حقائق غائبة قد لاتعلم لمن عرف حاكما في ليبيا جهول وقد تعلم ولكن لا أهمية لها لمن عرف حاكما في ليبيا بليدا غير مكترث بما يجري على الارض الليبية من حقائق لها تداعيات ولها مخاطر على ليبيا وعلى الشعب الليبي.
من هذه الحقائق الغائبة او المغيبة ان اغلب سكان ليبيا أصبحوا يتركزون سكانيا وبشريا في مدينة طرابلس وضواحيها تركيزا متعاقب خلال الاربع سنوات الاخيرة حيث يتركزون تحديدا من منطقة جنزور غربا والى منطقة تاجوراء شرقا وجنوبا الى منطقة خلة الفرجان و منطقة طريق المطار وعين زارة ، نشأ هذا التركيز السكاني او البشري او الوطني من موجات هجرة من مناطق الجنوب الليبي كافة ومن الغرب الليبي من مناطق صبراتة والعجيلات وصرمان والزاوية وورشفانة وبعض مدن الجبل الغربي الا إن هجرة الليبيين من منطقة الغرب الليبي هى هجرة نسبية متقطعة والهجرة المفرطة المستمرة هى التى حدثت وتحدث من مناطق الجنوب الليبي وذلك بسبب نشوء عوامل طرد للسكان من هذه المناطق من أهمها تردي الوضع الأمني بانتشار واسع لجرائم السطو والخطف والسرقة والقتل وتردي الوضع المعيشي والاقتصادي وهى حركة هجرة مستمرة باستمرار انقطاع وسائل الحياة في الجنوب الليبي واستمرار تذبذب وسائل الحياة في المنطقة الغربية ومدينة طرابلس التى يلجأون اليها ليست الملجأ الأمثل ولكنها افضل حالا من المنطقة الجنوبية والمنطقة الغربية من ليبيا لتركز الخدمات فيها ولان فيها بدائل للعيش وان كانت ضعيفة ولكنها بدائل منعدمة في جنوب وغرب ليبيا.
إن لهذا الامر ابعاد خطيرة ليس لوجود وهروب اغلب الليبيين الى مدينة طرابلس فمدينة طرابلس مدينة لكل ليبي بل لإخلال هذا الامر بالتوزيع السكاني الذي له أهمية اقتصادية واجتماعية وسياسية على ارض واسعة شاسعة يترك فيها السكان مدنهم وقراهم فارغة تستدعي المهاجرين الاجانب للتوطين فيها وتستدعي سحب هذه المدن والقرى لدول اخرى خصوصا المتاخمة لحدود هذه الدول وغير ذلك من المستدعيات ولهذا الامر وقائع حاضرة فمنطقة طرابلس اصبحت مدينة مزدحمة على ازدحامها السابق ضاقت فيها الطرق والمساكن وضاقت فيها الخدمات وفي جنوب طرابلس تمتد التجمعات السكانية المخالفة للمخططات الهندسية والعمرانية التى يستغلها سماسرة العقارات لاستيعاب اعداد المهاجرين الليبيين وفي وسط وغرب وشرق طرابلس وتحديدا في الاحياء السكنية استحوذ سماسرة العقارات على الاراضي الفضاء العامة التي يفترض ان تكون حدائق وشيدت فيها دارات وحجرات لاستغلالها إيجارا لليبيين المهاجرين من مدنهم وقراهم والمدن والقرى التى هجرها سكانها اصبحت فارغة الا القليل من سكانها وتتوطن في بعضها عصابات الجريمة والعصابات الدينية ذات العقائد المنحرفة وهناك مناطق كاملة في داخل مناطق محددة اداريا لاتقيم فيها الا عصابات الجريمة وتستخدم بيوت المهاجرين اماكن لإيداع المخطوفين وتدبير جرائمها واخر الإبداعات الاجرامية ان حولت بعض مزارع المهاجرين الى مزارع لزراعة النباتات المخدرة.
لم يحدث في تاريخ ليبيا على الإطلاق بتعاقب عهد على عهد ان وجدت عوامل التهجير وعوامل طرد الليبيين من مدنهم وقراهم كما وجدت في هذا العهد الظالم المظلم ولم يحدث ان فتحت أبوابا لطرد الليبيين من بلادهم طردا بجعلها بلادا غير صالحة للحياة ومن الأبواب الجديدة المؤلمة وهى الاخرى حقيقة غائبة او مغيبة هى اندفاع أفواج من الشباب الليبي للهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط مثلهم مثل المهاجرين الافارقة بالقوارب المتردية وتشهد منطقة الغرب الليبي منذ سنتين والى لحظة كتابة هذا المقال هجرة مستمرة لشباب ليبيين لايرون مستقبلا في بلادهم تزداد أعدادهم يوما بعد يوم وهى اعداد كبيرة مخيفة لم تبال بها اي جهة رسمية او جهة اعلامية وكأنهم ثقل انزاح على كواهل مهلكة ممن تصدر المشهد الليبي تشريعيا وتنفيذيا واعلاميا وماكانوا الا كالمتصدرات من النساء في الاعراس يتصدرن الاعراس جلوسا ولادور ولا فاعلية لهن في الاعراس الا التصدر ولاتظنوا ان الامر هين عندما يفقد شعبا شبابه في البحر المتوسط او في دول اوروبا لمن يصل منهم وعندما تفقد الارض الليبية اجزاء من أراضيها هجرها سكانها وتركت مستباحة مباحة فذلك فقدان لجزء من وطن وفقدان لجزء من شعب ولاغرابة ولاعجب عندما تظل هذه الموانىء المهجرة لشباب ليبيا مفعلة تفعيلا للتهجير وكأنها موانئ رسمية يندفع اليها شباب ليبيا كل يوم ليبتلعهم البحر الأبيض المتوسط او تبتلعهم دول اوروبا لمن يصل منهم وبالمقابل لاتفعل المشافي العامة ولاتفعل جودة الخدمات في المدارس ومراكز الشرطة والمصارف والادارات العامة ففي ليبيا لاتفعل الا البلايا .. نعم لا غرابة ولاعجب عندما يحكم الجهلة والحمقى البلدان لان الحكام الجهلة الحمقى لايتداركون الأسوأ بل يدفعون الى الأسوأ وكلامي هنا محدد لسيادات وفخامات الحمق والجهل في مجلس النواب ومجلس الدولة والمؤتمر الوطني ولجنة الستين ولمعالي الحمق والجهل في حكومات ليبيا المتعاقبة جهلا وحمقا فكل مايحدث في ليبيا هم مسؤولون عليه ويستدعي عقابهم وليس بقاءهم بقاء يدفع الى الأسوأ ولايتدارك الأسوأ وحسبي الله ابدا فيما أقول.. الذي له القوة والحول.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
انها علامات الوطن البديل