كلنا يعاني من صعوبات في تعلم أشياء معينة, ونعاني منها الأمرين, أشياء نعتقد أنها صعبة بل والبعض يعتقد أنها مستحيلة.
ونعتقد أن من تعلمها أناس خارقون للعادة وأكثر منا ذكاء وقدرة. ولكن هذا غير صحيح, فلقد تعلمت اللغة اليابانية وهي من أصعب اللغات, وكنت أسأل دائما كيف تمكنت من هذه اللغة الصعبة؟ بالنسبة لي لم تكن صعبة لأني رغبت في تعلمها ولحبي لتعلم اللغات, وهذا ليس صعبا ,فكم من الهنود والباكستانيون والبنجلادشيون يأتون لبلادنا لا تقنون حرفا من العربية وإذا هم في أشهر قليلة باتوا يتفاهمون بها ويتقنونها. أساس التعلم هو الرغبة.
وهنالك عامل أخر مهم في عملية التعلم , ونسميه عامل ” إخراج الدجاجة من الزجاجة” هذه التسمية أتت من قصة طريفة.
كانت المعلمة تعلم الطالبات درسا في الرياضيات , وكلنا يعلم أن الرياضيات هي من اكثر المواد كراهية لدي الطلبة ويعتقدون أنها صعبة ولا يمكن تعلمها إلا للعباقرة وشديدي الذكاء.
وكانت المفتشة التعليمية تزور الفصل, وتذاكت إحدى الطالبات وقالت للمعلمة إن الرياضيات صعبة جدا لا يسهل تعلمها ولا نستطيع فهمها, قام طالبات الفصل بنوع من الاحتجاج على المدرسة, وكاد الأمر يخرج عن السيطرة, إلا أن المعلمة ,قالت لهم ,لنترك الرياضيات جانبا, وسأعطيكن لغزا نتسلى به, سرت الطالبات ودهشت المفتشة التعليمية ,ولكنها آثرت الصمت.
رسمت المعلمة زجاجة داخلها دجاجة, وقالت للطالبات ,من تستطيع منكن إخراج الدجاجة من الزجاجة دون كسرها ودون قتل الدجاجة, حاول الطالبات كثير ولكن لم يعثرن على الجواب الصحيح إلى أن قامت إحدى الطالبات وقالت بعد أن فرغ صبرهن وحيلتهن وقالت:- من ادخل الدجاجة هو الذي يجب عليه أن يخرجها.
هنا صفقت المعلمة للجواب وقالت نعم ,هذا هو الجواب الصحيح, فمن ادخل الدجاجة هو الذي عليه إخراجها, وانتن أدخلتن صعوبة الرياضيات في عقولكن وعليكن انتن إخراجها, ومتى ما أخرجتن هذا الاعتقاد من عقولكن استطعتن تعلم أي شيء هذه حقيقة, فمتى أقنعنا عقولنا بان كل ما نريد تعلمه ممكن وان لا عوائق أمامنا إلا ما نضع نحن فسيكون التعلم أسهل بكثير.
وهذا ليس في التعلم فقط ,بل في كل عمل ونشاط إنساني نرغب القيام به , إذا لا تكفي الأحلام ,بل يجب أن تكون هناك رغبه صادقه في الوصول إلى الهدف سواء عمل أو تعلم ويجب أن نزيل من عقولنا أن هذا صعب ولا نستطيع , إذ لن نستطيع ما دمنا أدخلنا إلى عقولنا أن هذا صعب جدا ولا يمكننا القيام به؟
لنخرج الدجاجة من الزجاجة حينها سنعمل ما لا يخطر لنا على بال.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً