نجح عدد من الصحفيين الإسرائليين بدخول الأراضي الليبية في الأشهر الأخيرة، على الرغم من ان إسرائيل لا تقيم علاقات دبلوماسية مع ليبيا، وفقاً لما نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”. وأكدت الصحيفة ان الإعلامي الإسرائيلي، مراسل القناة الإسرائيلية العاشرة عمانوئيل روزين كان قد احتجز من قبل السلطات الليبية مرتين قبل حوالي أسبوعين، وذلك أثناء قيامه مع فريق عمل مكون من مصور ومهندس صوت بإعداد تقارير حول الأوضاع في ليبيا بعد الزعيم معمر القذافي.
وبحسب المصدر فإن روزين وصل الى ليبيا ومعه فريق العمل قادماً من العاصمة الإيطالية روما، وكانوا جميعاً يحملون جوازات سفر أجنبية. وكان فريق العمل الإسرائيلي بصحبة رئيس الجالية اليهودية في ليبيا الحاخام رفائيل لوزون الذي وصل الى ليبيا مؤخراً. ويذكر ان لوزون ولد في بنغازي وغادر ليبيا بعد الحرب العربية الإسرائيلية في عام 1967، ومنذ ذلك الحين يعيش وعائلته في بريطانيا.
وأجرت “يديعوت أحرونوت” حواراً مع عمانوئيل روزين أكد فيه انه والفريق المرافق متعاقد مع شركة انتاج أوروبية، كلفته بالعمل على تصوير فيلم عن ليبيا بعد القذافي، وانه التقى برفائيل لوزون بمحض الصدفة في المطار حين وصل الى الأراضي الليبية.
وأضاف انه تم ايقافه وزميليه في طرابلس القديمة بعد التقاط مشاهد تتعلق بحياة رفائيل لوزون في المدينة، ومنها اقتيدوا للتحقيق في أحد المعسكرات، وان “وزير الاستخبارات الليبية شارك بنفسه في التحقيق معهم. أما المرة الثانية التي تم اعتقاله فيها فكانت في مدينة بنغازي لتصوير تقرير عن المنزل حيث ولد الحاخام الليبي. وأكد روزين ان عدداً من الشباب الليبي تجمع حول رفائيل لوزون حين علموا انه يهودي وبدأوا يهتفون “الله أكبر”، ثم سمع صوت انفجار عن القرب، فيما كان أحد الشباب قد غادر المكان لإحضار رشاش كلاشينكوف. ويضيف ان فريق العمل تلقى في تلك اللحظة اتصالاً هاتفياً يدعوهم لمغادرة المكان وبأسرع وقت ممكن، ثم توجهوا الى الفندق حيث كانوا يقيمون يرافقهم رفائيل لوزون.
ويتابع الإعلامي الإسرائيلي قائلا ان الأمن الليبي أوقفهم مرة ثالثة وهم في طريقهم للمطار، وشرع في التحقيق معهم خلال ساعات، لكنهم لم يكشفوا عن هويتهم الإسرائيلية. كما ذكر ان رجال الأمن الليبي اقترحوا اطلاق سراحهم مقابل الإبقاء على الأشرطة المصورة، لكن فريق التصوير رفض ذلك وتقدم باقتراح مضاد وهو إعطاء نسخة للجانب الليبي مما تم التقاطه. وهنا يشير الصحفي الإسرائيلي الى انهم نجحوا بإعطاء الليبيين نسخة خالية من المشاهد التي من شأنها ان تثير غضبهم.
وحول انطباعاته عن ليبيا قال روزين “صحيح ان ليبيا تحررت من نظام الدكتاتور القذافي، لكنها بعيدة عن الاستقرار”، منوهاً بأن الفوضى لا تزال سائدة في البلاد. كما نقلت صحيفة “القدس العربي”. هذا ومن المقرر ان تعرض قناة التلفزيون الإسرائيلي العاشرة الفيلم الذي صوره روزين في ليبيا. يُذكر انه سبق للسلطات الليبية وان احتجزت لفترة مؤقتة المحلل للشؤون العسكرية في “يديعوت أحرونوت” رون بن يشاي، بعد ان زار ليبيا للاطلاع على أوضاعها عقب سقوط نظام القذافي.
اترك تعليقاً