نظمت الهيئة العامة للاتصالات والمعلوماتية، في فندق كورنثيا بالعاصمة طرابلس، ورشة عمل حول الجرائم الإلكترونية، وبناء القدرات للمؤسسات الوطنية في مجال الدفاع والأمن السيبراني.
وبحسب ما أفادت الهيئة في منشور عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، فإن الورشة تهدف لبناء وتعزيز القدرات البشرية الوطنية في مجال تقييم المخاطر السيبرانية والدفاع ومكافحة الجرائم السيبرانية.
وتم تنظيم الورشة بالتعاون مع الأكاديمية الليبية للاتصالات والمعلوماتية، بحضور مندوبين عن وزارتي الداخلية والاقتصاد، وجهاز دعم الاستقرار، ومصرف ليبيا المركزي، ومجموعة من المصارف التجارية وشركات التأمين، وهيئة أمن وسلامة المعلومات، وشركات الاتصالات، وجمع من المهندسين والمهتمين بأمن المعلومات الرقمية في المؤسسات المحلية.
وافتُتَِحت الورشة بكلمة لرئيس الهيئة العامة للاتصالات والمعلوماتية المكلف عبد الباسط الباعور، أكد فيها على أهمية الأمن السيبراني في عصر العولمة، كخطوة أولية ضرورية في طريق التحول الرقمي، لكونه أحد العوامل الأساسية المساهمة في تحديد جودة الخدمات.
وشدد رئيس الهيئة على ضرورة وجود خطة وطنية لإنشاء مركز وطني للأمن السيبراني، كجهة تنفيذية لحماية المعلومات.
وفي إطار نشر التوعية، أكد رئيس الهيئة على أهمية الاطلاع والاستفادة من تجارب الدول السباقة في هذا المجال، ونقل خبراتها، مشيرا إلى أن الهيئة تسعى بالشراكة مع أكاديمية الاتصالات في مجال بناء القدرات وإعداد الكوادر والتبادل المعرفي، محذرا من أن عدم وجود نظام أمن سيبراني محكم سيؤثر سلبا على جودة الخدمات.
من جهته، حذر رئيس مجلس إدارة أكاديمية الاتصالات والمعلوماتية مجدي الشيباني، من خطورة الاندفاع نحو التحول الرقمي دون وجود خطة للأمن السيبراني، معتبرا هذا الأمر مجازفة في عالم تغيرت فيه الظروف، وتحول فيه شكل الجرائم إلى طابع رقمي متطور يحتاج مهارات وذكاء عالي من شرائح مختلفة للسيطرة عليه والحماية من خطورته على مؤسسات الدولة.
وأضاف رئيس الأكاديمية: “الدول أصبحت تعتمد في الحروب على الفضاء الرقمي، وبالتالي يجب تجديد دفاعاتنا الوطنية غير التقليدية”، مشيرا إلى أن هذه المخاوف استدعت الأكاديمية لتولي الجانب البشري في هذا المجال، ومشددا على أن الأمن السيبراني يجب يعم كل القطاعات، ولا يقتصر على قطاع الاتصالات.
كما تم خلال الورشة، تقديم ورقات بحثية حول الأمن السيبراني وتحدياته المستمرة والمتطورة. وتناولت بالشرح المواضيع الاستراتيجية المتعلقة بالدفاع السيبراني ومفهوم المرونة السيبرانية وتطبيقها على المعماريات الهجينة للبنى التحتية والسحابية من خلال تقديم عروض مرئية وفتح حلقات نقاش كانت مثمرة جدا مع الحضور.
وركزت الورقات البحثية المقدمة والنقاشات خلال الورشة على عدة نقاط، أهمها حوكمة البنى التحتية الحديثة، والتوفيق بين المرونة وكيفية تبني إطار العمل السيبراني والأمن السيبراني، وكذلك تحديد الأثر الناتج عن فشل النظم، بسبب خلل في تطوير البرمجيات والتهديدات الأمنية الناتجة عن ذلك، بالإضافة للتعرف على التهديدات وتصنيفها والاستجابة المنسقة لمواجهتها، فضلا عن التعريف بالبرامج التدريبية العملية المتطورة التي ستمكن من تدريب المدربين باستخدام أحدث الإمكانيات والتجهيزات لتقديم برامج التدريب المهني المستمر عالي المستوى من أجل تطوير المهارات اللازمة للأمن السيبراني.
اترك تعليقاً