وصل وزير خارجية إيرانية عباس عراقجي، إلى العاصمة السورية دمشق، عقب زيارة استمرت يوما واحدا إلى بيروت.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إن “عراقجي”، وصل إلى دمشق علی رأس وفد في زیارة رسمیة إلى سوریا، حیث یلتقي بالمسؤولین السوریین رفیعي المستوی لمناقشة العلاقات الثنائیة والتطورات الإقلیمیة”.
والتقى وزير الخارجية والمغتربين في سوريا بسام صباغ، نظيره الإيراني عباس عراقجي والوفد المرافق له في دمشق.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم السبت، من العاصمة السورية دمشق، “إن هناك مبادرات بشأن وقف إطلاق النار، وإنه قد أجرى مشاورات بهذا الشأن معربا عن أمله في أن تصل إلى نتيجة”.
وشدد عقب لقاء نظيره السوري بسام الصباغ، “على ضرورة أن تكون هناك مساع جماعية من المجتمع الدولي لوقف جرائم إسرائيل”.
وفي وقت لاحق، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والوفد المرافق له.
وبحث الرئيس الأسد مع الوزير عراقجي، “سبل وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان الشقيق، وأهمية تقديم الدعم والمساعدة للأشقاء اللبنانيين في ضوء النزوح الكبير الذي تسبب به العدوان الإسرائيلي”.
وشدد “على العلاقة الإستراتيجية التي تربط سورية وإيران وأهمية تلك العلاقة في مواجهة التحديات والأخطار التي تهدد المنطقة وشعوبها، وفي مقدمتها استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وارتكابه اليومي لجرائم القتل والتدمير بحق المدنيين في لبنان وفلسطين وسورية.”
وأكّد الرئيس الأسد أن “المقاومة ضد كل أشكال الاحتلال والعدوان والقتل الجماعي هي حق مشروع، وهي قوية في ظل الاحتضان الشعبي لها والإيمان بها”، معتبراً أن الردّ الإيراني على ما قام به الكيان الإسرائيلي من انتهاكات واعتداءات متكررة على شعوب المنطقة وسيادة دولها، كان رداً قوياً، وأعطى درساً لهذا الكيان الصهيوني بأن محور المقاومة قادر على ردع العدو، وإفشال مخططاته، وأنه سيبقى قوياً ثابتاً بفضل إرادة وتكاتف شعوبه”.
وأضاف الرئيس الأسد بأنّ “الحل الوحيد أمام الكيان الإسرائيلي هو التوقف عن جرائم القتل وسفك دماء الأبرياء وإعادة الحقوق المشروعة إلى أصحابها”.
وبحسب رئاسة الجمهورية السورية، أكّد عراقجي، “الثقة بقوة المقاومة في لبنان وفلسطين على الوقوف في وجه آلة التدمير والقتل الإسرائيلية”، مشدداً “على ضرورة التنسيق مع كل الدول الداعمة لوقف هذا العدوان.
وکان عراقجي وصل أمس الجمعة إلى بيروت، حيث التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري ومسؤولين لبنانيين.
وقال عراقجي إن “وجوده في بيروت، هو دليل على أن إيران تقف إلى جانب حزب الله بكامل ثقلها”، مشيرا إلى أن “المشاورات مستمرة مع باقي الدول للوصول إلى وقف لإطلاق النار بشرط مراعاة حقوق اللبنانيين”.
وأضاف: “واثقون من أن جرائم الكيان الإسرائيلي ستفشل وأن الشعب اللبناني سيخرج منتصرا، ونحن ندعم مساعي لبنان للتصدي للجرائم الإسرائيلية”.
كما أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصريح للتلفزيون الإيراني الرسمي، “أن بلاده تدعم أي هدنة يعقدها لبنان شريطة أن تقبلها المقاومة اللبنانية وأن تحفظ حقوق الشعب اللبناني وتضمن وقفا كاملا لإطلاق النار في قطاع غزة”.
وقال عراقجي: “فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في لبنان، تحدثت مع المسؤولين اللبنانيين، ونحن على اتصال مع دول أخرى، وندعم الجهود التي تبذل، شرط أن تحترم المقاومة وتقبلها أولا، وتحقق حقوق الشعب اللبناني، وثانيا أن تتزامن مع وقف كامل لإطلاق النار في غزة”.
وأضاف: “أوضاع لبنان ليست طبيعية لتكون زيارتي إلى بيروت عادية.. وجودي في بيروت، التي تقصف كل لحظة، دليل على أن طهران تقف إلى جانب “حزب الله” بكامل ثقلها”.
وشدد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على “أن أي تحرك من قبل إسرائيل ضد إيران سترد عليه طهران بقوة أكبر”، وأوضح قائلا: “على عكس الكيان الصهيوني، الذي يستهدف المراكز الإنسانية، قمنا فقط بمهاجمة المراكز العسكرية والأمنية التابعة لهذا الكيان”.
وذكر أن “بلاده لا تنوي مواصلة الهجمات، إلا إذا اتخذت إسرائيل أي إجراء آخر ضد إيران”، وتابع قائلا: “سيكون ردنا على أي تحرك ضدنا أكثر صرامة، ومؤكد سيكون ردنا متناسبا ومحسوبا بالكامل”.
وكانت وكالة “تسنيم” الإيرانية، أفادت “بأن وزير خارجية البلاد عباس عراقجي، حمل رسالة مهمة في زيارته الجمعة إلى لبنان مفادها أن طهران لا تترك بيروت وحدها”.
ونقلت الوكالة عن السفير الإيراني لدى بيروت مجتبى أماني قوله، تعليقا على زيارة عراقجي، إن “إيران لن تسمح بتغيير مصائر المنطقة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وأن المستقبل ستقرره دول المنطقة وستكون جبهة المقاومة على رأسها”.
وأضاف أماني، “أن زيارة عراقجي إلى لبنان كانت رحلة شجاعة وموثوقة وستكون لها تأثيرات إقليمية مهمة، مشيرا إلى أن إيران أظهرت دائما أنها ستبقى مع لبنان في المواقف الصعبة”.
وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن، مساء الثلاثاء الماضي، تنفيذ هجوم ضد إسرائيل بعشرات الصواريخ، ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، وقائد فيلق القدس الإيراني بلبنان عباس نيلفروشان.
اترك تعليقاً