشعوب الأصلية بمكتب بعثت الأمم المتحدة في ليبيا لمتابعة مهامها بالخصوص. وسنة أمازيغية جديدة سعيدة على أهالينا في ليبيا والعالم يملؤها الحب والسلام..أسوقاس نون دامقاز.
تدر تمازيغت ق ليبيا تادرفت
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً