قالت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني إن الإرهاب أصبح أكثر خطورة واتساعاً، وبدأ يمس المجتمع في كيانه وبنيانه، فالإرهاب يوظف كافة طاقاته وقدراته للتدمير وبث الرعب والخوف في نفوس وأطياف مجتمعنا.
وأضافت الوزارة في بيان لها أن الإرهاب والتطرف العنيف، ظاهرة تتسم بالتنوع وتفتقر إلى تعريف محدد، وهو ليس بالأمر الجديد، ولا يقتصر على منطقة أو جنسية بعينها، أو على نظام عقائدي معين، ومع ذلك، فإن جماعات إرهابية مثل تنظيم الدولة، وتنظيم القاعدة، قد شكلت في السنوات الأخيرة، ملامح للتطرف والإرهاب العنيف، وحددت معالم النقاش المتعلق بكيفية التصدي له، فالتعصب – الديني والثقافي والاجتماعي – التي تبثها هذه الجماعات كانت لها عواقب وخيمة في عديد مناطق العالم، بحسب البيان.
وأوضح البيان أن العالم في الفترة الأخيرة، خطراً كبيراً، من جراء هذه الأفعال المشينة للحياة البشرية، والسلم العالمي، والتي راح ضحيتها ملايين البشر، وتدمر على أثرها الكثير من الدول، وخاصة في الوطني العربي، ويبدأ الإرهاب بإثارة الخوف والرعب لدى الإنسان، بهدف إجباره على فعل شيء، أو اعتناق فكر معين، ثم يتجه بعد ذلك إلى تدمير كل ما هو مستقر وأمن، بهدف تنفيذ مخطط معين.
ودعت وزارة الداخلية للعمل على وضع خارطة طريق ليبية واضحة، مبنية على أسس علمية وواقعية، تحدد أساسيات المسألة وخطوطها العريضة، والعمل على وحدة الصف والكلمة، والوقوف صفاً واحداً، والبعد عن الخلافات، ولم الشمل، وتكاتف الجهود، لمواجهة هذا الفكر الدخيل على مجتمعنا الإسلامي الحنيف، وفقًا للبيان.
وأضافت الوزارة في بيانها :
” نحث الجميع على نبذ الفرقة، والعمل على ترسيخ مفهوم الأمن، وأن يدرك الجميع وسائل إعلام، وأسر ومجتمعات وأفراد وعلماء ومشايخ وأصحاب أقلام، هذا الخطر الهالك، ونعد العدة لمواجهة هذا العمل الشنيع والفكر الإرهابي، وأن نعمل على كسر شوكة هذا الفكر الإرهابي الدخيل، وأن نرسخ مفهوم التسامح والمصالحة، فهو مسؤولية الجميع، وتوعية شبابنا من خلال وسائل الإعلام والمدارس والجامعات بخطورة الإرهاب، وكيف يسهم في تدمير مستقبل وطنهم”.
وأكدت وزارة الداخلية على أن ما يحدث اليوم، من أعمال إرهابية ضد الأبرياء والعزل من قتل وتدمير، هي أعمال يندى لها جبين الإنسانية، وهو عمل يستحق الإدانة والشجب والاستنكار، والتصدي له بكل قوة، فقد ساهمت الأعمال الإرهابية وبشكل كبير، في نشر ثقافة الكراهية والحقد بين الأمم والشعوب، فعمليات القتل والاختطاف والتدمير بحق الأبرياء، يخلق شعوراً بالكراهية بين الناس ضد الثقافة الإسلامية، بل وضد الدين الإسلامي نفسه.
واختتم بيانها بالقول :
“سيظل العمل من أجل تعزيز الوحدة الوطنية للشعب الليبي العظيم، والمحافظة عليها والتمسك بها، الضمانة الوحيدة للفعل المقتدر لليبيين في مواجهة كل التحدّيات والمخاطر المحدقة بوطنهم وفي مقدمتها تحدي الإرهاب، وهي التحدّيات التي تعترض مسيرة البناء والتطور المنشود، والنهج الديمقراطي المعزز بالتعددية السياسية والحزبية، وكفالة الحريات العامة والخاصة، والوصول إلى مجتمع الرفاهية والرخاء، كونها مسؤولية وطنية تقع على عاتق الجميع، ولا يمكن لأحد أن يتملص منها مهما كانت المبررات، لأن قداسة الوطن والحفاظ على وحدته وسلامته وتماسكه الاجتماعي والجغرافي والسياسي مسؤوليتنا جميعاً”.
اترك تعليقاً