قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، “إن تركيا لا تريد أي مواجهة مع إسرائيل في سوريا”.
وقال فيدان، في مقابلة على هامش اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في بروكسل: “إن تصرفات إسرائيل في سوريا تمهد الطريق لعدم استقرار إقليمي في المستقبل”.
وذكر “أنه إذا كانت الإدارة الجديدة في دمشق والتي تعد حليفا وثيقا إلى تركيا، ترغب في التوصل إلى “تفاهمات معينة” مع إسرائيل، فهذا شأنها الخاص”.
في السياق، صرح مسؤول إسرائيلي كبير، بأن “إسرائيل لا تسعى إلى صراع مع تركيا في سوريا”.
وقال المسؤول للصحفيين، وفق ما ذكرت وكالة رويترز: “لا نسعى إلى صراع مع تركيا، ونأمل ألا تسعى تركيا إلى صراع معنا”، مضيفا: “لكننا لا نريد أيضا أن نرى تركيا تتمركز على حدودنا، وجميع السبل موجودة للتعامل مع هذا الأمر”.
يأتي هذا “بينما كثفت إسرائيل الغارات الجوية على سوريا ليل الأربعاء-الخميس، وأعلنت أن الهجمات هي تحذير للسلطات الجديدة في دمشق، كما اتهمت أنقرة بمحاولة فرض وصايتها على سوريا”.
ماذا لو اصطدمت تركيا مع إسرائيل في سوريا؟
اعتبر الباحث العسكري العميد أحمد رحال، “أن تركيا تحتاج إلى موافقة روسية حال رغبت في نصب منظومات صواريخ في سوريا، لأن عمليات تصدير السلاح تتم إلى تركيا فقط، وليس إلى دولة ثالثة”.
وقال رحال لقناة “روسيا اليوم”إن: “تركيا باستطاعتها نصب منظومات الصواريخ على الحدود مع سوريا، وهي قادرة على الدفاع عن سوريا من داخل أراضيها، لكن لا أعتقد أن الأمور ستصل إلى مرحلة صدام إسرائيلي تركي، ومع ذلك يجب أن يمارس الضغط اليوم إسرائيل وضبط طموحات نتنياهو التي تتحدى أمن المنطقة”.
وأضاف: “أردوغان اليوم يمتلك أوراق قوية، سيما أن بلاده تعتبر الدولة الأولى في الناتو، من حيث قوة الجيش والقوة العسكرية، خاصة إن غادرت أمريكا الحلف”.
وقال: “لذلك إذا كان هناك احتمال لاندلاع الحرب في المنطقة، فإن سوريا ستصبح مسرحًا لأعمال قتالية أو لحرب مستقبلية بين تركيا وإسرائيل، وأعتقد أن أوروبا ستدخل في هذا الصراع، ومعها حلف الناتو أيضا، وقد تجبر الولايات المتحدة الأمريكية على الانخراط في هذه الأحداث”.
وحول تأثير الأحداث الأخيرة في تركيا على الملف السوري، قال الباحث العسكري: “أعتقد أن الأمور قد تغيرت اليوم في الشارع التركي، وأصبحت اليوم المعركة بين أطياف المعارضة بسبب تورطهم في عملية دعم إمام أوغلو، وهو يعاني من مشاكل عديدة مع القانون ومع المحاكم التركية والقضاء التركي”.
وتابع: “صحيح أن هناك جزءًا من الانشغال الاقتصادي وتطورات الداخل التركي، لكن أنقرة دائما ما عودتنا على أنها تهتم بالأمور الخارجية، وهي حساسة جدا في الأمور المتعلقة بالسيادة التركية”.
وكان كشف مسؤول إسرائيلي لصحيفة “جيروزالم بوست”، أن “الغارات الجوية الأخيرة التي استهدفت مواقع داخل سوريا كانت تهدف إلى “إيصال رسالة مباشرة إلى تركيا”.
وحذر المسؤول الإسرائيلي أنقرة، من “إقامة قاعدة عسكرية في البلاد أو التدخل في النشاط الإسرائيلي في الأجواء السورية”.
اترك تعليقاً