أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، “أن وقف إطلاق النار في أوكرانيا غير واقعي في المرحلة الحالية”، وذلك عقب مشاورات مغلقة أجراها مجلس الأمن الدولي، أمس الخميس، بشأن تطورات النزاع.
وقال نيبينزيا في تصريح صحفي: “كانت لدينا محاولة لتنفيذ وقف إطلاق نار محدود يشمل منشآت البنية التحتية للطاقة، إلا أن الجانب الأوكراني لم يلتزم، وفي ظل هذه الظروف فإن الحديث عن وقف شامل لإطلاق النار غير واقعي إطلاقًا”.
وأضاف: “سألنا الدول الغربية الداعمة لكييف إن كانت مستعدة للضغط على زيلينسكي للالتزام بوقف الهجمات على البنية التحتية، لكننا لم نحصل على رد واضح، لم يجب أحد”.
وأشار نيبينزيا إلى أنه “سيقوم بإبلاغ موسكو بنتائج المشاورات”، مؤكدًا “أن الكرملين لم يصدر أي توجيهات جديدة بشأن وقف الضربات”، كما وصف جلسة مجلس الأمن الأخيرة بـ”الأغرب” في مسيرته داخل المنظمة الدولية.
وتأتي هذه التصريحات “بعد جهود سابقة لخفض التصعيد، منها اتصال هاتفي جرى في 18 مارس الماضي بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، اتفقا خلاله على امتناع الطرفين عن ضرب منشآت الطاقة لمدة 30 يومًا. وقد تم التوصل إلى تفاهم أولي حول ذلك خلال اجتماع فني مطول عُقد في العاصمة السعودية الرياض في 24 مارس الماضي، بمشاركة وفود من روسيا والولايات المتحدة”، ومع تزايد الضغوط الميدانية على الأرض، “يبدو أن نافذة التهدئة تضيق، في ظل استمرار تبادل الاتهامات بين موسكو وكييف بشأن الالتزام بمسارات التهدئة المؤقتة”.
لافروف وروبيو يبحثان تطورات الاتصالات الأوروبية بشأن أوكرانيا
أعلنت وزارة الخارجية الروسية، الخميس، “عن إجراء اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي ماركو روبيو، تناول آخر المستجدات في الاتصالات الجارية بشأن الأزمة الأوكرانية، بما في ذلك المباحثات التي أجريت في العاصمة الفرنسية باريس”.
وذكرت الوزارة في بيانها “أن وزير الخارجية الأمريكي، الذي يتواجد حاليًا في باريس، أطلع لافروف على نتائج اللقاءات التي أجراها مع مسؤولين أوكرانيين، وممثلين عن فرنسا ودول أوروبية أخرى، وذلك ضمن المساعي الدبلوماسية لحلحلة الأزمة”.
وأشار البيان إلى “أن تلك المشاورات تأتي في سياق التفاهمات التي تم التوصل إليها بين موسكو وواشنطن خلال الأسابيع الماضية، بما في ذلك المحادثة الأخيرة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الأمريكي الخاص ستيفن ويتكوف في سانت بطرسبورغ”.
وأكد لافروف، خلال الاتصال، “استعداد روسيا لمواصلة الحوار مع الولايات المتحدة بهدف “معالجة الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية بشكل موثوق”، مشددًا على “أهمية التنسيق المباشر في ظل استمرار التصعيد على الأرض”.
كما اتفق الطرفان، وفق البيان، على “الحفاظ على قنوات التواصل العملياتي”، في ظل تحضيرات لعقد لقاءات أمريكية وأوروبية جديدة مع الجانب الأوكراني الأسبوع المقبل.
وكان كيريل دميترييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي للتعاون الاقتصادي مع الخارج، قد صرح في وقت سابق اليوم أن الحوار الروسي الأمريكي “لا يزال قائمًا رغم التحديات”، وأن “الوقت سيُظهر مدى فاعليته”.
من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن العلاقات بين موسكو وواشنطن “تشهد تواصلًا نشطًا على مستوى المبعوثين الخاصين”، ما يعكس استمرار قنوات التفاوض رغم الخلافات العميقة حول ملفات عدة، أبرزها الحرب في أوكرانيا.
واشنطن تعرض تخفيف العقوبات على روسيا
قدمت الولايات المتحدة “مقترحات لحلفائها حول اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، تتضمن مسودة شروط لوقف القتال وتخفيف العقوبات على موسكو في حال تحقيق هدنة طويلة الأمد”.
وأفادت بذلك وكالة “بلومبرغ”، نقلا عن مسؤولين أوروبيين مطلعين على الموضوع، “أن هذه الخطوة جاءت رغم تصريح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو اليوم الجمعة بأن الإدارة الأمريكية مستعدة “للتراجع” عن جهودها السلامية إذا لم يتم تحقيق تقدم سريع. بينما أعرب نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس عن تفاؤله بإمكانية إنهاء النزاع خلال كلمة له في روما اليوم أيضا”.
ووفقا للمسؤولين الأوروبيين، “فقد تم عرض ملامح الخطة الأمريكية خلال اجتماع في باريس يوم الخميس، والذي حضره وفدان من أوكرانيا والولايات المتحدة وممثلون عن بريطانيا وألمانيا وفرنسا”.
وأكد المسؤولون الأمريكيون في باريس “أنهم يسعون لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار في أوكرانيا خلال أسابيع”.
وحسب المصادر، “فإن النقاط الرئيسية للمقترح الأمريكي تشمل: تجميد النزاع فعليا مع بقاء الأراضي التي وصلت إليها القوات الروسية، تحت سيطرة موسكو، تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا في حال استمرار الهدنة، رفع طلب أوكرانيا الانضمام لحلف “الناتو” من جدول الأعمال”.
وأوضح أحد المسؤولين أن “الخطط التي تحتاج لمزيد من النقاش مع كييف، لن تشكل تسوية نهائية، وأن الحلفاء الأوروبيين لن يعترفوا بسيادة روسيا على الأراضي التي تسيطر عليها”.
وشدد المسؤولون على أن “المفاوضات لن تكون مجدية ما لم يوافق الكرملين على وقف القتال، وأن توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا من أجل تنفيذ أي اتفاق يعد أمرا بالغ الأهمية”.
اترك تعليقاً