نفى خبير عسكري وأمني نبأ وفاة الرئيس المصري السابق حسني مبارك، لافتاً إلى أن حالته الصحية ما تزال خطيرة.
وقال الخبير العسكري اللواء سامح سيف اليزل، بمداخلة هاتفية مع التلفزيون المصري، إن مبارك بدأ يستجيب للعلاج و”انخفضت درجة خطورة حالته الصحية من خطيرة جداً إلى خطيرة فقط”.
واعلن مصدر طبي لوكالة الصحافة الفرنسية ان مبارك “لم يمت سريريا والاطباء يحاولون انعاشه وقد وضع على جهاز التنفس الاصطناعي”.
واكد عضو بالمجلس العسكري الحاكم طلب عدم كشف هويته، ان مبارك دخل في غيبوبة.
وترى مصادر مصرية معارضة لحكم مبارك، ثمة مايشبه “المؤامرة” في موضوع صحته يديرها المجلس العسكري وبعض انصاره في الحكومة عبر المبالغة بتدهور حالته من أجل تجاوز القانون ونقله الى مستشفى خارج السجن.
وسبق وان اتهم مبارك، الذي حكم عليه بالسجن المؤبد، السلطات بالرغبة في قتله في السجن كما قال محاميه لوكالة الصحافة الفرنسية.
واوضح فريد الديب كبير محامي مبارك ان موكله قال له “عايزين يقتلوني في السجن. انقذني يا استاذ فريد، لاقيلي حل”.
واعلن مصدر قضائي ان النائب العام لم يصدر قرارا بنقل مبارك خارج مستشفى سجن طره، بحسب وكالة انباء الشرق الاوسط.
وقالت الوكالة “نفى مصدر قضائي مسؤول بالنيابة العامة تماما صحة الانباء التي تناقلتها بعض وسائل الاعلام، من إصدار المستشار الدكتور عبد المجيد محمود النائب العام لقرار بنقل الرئيس السابق حسني مبارك (..) الى خارج مستشفى سجن طره”.
في غضون ذلك تجمع عشرات من أنصار مبارك أمام المستشفى العسكري للإطمئنان عليه بعد نقله إليها على خلفية تردي حالته الصحية مساء الثلاثاء.
وقال شهود عيان لوكالة “يونايتد برس انترناشونال”، عبر الهاتف، إن أنصار مبارك ومعارضون له تبادلوا ملاسنات وشتائم لدقائق قبل أن تتدخل عناصر الأمن المُكلفة بحراسة المستشفى من الفصل بين الجانبين، وقبل أن يخرج ضابط طبيب من المستشفى ليطمئن أنصار الرئيس السابق “أن مبارك لم يمت” ويقنعهم بالمغادرة.
وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية نقلت عن مصادر طبية وصفتها بـ “المسؤولة” قولها، “إن مبارك توفي سريرياً بعد أن توقف قلبه عن النبض لعدم استجابته لجهاز الصدمات الكهربائية الذي أُخضع له أكثر من مرة”.
ويقضي الرئيس السابق حسني مبارك (84 عاماً) عقوبة السجن المؤبَّد بعد أن قضت محكمة جنايات القاهرة في 2 يونيو/حزيران الجاري بإدانته في قضية قتل متظاهري الثورة المصرية.
الى ذلك اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في لوس كابوس بالمكسيك ردا على سؤال حول الوضع الصحي لحسني مبارك الذي اعلنت في القاهرة وفاته “سريريا”، انها “على الارجح نهاية” الرئيس المصري السابق.
وقال هولاند خلال مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة العشرين “لا اعلم ان كانت نهاية رمز ولكنها على الارجح نهاية مبارك”.
واضاف “ليست لدي معلومات حول الحالة الصحية لمبارك الذي قيل لي انه ميت سريريا”.
وتاتي هذه التطورات في الوقت الذي تشهد فيه البلاد توترا سياسيا شديدا حيث منح المجلس العسكري الحاكم نفسه صلاحيات واسعة في حين يعلن كل من المرشحين للانتخابات الرئاسية انه في الفائز قبل اعلان النتائج الرسمية الخميس.
واصيب مبارك السجين بمستشفى سجن طره جنوب القاهرة منذ الحكم عليه بالسجن المؤبد في الثاني من حزيران/يونيو بعد ادانته بالمسؤولية عن مقتل 850 شخصا خلال “ثورة 25 يناير” 2011، بجلطة في المخ ونقل الى مستشفى المعادي بعد تدهور خطير في صحته.
واضافت وسائل الاعلام الرسمية ان مبارك ادخل فور وصوله مستشفى القوات المسلحة بالمعادي قسم العناية الفائقة.
وبدات صحة مبارك (84 عاما) في التدهور منذ ادخاله سجن طره اثر الحكم عليه بالسجن المؤبد في 2 حزيران/يونيو. وقالت مصادر امنية انه اصيب بانهيار عصبي حاد وصعوبات في التنفس وتوتر شديد.
وكانت اسرة مبارك طلبت نقله الى مستشفى خارج السجن كما كان الحال قبل ادانته، لكن مثل هذا الاجراء كان سيثير غضب الكثير من المصريين المغتاظين اصلا من عدم الحكم عليه بالاعدام.
وقال صابر عمرو (40 عاما) الذي كان ضمن المتظاهرين في ميدان التحرير بالقاهرة ضد حل مجلس الشعب وضد منح المجلس العسكري نفسه صلاحيات واسعة، “انه عقاب الله. والله لا يغفر لمن اساء لشعبه وقتل الابرياء”.
اما عبد المطلب فشدد “نحن مسلمون ونحترم موتانا مهما فعلوا، الله هو من يتولى الحساب”.
وجاء الاعلان عن تدهور صحة مبارك في الوقت الذي كان آلاف الاشخاص يتظاهرون في ميدان التحرير للتنديد بـ “الانقلاب الدستوري” للمجلس العسكري الذي منح نفسه صلاحيات واسعة تتيح له البقاء سيد اللعبة السياسية حتى بعد انتخاب رئيس جديد.
واكد كل من المرشحين للانتخابات الرئاسية التي دارت جولتها الاخيرة السبت والاحد الماضيين بين مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي وآخر رئيس وزراء في عهد حسني مبارك احمد شفيق، انه هو الفائز فيها وذلك في انتظار الاعلان عن النتائج الرسمية الخميس.
ودعت حركات شبابية وجماعة الاخوان المسلمين اكبر القوى السياسية في مصر والمنافس التاريخي للجيش الذي يهيمن على النظام منذ الاطاحة بالملكية في 1952، الى هذه التظاهرات للتعبير عن رفض حل مجلس الشعب واستعادة المجلس العسكري الحاكم منذ اسقاط مبارك سلطة التشريع بموجب الاعلان الدستوري المكمل.
ورفع بعض الشباب لافتة كتب عليها “بعد ان انتخب الشعب البرلمان والرئيس ارفض احتلال بلطجية المجلس العسكري للبلاد”.
وقرر المجلس العسكري بموجب الاعلان الدستوري المكمل الصادر الاحد، ان يتولى التشريع والميزانية اضافة الى صلاحيات اخرى لحين انتخاب مجلس جديد وذلك بعد ان حلت المحكمة الدستورية العليا مجلس الشعب بسبب عدم دستورية القانون الانتخابي الذي انتخب على اساسه.
واكد المجلس العسكري الاثنين انه يعتزم تسليم السلطة التنفيذية للرئيس المنتخب في احتفالية تقام في 30 حزيران/يونيو.
الا ان سلطات الرئيس المنتخب ستكون مقيدة اذ انه لن يستطيع تمرير اي قانون من دون موافقة المجلس العسكري الذي سيحتفظ، وفقا للاعلان الدستوري المكمل، بسلطة التشريع الى حين الانتهاء من وضع دستور جديد للبلاد ثم اجراء انتخابات جديدة لمجلس الشعب.
واعتبر الحركات الشبابية وجماعة الاخوان الاعلان الدستوري المكمل بمثابة “انقلاب دستوري” لصالح الجنرالات يحد من صلاحيات الرئيس الجديد وجردته خصوصا من اي سلطة على كل ما يتعلق بشؤون الجيش.
ونص الاعلان الدستوري المكمل على حصانة للمجلس العسكري “بتشكيله القائم” اي باعضائه الحاليين ما يعني عدم قدرة الرئيس القادم على ادخال اي تغيير على تركيبته.
واعلن محمد مرسي منذ الاثنين انه فاز في الانتخابات على اساس نتائج اولية منحته 52 بالمئة من الاصوات.
لكن حملة احمد شفيق استنكرت هذا الاعلان واكدت ان مرشحها آخر رئيس وزراء في عهد مبارك هو المتقدم.
واوضح احمد سرحان احد المتحدثين باسم الحملة خلال مؤتمر صحافي “نحن متاكدون من ان الفريق احمد شفيق هو الرئيس القادم لمصر” وانه فاز بـ 51.5 بالمئة من الاصوات.
ودعت اللجنة الانتخابية الثلاثاء الجميع “الى التوقف عن التعرض لنتائج الانتخابات واذاعة اية ارقام متعلقة بها الى ان تصدر اللجنة النتائج الرسمية في وقت قريب”.
أبناء مبارك يسبون المارة بعد خبر وفاته
اترك تعليقاً